وطن

عيد الفطر خلال زمن كورونا بتيبازة.. احتفال بنكهة الهدوء والتعايش مع الفيروس

بدت أجواء ثاني أيام عيد الفطر عبر شتى مناطق ولاية تيبازة “هادئة” في مشهد فرضته جائحة كورونا التي تجتاح العالم بأسره، فيما فرض من جهتهم الأطفال ببراءتهم نوعا من الحيوية والنشاط عبر الاحياء، في مظهر من مظاهر التعايش مع الفيروس.

وخلافا لليوم الأول من العيد أين بدت الأجواء بمدينة شرشال وبعض مناطق الولاية” تعج بالحركة” الراجلة وإصرار العائلات على عدم تفويت المناسبة مع التقييد بالإجراءات الوقائية، أبرزها ارتداء الكمامات بشتى الاشكال والألوان، ظهر جليا خلال اليوم الثاني من العيد خلو”شبه تام” للحركة، ماعدا بعض الأطفال الذين يصنعون الفرجة داخل بعض الأحياء.

تقريبا نفس الاجواء خيمت على المشهد بمدينة شرشال العريقة، من حي المهام غربا الى قايد يوسف وتيزيرين، شوارع خالية، فقط بعض من “حيوية” الاطفال ودوريات الشرطة بين الحين والآخر. وبوسط المدينة، اين الساحة العمومية المصنفة كمعلم وطني محمي، ساحة مطلة على ميناء الصيد البحري التي عادة ما تكون مكتظة في مثل هذه المناسبات عن آخرها، بدت فضاء خاليا من الزوار، ماعدا القلة القليلة، منهم عمي “موح” الذي بدا وكأنه يحتفل مع الحمام بالمناسبة، جالسا على مقعد ويقدم الأكل لسرب من الحمام، “عادته المفضلة”.

ويقول عمي موح، الستيني المتقاعد، أنه يحتفل بطريقته الخاصة ويغتنم فرصة الهدوء للاستمتاع ولا يريد أن يعيش على وقع ضغط الفيروس الذي فرض نفسه على العالم، “المطلوب اليوم أن يفرض العالم نفسه عليه”، يقول. وأبرز في هذا الصدد أنه ملتزم منذ انتشار الجائحة عبر الوطن بتدابير الوقاية ويصر على التمسك بالحياة، لذلك–يتابع–” تقاسم لحظات للسكينة والطمأنينة مع الحمام مهمة جدا بالنسبة لي وفي كل الظروف لا أستطيع التخلي عنها”.

وبداخل أكبر حي شعبي بشرشال، حي المهام الواقع عند المخرج الغربي للمدينة، عدد قليل من الاطفال بحلة جديدة يرافقهم اولياؤهم بأقمصة أوألبسة رياضية داخل ساحات التجمعات وبين العمارات للاحتفال بعيد الفطر رغم الجائحة، يقول “مولود غ” قاطن بشرشال، مشددا أن التعايش أصبح “أكثر من الضروري”.

وبشيء من الاسف، يقول مولود ، أنه” بعد شهرين من الحجر الصحي وحلول موعد عيد الفطر اصبح لزاما علي كرب أسرة أن أخفف الضغط على الأبناء وعدم تفويت فرصة العيد وما يصاحبها من فرحة واحتفال بعيدا عن الناس وبتوخي اليقظة من خلال التحلي بالوقاية والتباعد الاجتماعي. وعن سؤال لواج عما إذا كان قد شعر بالملل وبدء يسلك طريق التراخي، يقول مولود غ انه –بالنسبة له–” الامر مخالف تماما، بالعكس فقد بدأت في التأقلم والاعتياد على الوضع”، مؤكدا انه “لا يمكن أن تتوقف الحياة”.

وأبرز في هذا الصدد أن نصائح وتوصيات الخبراء والاطباء واضحة في هذا الشأن، فقط المطلوب الاقتداء بها لتفادي انتشار الجائحة، وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي ليست حركات مستعصية على الإنسان لكي يتأقلم معها، يضيف مولود. واسترسل يقول:”كنت مستعد للحدث وقمت باقتناء الكمامات مع تحضير الأبناء لهذا الموعد الفريد من نوعه”، مشيرا الى درجة اليقظة والحذر جعلته يكتفي في اليوم الأول من العيد بزيارة والدته بمفرده للاطمئنان على صحتها ولكن دون الاحتكاك بها مباشرة، يقول مولود وهو”يتحسر” لحزن الموقف.

وأج

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى