ثقافة وفن

فيلم “سولا” ضمن المسابقة الرسمية من مهرجان الفيلم الفرنسي الامريكي

اختير الفيلم الروائي الطويل “سولا” للمخرج اسعاد صلاح، للمشاركة في المسابقة الرسمية من مهرجان الفيلم الفرنسي الامريكي، المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 10 إلى 16 أكتوبر الداخل،  بمدينة لوس انجلوس الامريكية.

أعلن المخرج اسعاد صلاح عن عرض فيلمه الاخير “سولا” أمام جمهور ونقاد وسينمائيين من هوليود بعد اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان “الفيلم الفرنسي الامريكي”، وكتب في منشور له “بعد مسار متميز لفيلم سولا بين مهرجانات العالم، يأخذ الفيلم وجهة إلى أمريكا، عملاق السينما، ومن بابه الواسع إذ وقع اختياره في المسابقة الرسمية لمهرجان “الفيلم الفرنسي الامريكي” بمدينة لوس انجلوس أكتوبر الداخل” مضيفا “انا سعيد بهذه المشاركة وبعرض الفيلم أمام جمهور وخبراء ومهنيي هوليوود”.

فيلم “سولا” سبق له وأن نال العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان مالمو للفيلم العربي في السويد، كما حاز على 8 جوائز من أصل 14 جائزة بعد مشاركته في برنامج “فاينل كت” العالمي الذي ينظم من قبل مهرجان البندقية السينمائي. وحصل الفيلم على خدمات التسويق والتوزيع في العالم العربي، كما حصل مشروع الفيلم أيضاً على 7 جوائز أخرى، وصلت قيمتها إلى حوالي 70 ألف يورو، وهي دعم مادي بقيمة 15 ألف يورو من شركة “لازار فيلم”، وآخر بالقيمة نفسها من “مكتاري ميكسينغ أودوتوريوم” بجانب دعم بقيمة 5000 يورو من “تيترا فيلم”، وآخر بقيمة 2500 يورو من مهرجان أميان السينمائي الدولي، ودعم آخر بالقيمة نفسها من مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي، وخدمات ترويج للفيلم بقيمة 2500 يورو من “آي أون فيلمز”، كما قدم المعهد الفرنسي “سينماتيك أفريقيا” دعما بقيمة 6000 يورو مقابل العروض غير التجارية والحصرية للفيلم لمدة 7 سنوات.

وتدور أحداثه حول القصة الدرامية لسولا، وهي أم عزباء يطردها والدها من بيت العائلة لتجد نفسها مع ابنها دون مأوى، ولعبت الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم المطول سولا بحري وإيدير بن عيبوش وفرانك أفري، علما أن سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج صلاح إسعاد وسولا بحري مقتبس من قصة حياة الممثلة، وتواجه سولا في الفيلم مصيرا مجهولا والكثير من التحديات، حيث يطردها والدها من بيت العائلة لتجد نفسها ورضيعها بلا مأوى، فتحاول إيجاد مكان آمن وتضطر إلى قضاء الليلة تتنقل من سيارة إلى أخرى مع عدة أشخاص، وطوال ليلة مليئة بالأحداث بين شوارع الجزائر تحاول سولا أن تغيّر مصيرها، ولكنّ للقدر رأيا آخر.

وتصنّف قصّة سولا ضمن التابوهات في الجزائر، فالإنجاب خارج إطار الزواج يرفضه المجتمع الجزائري المحافظ، ويعدّ الخوض فيه مرفوضا أيضا فالمجتمع ينظر إلى الأم العزباء على أنها فضيحة يجب سترها والتكتم عليها، وتلك وجهة نظر الجميع بدءا من عائلة المرأة ووصولا إلى المجتمع الموسّع، ولم يتكلّف المخرج في البحث عن ديكورات متنوعة بل اكتفى بالسيارة كمكان رئيسي للأحداث، يحيل إلى انغلاق الفرد الجزائري على أفكار متوارثة، وعدم سماحه لعقله بالتحرر ومناقشة أفكار تتجاوز حدود التفكير الضيقة. كما حاول جعل المشاهدين ينغلقون على أنفسهم من فرط مشاهدة البطلة داخل سيارة طوال الفيلم، علّهم يشعرون بما كانت تحسّ به سولا من انسداد للأفق وفقدان سبل النجاة من هذا المصير البائس والمؤلم، ولإضفاء الواقعية على الفيلم الروائي استخدم المخرج كلمات جريئة ونابية في الحوار بين الشخصيات، وصوّر المشاهد مثلما تحدث على أرض الواقع، ومثلما قد تكون ردود فعل أغلب العائلات والأهل والأصدقاء على حمل بناتهم خارج إطار الزواج.

ولا يقتصر الفيلم على الخوض في هذا الموضوع المحظور بل هو عمل سينمائي مبني على قصّة درامية بشخصيات تتفاعل مع بعضها البعض، وفقا لما يعيشه المجتمع الجزائري.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى