قصة “مقعد دائم في السجن”…محمد التميمي رصاصة في قلبه تنذر بالخطر!
تقرير : – الحياة الجديدة
أيهم أبوغوش- على الساعة الثالثة فجرا، شعر محمد بلال التميمي (21) عاما من قرية النبي صالح بمحافظة رام الله والبيرة بحركة غير طبيعية حول البيت، ألقى نظرة للخارج فإذا بقوات ضخمة من جيش الاحتلال تحاصر المنزل، هرع الشاب الذي اعتقل عدة مرات سابقا إلى ايقاذ أفراد عائلته، ما هي إلا لحظات حتى بدأ الجنود بتركيب أجهزة خاصة لتفجير باب البيت، أخذ الجنود بالصراخ، وبادر محمد بالصياح عليهم بأنه سيفتح الباب، قبل أن يقتحموه ليحجزوا كل من كان فيه في غرفة واحدة.
…تفاصيل ليلة الرعب
وتروي منال التميمي والدة الأسير محمد تفاصيل ليلة الرعب والتنكيل التي مارسها جيش الاحتلال في بيتهم، مشيرة إلى أن محمد مصاب برصاصة في صدره منذ شهر كانون الثاني الماضي وهي مستقرة قرب الشريان الرئيسي للقلب، إذ كان من المقرر أن يغادر محمد أرض الوطن في شهر آذار الماضي لإجراء عملية معقدة في الخارج، لكنه لم يستطع السفر بعد فرض حالة الطوارئ ومنع التنقل بسبب جائحة كورونا. وتؤكد التميمي أن جنود الاحتلال اطلقوا وقتها النار على ابنها بغية القتل، لكن الله عز وجل أمدّ في عمره، وهو مازال يعاني حتى اليوم من حالة صحية خطيرة تستوجب إجراء العملية وإلا فإن حياته ستظل في منزلة الخطر الشديد. وتقول إن الحالة الصحية المعقدة تتطلب توفير جهاز دقيق لإجراء العملية وهو غير موجود في المستشفيات الفلسطينية ما يعني ضرورة انقاذ ابنها لتمكينه من السفر وخضوعه للعملية الجراحية المعقدة.
..هكذا اقتحموا المنزل
وعودة إلى حادثة الاعتقال، تروي منال أن قرابة (50) جنديا اقتحموا البيت، وبدأوا فورا بمصادرة كل أجهزة الهواتف الخليوية والكاميرات التابعة لأفراد العائلة، وبعد الانتهاء من ذلك عمدوا إلى التنكيل بهم، مشيرة إلى آثار ضرب تعرضوا لها قبل اعتقال محمد. وأضافت أن والدة زوجها(حماتها) تعاني من فشل كلوي وأجريت لها عملية قلب مفتوح منذ فترة، ولم يراع الجنود ذلك إذ قاموا برش غاز الفلفل في البيت، ما عرض أفراد البيت للخطر. وتضيف” الله ستر حماتي، فلولا وجود مروحة غيرت اتجاه الفلفل ليمنع وصوله إلى وجهها، لتعرضت لخطر شديد”.
.. مكان الاعتقال مجهول!
وناشدت منال المؤسسات الحقوقية والدولية التدخل لإنقاذ حياة ابنها الذي تجهل كافة المؤسسات لغاية اليوم معرفة مكان اعتقاله. وأضافت” لقد اتصلنا بكفافة الهيئات التي تعنى بشؤون الأسرى وبكافة المؤسسات الحقوقية وبمحامية اسرائيلية تتابع قضايا الأسرى، لكن للأسف لم يستطع أحد التعرف على مكان اعتقاله”.
..عدة إصابات وعدة عمليات اعتقال
وكان الأسير محمد تعرض لإصابة بقنبلة غاز حينما كان عمره (12) عاما تسببت بجراح في الكبد والكلية، ثم تعرض لإصابة أخرى برصاصة في القدم عام 2016، قبل أن يصاب برصاصة في الصدر مطلع العام الجاري. كما اعتقل محمد عدة مرات وخصع لتحقيق قاس وأمضى قرابة 22 شهرا في السجون، تعرض خلالها لعمليات تعذيب نفسي وجسدي، إلى درجة دفعت العائلة إلى اخضاعه لبرنامج علاج نفسي مع اخصائيين بعد الافراج عنه. وتشير إلى واقعة خلال محاكمة له في المرة السابقة إذ حضرت جدته إلى المحكمة فلم يستطع التعرف عليها، مؤكدة أن الغموض الذي يلف اعتقاله هذه المرة يزيد من معانة الأسرة التي أضحت حسب حديث لجنود الاحتلال مع العائلة “أنتم آل التميمي لكم مقعد دائم في السجن كدولة دائمة في الأمم المتحدة”!.