ثقافة وفنفي الواجهة

لحمايته من أشكال المخاطر الطبيعية والبشرية..تسييج الموقع الأثري الروماني “بورتيس ماغنيس” بوهران

تقرر تسييج الموقع الأثري الروماني “بورتيس ماغنيس” بدائرة بطيوة بوهران لحمايته من مختلف أشكال المخاطر الطبيعية والبشرية التي قد تهدد بقاء هذا الموقع الذي يعد متحفا مفتوحا على الهواء.

ويعد قرار حماية هذا الموقع الأثري، الذي هو عبارة عن بقايا مدينة رومانية وتم تصنيفه ضمن التراث الوطني سنة 1968 ، بمثابة “نفحة أوكسجين” لإعادة الاعتبار لهذا الموقع التاريخي الذي يروي حكايات وقصص تعود للحقبة الرومانية بالجهة، حسبما ذكره مواطنون وجمعيات مهتمة بالتراث، وقد تقرر حماية موقع “بورتيس ماغنيس” المتربع على مساحة 49 هكتار بعد زيارة والي وهران، في يناير الماضي للموقع الذي تستدعي وضعيته تركيب سياج لوضع حد للاعتداءات المتكررة عليه ، كما سيسمح تسييج هذا المعلم الأثري الذي استفاد من دراسة لمخطط حماية واستصلاح في 2019 بإجراء عملية حفريات بكل أمان، كما تم اقتراح من جهة أخرى تجهيز المدخل الرئيسي بكاميرات المراقبة وتهيئة فضاء للتسلية للعائلات والزوار ولتوقف السيارات”.

وتجسيدا لعملية التسييج التي تتكفل بها بلدية بطيوة، تم تخصيص غلاف مالي يقدر ب 50 مليون دج، حسبما ذكره رئيس المجلس الشعبي البلدي، شريف عمر، الذي أوضح في ذات السياق أنه “يرتقب انطلاق أشغال في تركيب السياج على مساحة 1.700 متر مربع ومسافة 250 متر طولي بعد المصادقة على الميزانية الإضافية لسنة 2024 التي ستقدم على أعضاء المجلس البلدي في جوان القادم”.

وتعد علمية وضع السياج خطوة مهمة نحو تثمين هذا المعلم وجعل بلدية بطيوة قطبا ثقافيا وتراثيا وسياحيا مما يزيد من مداخيلها مع إدراج الموقع ضمن المسارات السياحية المعتمدة بوهران، حسبما ذكرته الأمينة الجهوية للأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث أمال عز الدين، ويحظى هذا الموقع الذي تم اكتشافه في القرن التاسع عشر الميلادي والذي يعتبر أكبر موقع أثري روماني بغرب البلاد باهتمام كبير من طرف المؤرخين والباحثين في التراث والآثار وطلبة الهندسة المعمارية وقبلة للعديد من الزوار المحليين والسياح الأجانب وتلاميذ المؤسسات التربوية للتعرف عن قرب عن هذا الموقع.

ويعد المعلم الأثري “بورتيس ماغنيس” من أهم الموانئ التي شيدت في الحقبة الرومانية، حسب مصادر تاريخية التي تشير إلى أن أصل مدينة “بورتيس ماغنيس” يعود إلى العهد البونيقي، وتشير حفريات جزئية عن وجود شواهد مرتبطة بالحياة الدينية للسكان منها معبد في الهواء الطلق يقع شمال المدينة الرومانية “مغنيس”، أي ما بين المدينة والبحر..

للإشارة يحتفظ المتحف الوطني العمومي “أحمد زبانة” لوهران على مجموعة من الفسيفساء التي تم العثور عليها بهذا الموقع، كما شهد الموقع حركة تجارية مزدهرة عبر مينائها آنذاك مثلما أشارت إليه دراسات جامعية تناولت هذا المعلم الذي يحتاج إلى حفريات تميط اللثام عن خبايا هذه المدينة.

 

و. ي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى