توج أمس، الفيلم الجزائري-الفرنسي “بابيشا” للمخرجة مونية بن مدور بجائزتين سيزار في دورتها 45، الأولي موجهة للفيلم حيث تحصل على جائزة سيزار لأفضل فيلم أول، فيما عادت الثانية لبطلته الممثلة الصاعدة “لينا خوذري” وتحصلت على جائزة سيزار لأفضل ممثلة واعدة، وذلك خلال حفل أقيم على مسرح شاتليه في باريس.
لا يزال الفيلم الجزائري- الفرنسي “بابيشا” يحقق نجاحاته المتواصلة، فبعد تألقه بمهرجان “كان” السينمائي في دورته 72 حيث عرض في مسابقة “نظرة ما” وهو يلقي بظلاله أينما حل، سواء في مهرجانات عربية، أو في مهرجانات دولية، وأخر تتويج له كان منذ أسبوعين حيث فاز الفيلم بجائزة “أليس غي” في دورتها الثانية، والتي تنافس عليها خمس أفلام مهمة، ليحصد جائزة أخرى لا تقل أهمية عن جائزة “غولدن غلوب” أو “الأوسكار الأمريكية” وغيرها من الجوائز المهمة التي يشهدها المشهد السينمائي العالمي، وهي جائزة سيزار الفرنسية التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية لأفضل الإنتاجات السينمائية الفرنسية منذ 1976.
عرف فيلم “بابيشا” انتشار واسعا في فرنسا بعد عرضه في مسابقة “نظرة ما” بالدورة الاخيرة لمهرجان كان السينمائي، حيث استقطب إلى غاية الآن أكثر من 260 ألف مشاهد، ويعد الفيلم الذي منع عرضه في الجزائر لأسباب تبقى مجهولة، أول تجربة سينمائية في مسار ابنة المخرج الراحل عز الدين مدور، حيث يستعرض الفيلم، الذي تمثل البطولة فيه الشابة لينا خودري، جزءا من التاريخ الحديث الجزائر، وهي فترة التسعينيات وسنوات العشرية السوداء والتطرف الديني إذ أدت هذه الفترة إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، في ظرف اختلط فيه السياسي بالديني، وحاولت فيه بعض القوى المتشددة فرض أسلوبها في الحياة على الآخرين، ويتناول هذا من خلال سرده لحياة طالبة جامعية “نجمة” تسعى لتنظيم عرض أزياء في الحي الجامعي، وتتحدى المحرمات خلال العشرية السوداء، وشارك الى جانب لينا خوذري المتوجة هي الاخرى بجائزة سيزر لافضل ممثلة واعدة دور الشابة الجزائرية القوية، التي ترفض الخضوع لتهديدات المتشددين والخنوع للوصاية الذكورية، كل من مريم مجقان وشيرين بوتيلا وأميرة هيلدا وزهرة دومانجي.
نسرين أحمد زواوي