الأخيرةثقافة وفنصور من الفايسبوكفي الواجهة

عودة “أسبوع الفيلم الوثائقي” بداية من السبت المقبل

بعد تأجيله بسبب جائحة كورونا

تنطلق بداية من يوم السبت المقبل وإلى غاية 17 من شهر مارس الجاري، بقاعة سينما “الخيام” بالعاصمة، فعاليات “أسبوع الفيلم الوثائقي” الذي ينظمه المركز الجزائري لتطوير السينما وبمساهمة المركز الجزائري للسينما، الذي كان من المقرر تنظيمه شهر جانفي المنصرم وتم تأجيله بسبب جائحة كورونا.

كشف المركز الجزائري لتطوير السينما في بيان له تحوز “الحياة العربية” نسخة منه، عن برنامج الأفلام التي سيتم عرضها خلال تظاهرة “أسبوع الفيلم الوثائقي” والذي يتضمن عرض 13 فيلما، منها أفلام سيتم عرضها الأول والتي ستقدم بحضور طاقمها على غرار فيلم الألقاب الجزائرية والحقد الفرنسي” لفتيحة بوروين، و”سوفونيس ملكة سيرتا الضحية” للراحل عبد الله تهامي، و “بحرنا” لفتيحة عفيان، و كذلك فيلم “لا هناك ولا هناك” لحسين سعدي، بالإضافة إلى فيلم المخرجة فاطمة زغموم الذي تم عرضه الاول مؤخرا، “بودي اند ارت ” أو “فن + جسد” والذي يتناول ظاهرة “فن الجسد” كحركة فنية طلائعية لفترة ما بعد النازية والفاشية، التي اجتاحت أوروبا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وتعتمد على لجوء الفنان إلى استخدام الجسد كدعامة ومادة فنية للتعبير عن مواقفه وذلك من خلال تقصي تجربة نخبة من روادها في مقدمتهم الفنان النمساوي الشهير غونتر بروس الذي قدم شهادته الحية امام كاميرا المخرجة فاطمة الزهراء زغموم حيث مشى في شوارع فيينا على الأقدام وعرض جسده كفضاء فني متحرك و ليلقي عليه القبض من طرف الشرطة بسبب تصرفه سنة 1965 دون سجنه.

كما تشهد التظاهرة عرض فيلم “143 طريق الصحراء” للمخرج حسان فرحاني والذي يروي قصة مليكة، وهي سيدة في الستينيات من العمر اختارت امرأة العيش منفردة على حدود الصحراء الكبرى في الجزائر، تدير كشكاً للوجبات السريعة يرتاده سائقو شاحنات الوزن الثقيل والمسافرون على الطريق الصحراوي رقم واحد، الذي يصل شمال البلاد بجنوبها، فيتوقفون لشرب القهوة وتناول وجبات خفيفة. يفصلها عن أقرب بلدة نحو 70 كيلومترا، يقوم الفيلم بتوثيق حياتها اليومية وسط هذه العزلة وثرثرة سائقي الشاحنات والمتشردين والحالمين المارين بها، وهي ثرثرة عامة تتناول شتى التفاصيل، من الهموم الشخصية اليومية حتى الشأن السياسي في الجزائر وتقدم صورة عامة للحياة في تلك المنطقة المنعزلة على حافة الصحراء الجزائرية، ولم يعتمد المخرج على نص مكتوب أو سيناريو، بل ركز على تسجيل أحاديثها الشيقة بتلقائية مع ضيوفها العابرين قبل ذهابهم في الطريق الصحراوي الطويل..

بالإضافة إلى فيلم “الامير عبد القادر” للمخرج سالم براهيمي ويروي حياة الامير عبد القادر مؤسس الدولة الحديثة والمدافع عنها من الغزاة الفرنسيين، لكن ايضا رجل السلام الذي انقذ مسيحيي دمشق من الابادة، وعلى امتداد 96 دقيقة يركز المخرج سالم ابراهيمي على تفرد الأمير عبد القادر -ابن أحد شيوخ الطريقة الصوفية القادرية- بالذكاء الحاد والفروسية والعلم، ليبايعه الجزائريون عام 1832 أميرا لمقاومة الغزاة الفرنسيين الذين دخلوا العاصمة عام 1830 بحجة الثأر لما زعموا أنه حادثة المروحة، حين لوّح الداي حسين -آخر دايات الجزائر- بمروحته أمام القنصل الفرنسي. ويصور الفيلم كيف اعاد هذا الرجل الذي ينتمي الى عائلة نبيلة من الغرب الجزائري تأسيس دولة حديثة بحدودها وجيشها وعملتها حينما غزاها المستعمر الفرنسي ودخلها بعدما سلمها الداي حسين في 5 جويلية 1830، بالإضافة إلى فيلم “في منصورة افترقنا” للمخرجة مريم دوروتي كلو تنطلقُ فيه المخرجة برفقة والدها المخرج الجزائري الذي يعيش في فرنسا  في رحلة إلى القرية التي ترعرع فيها أيام طفولته، هناك، يلملمان الذاكرة الصامتة لأولئك الذين شهدوا على سياسة فرنسا الاستعمارية لإعادة توطين سكان الريف الجزائريين بالقوّة والإكراه.

كما ستشهد التظاهرة عرض فيلم “هنريكو ماتيي والثورة الجزائرية” للمخرج علي عيادي مكرس لمشوار المناضل المناهض للاستعمار والصناعي الإيطالي ولإسهامه كإطار في الصناعة النفطية في الثورة الجزائرية، كما يستعرض مشوار أنريكو ماتيي مؤسس الصناعة النفطية الايطالية الذي بادر على رأس مؤسسة الاستغلال الايطالية بإبرام عقود نفطية مربحة أكثر بالنسبة للدول المنتجة ورفض نهاية الخمسينات التفاوض مع فرنسا الاستعمارية حول مشاريع الاستخراج في الجزائر، وخصص جزء من هذا الفيلم الوثائقي الذي يضم مجموعة من الشهادات للنشاط  النضالي لأنريكو ماتيي الذي كان قد التقى مسؤولين من الحكومة المؤقتة  للجمهورية الجزائرية فضلا عن تعبئته للرأي العام الإيطالي حول قضية استقلال الجزائر.

أما فيلم “على آثار المحتشدات” للمخرج سعيد عولمي والذي يعرض ضمن فعاليات التظاهرة يروي القصة المأساوية لـ 3 ملايين  جزائري تعرضوا لجريمة ضد الإنسانية بقيت طي النسيان، الفيلم من انتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الجزائري لتطوير السينما في إطار خمسينية الاستقلال، ويعود إلى الثورة التحريرية ليس بسرد بطولات أبطال الثورة بل معبرا عن معاناة جزائريين همشوا وظلموا في تلك السنوات، بالإضافة لأفلام وثائقية أخرى مثل “الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين” للمخرج محمد لطرش، و”بابيلون قسنطينة” للمخرج سيد احمد سميان، “اندري رافيرو” للمخرج جان اسلمايير.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى