الأخيرةثقافة وفن

فنانة تشكيلية ترسم لوحات تعبر عن حرائق الجزائر: هدف الحياة أصبح نفس سبب الموت

تفاعلت الفنانة التشكيلية المصرية إيمان خطاب، مع الأحداث الجزائرية التي امتلئت بالمشاهد الإنسانية، ونقلتها وكالات الأنباء العالمية عبر صُحفها وشاشاتها، وعبرت عن هذا التفاعل بمجموعة من اللوحات.

تقول إيمان: “الفنان دائما هو نبض العالم وذاكرته وضميره، هذا إذا كان فنانا صادقا أو ما يجب أن يكون عليه، ولذلك إذا وقع حدث جلل أو مؤرق للضمير العالمي أو الإنساني، يكون هو أول من يتأثر به ويعبر عنه”.

واستطردت: “أنا مثل الجميع، تابعت الحرائق المنتشرة في عدد من دول العالم نتيجة لتغير المناخ، وشاهدت على إحدى المحطات العالمية تحقيقا تليفزيونيا عن الشعب الجزائري ومعاناته من جراء هذه الحرائق ومحاولات أهالي القرى إطفاء حرائق الأشجار والبيوت البسيطة التي يسكنون بها بالجرادل والخراطيم المنزلية”.

بعد متابعتها بكثافة لما يجري خلال الأيام الماضية، تحرك حسها الفني تجاه الأحداث، ووجدت نفسها داخل مرسمها تحاول أن تُعبر عن مشاعرها الإنسانية تجاه هذا الواقع الصعب الذي يعيشه كثير من البشر، لذلك قالت إنها رأت في أدواتها، الفرشة والألوان، السبيل للتعبير -كما للكاتب الصحفي القلم والأوراق- فهي تملك أدوات أخرى، أدوات الفنان التشكيلي.

وتحكي إيمان: “هذه الأعمال التي نفذتها بالألوان المائية على ورق كان أسلوبا تأثيريا عينيا يميل إلى التجريد أحياناً، ولأني أُعبر عن موضوع يثير مشاعري، فقد كان التعبير عن هذه المشاعر باستخدام ألوان غلب عليه الأحمر بدرجاته، وهو لون لهيب النار المشتعلة، مع تداخل اللون الأخضر، الذي يمثل لون الخضرة والأشجار والحياة، وهو اللون المتناقض تماما مع الدمار والموت المحدق بالبشر بسبب حرائق الأشجار، وكأن المعنى هنا أن سبب الحياة هو نفسه أصبح سبب الموت”.

وأضافت: “بالطبع وأنا أرسم لا أستحضر كل المعاني بشكل مباشر، لكنها تحضر أو تتواجد بشكل غير واعى تماما، وتتمثل في أسلوب رمزي، مثل لوحة الشجرة التي نفذتها بالفحم، وهو العودة التي تتحول إليها الأخشاب بعد الحرق، وكيف أن الخطوط تتلاشى وكأنها تتأوه من الألم”.

تتمنى إيمان كفنانة وإنسانة أن يعود اللون الأخضر ليسود من جديد وتنطفئ هذه الحرائق، وعن سبب اختيارها تحديدا الجزائر والتأثر بها، قالت: “هذا لأنى من الجيل الذى تربى على أن الوطن العربي جسد واحد، إذا مرض أو عانى جزء منه تداعى له بقية الأخوة، وربما يبدو هذا الكلام قديما أو غير مجدي أو مصدق هذه الأيام، لكنها حقيقة تاريخية وجغرافية وثقافية لا يمكن تجاهلها”.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى