ثقافة وفنفي الواجهة

في ثاني عدد للمشاورة الدولية: دعوة للاهتمام بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنان مع رقمنة قطاع الثقافة

نظمت أول أمس، كتابة الدولة للإنتاج الثقافي ثاني مشاورة دولية متعددة الأطراف حول وضعية الفنان في ظل الأزمات “أزمة كورونا”، عن طريق التحاضر المرئي، استعدادًا لورشة العمل الخاصة بمشروع قانون الفنان.

جاءت الندوة والتي تزامنت مع الاحتفاء بـ اليوم “الدولي للعيش معا في سلام” الذي بادرت به الجزائر وصادقت عليه الأمم المتحدة في ديسمبر 2017، تحت إشراف سليم دادة كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي، العازف والمؤلف الموسيقي والباحث والمايسترو، ومؤسس أوركسترا شباب الجزائر، وبالشراكة مع منظمة اليونسكو وتم فيها البحث حول الوضعية المهنية للفنان، ودور الفنان في ثقافة السلام والعيش المشترك، وسط تنويه كتابة الدولة بحرصها على ضرورة حماية تنوع الثقافات كنهج بناء فردي وجمعي يعزز الحوار وتنوع أشكال التعبير الثقافي في العالم، تنخرط هذه المشاورة مع مختلف العوامل المتعلقة بثقافة السلام والتشاركية والغيرية وتبادل الآراء والخبرات، وذلك خدمة لحقوق الفنان.

وشارك في هذه المشاورة -المنظمة بالتعاون مع منظمة اليونسكو عبر حركتها الثقافية الدولية “صمود الفن” (RésiliArt)- فنانون جزائريون في مجالات التشكيل والفنون الرقمية والسينما والكوريغرافيا والمسرح وغيرها ودعت في هذا الإطار الممثلة والمنتجة عديلة بن ديمراد لضرورة رفع المعوقات التي تقف حاجزا في وجه حركة وحرية الإبداع في مجال السينما من خلال تحرير قاعات السينما المتوفرة ومنح التراخيص للعروض وكذا أهمية تقرب وزارة الثقافة أكثر من الفنانين والعمل على إيجاد صيغة تقرب المتعاملين الاقتصاديين من مشاريع السمعي البصري.

وتأسف من جهته التشكيلي حمزة بونوة لعدم وجود رواق في الجزائر يعرف بالفنانين الجزائريين في المحافل الدولية مقدما في هذا السياق مشروعه الفني الديوانية وهو مشروع دار عرض بالجزائر العاصمة مهمتها جمع التشكيليين في الفنون العربية والإسلامية بغيرهم من الفنانين والأدباء والتعريف بهم …

من جهته قدم المؤلف المسرحي مراد سنوسي تجربته في إدارة مسرح وهران الجهوي قائلا أن برنامج مؤسسته مخصص في 70 بالمائة منه للمسرح والباقي للموسيقى والرقص، لافتا إلى أنه يدعم النوعية وليس الكم وهذا من خلال استقبال فرق وتعاونيات مسرحية من وهران وخارجها …

وشارك أيضا في هذا النقاش الراقص الكوريغرافي المغترب سفيان أبو لقرع الذي تحدث عن واقع الرقص في الجزائر والعالم العربي والضعف الكبير في الاهتمام بهذا الفن مقارنة بالفنون الأخرى بسبب القيود الدينية والعادات المجتمعية على حد قوله.

وأما الفنان الرقمي المغترب أيضا سامي لموتي فدعا لضرورة الترويج للفنون الرقمية في الجزائر من خلال تظاهرات دولية تجمع الجزائريين بغيرهم من المبدعين وخصوصا من البلدان ذات التجارب الكبرى في هذا المجال.

وكانت كتابة الدولة للإنتاج الثقافي قد عقدت بداية هذا الشهر مشاورة دولية أولى متعددة الأطراف حول وضعية الفنان في ظل الأزمات جمعت فنانين وكتاب وفاعلين ثقافيين من الجزائر وخارجها حيث دار الحديث حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنان وكذا الثقافة في البيئة الرقمية.

وبالموازاة مع برنامج كتابة الدولة حول الإنتاج الثقافي تنخرط أيضا هاتان المشاورتان اللتان تعقدان تحت شعار “الفنان بين الإبداع والصمود” في مبادرة “صمود الفن” التي أطلقتها اليونسكو في 15 أفريل المنصرم حول وضع الفنان وعدم استقراره في أوقات الأزمات والحجر الصحي والأمني.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى