لجان أحياء في الواجهة للتوعية بأهمية الحجر الصحي بميلة

أخذت العديد من لجان الأحياء عبر نقاط الظل بولاية ميلة على عاتقها مهمة تنظيم المواطنين القاطنين بهذه المناطق بالشكل الذي يفرض الالتزام بالحجر الصحي الجزئي المفروض من السابعة مساء إلى السابعة صباحا.

وقد انتهج العديد من القائمين على جمعيات ولجان الأحياء بهذه المناطق سبيل التوعية والتحسيس من خطر تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، فكانت البداية بالانخراط الواسع في تنظيم عمليات اقتناء دقيق القمح الصلب (السميد) التي شهدت إقبالا متزايدا عليها مع بداية ظهور الفيروس وهوما انجر عنه طوابير كبيرة واحتكاك مباشر ما بين الأشخاص، الشيء الذي يهدد الصحة العمومية.

ومن بين الأمثلة الحية عن ذلك، لجنة حي أو مشتة ” تاهماشت ” ببلدية شلغوم العيد، التي قال رئيسها، بشير طير متحدثا بأن السميد تم إيصاله إلى السكان مباشرة كإجراء احترازي لحمايتهم من خطر وباء كورونا المستجد. وأضاف المصدر “باعتبار أن غالبية القطانين بالمشتة من العاملين اليوميين في سوق الخضر والفواكه بشلغوم العيد وبحكم التدابير المتخذة للحد من انتشار الجائحة منها توقف حركة وسائل النقل وفرض حجر جزئي تضرر نشاط العديد منهم”، فاستدعى ذلك من اللجنة التدخل لدعم وإعانة المتضررين بحيث جاري التواصل مع الجهات الرسمية لتمكينهم من رخص تنقل استثنائية يتوجهون بموجبها إلى سوق الجملة للعمل.

وشرعت لجنة الحي في إحصاء العائلات المتضررة بفعل هذه الأزمة وإعداد قوائم خاصة بها لرفعها للجهات الوصية للاستفادة من الإعانة المالية التي أقرها رئيس الجمهورية مؤخرا وهذا -حسب السيد طير- “لتجنب تنقل المعنيين ما قد يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس” خصوصا بعد ظهور بؤر له بمدينة شلغوم العيد.

أما بمشتة “عين الثور” التي تبعد بأزيد من 10 كيلومترات شرق بلدية القرارم قوقة فقد لعبت لجنة هذا الحي “دورا مهما” في رفع نسبة استجابة الأشخاص لإجراءات الحجر الجزئي, حسب رئيسها سعد بوجعادة، الذي أكد قائلا “النسبة ارتفعت أكثر في الأسبوع الثاني من الحجر بعد خروج أعضاء اللجنة ليلا إلى الشوارع والأزقة لحث فئة الشباب خصوصا على دخول المنازل والالتزام بتطبيق الحجر الصحي”.

وأضاف بأن عمليات المراقبة الليلية للجنة الحي قد وحدت من التجمعات الليلية تدريجيا إلى أن تم بلوغ نسبة لا بأس بها للحجر، كما أن الناس بعدما وقفوا على تلك الجهود المبذولة باتوا حريصين على قضاء جميع أشغالهم خارج فترة الحجر الصحي للعودة إلى مساكنهم قبل السابعة مساء. الأمر ذاته لا يختلف كثيرا بمشتة “بني وكدن” الواقعة على بعد 4 كيلومترات غرب مركز بلدية فرجيوة، حيث أبت جمعيتها إلا أن تؤدي دورا أساسيا في مجابهة الوباء والحيلولة دون انتقال عدواه إلى هذا التجمع السكاني الذي “يكفي سكانه ما ينقصهم من متطلبات الحياة الأساسية من مياه الشرب والطرق” على حد قول رئيس الجمعية، عز الدين حلو.

وقال المتحدث: “للحد من تقدم الجائحة سهرنا كلجنة على تعزيز وعي قاطني المشتة بأهمية الوقاية والأخذ بأهم تدابير السلامة التي منها الالتزام بالحجر الصحي خصوصا مع فئة الشباب، فوصلنا إلى نسبة استجابة قاربت 95 في المئة”. وقال أيضا: “إن تولي اللجنة مهمة اقتناء وإيصال السميد للمواطنين عزز الثقة ما بين السكان واللجنة”.

.. تجسد مفهوم الجوارية

من جهته، أكد المكلف بالإعلام لدى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بميلة، الرائد مولود مزاري أن نسبة تطبيق إجراءات الحجر الصحي عبر مناطق الظل بالولاية تقارب 98 بالمائة، مرجعا ذلك إلى طبيعة هذه المجتمعات الصغيرة والتي تتميز بوجود شخصيات مؤثرة يأخذ بكلامها وتوجيهاتها منها الأعيان ورؤساء لجان الأحياء.

وأبرز رئيس المكتب الولائي بميلة للفيدرالية الوطنية لجمعيات الأحياء، محمد لهشيلي أن دور لجان وجمعيات الأحياء “أعمق مما يبدوا عليه” خصوصا في الظرف الراهن الذي يستدعي عمليات التحسيس الجوارية، و”أن هذه العمليات لا أحد مؤهل لها إلا لجان الأحياء” على حد تعبيره. واعتبر هذه اللجان “همزة وصل” بين المواطن البسيط في مناطق الظل التي قد يظن قاطنها أنه بمنأى عن الكثير من الأشياء ومنها وباء كورونا المستجد، نظرا لعزلته الطبيعية وبين الجهات الرسمية التي تسعى لحماية الجميع في أي رقعة من البلاد.

Exit mobile version