“لماذا يخطئ الغرب في الإسلام؟” صحفي بريطاني يجيب
أصدر الصحفي البريطاني بيتر أوبورن كتابًا جديدًا بعنوان “مصير إبراهيم.. لماذا يخطئ الغرب في الإسلام؟”، وأعلن عنه في مركز لندن الإسلامي.
وحضر حفل التوقيع أزيد من 250 ضيفًا، وترأست الحفل روهانا علي، أمينة مسجد شرق لندن ومركز لندن الإسلامي، وكان الدكتور سلمان سيد أستاذ النظرية الاجتماعية والفكر في ما بعد الكولنيالي (الاستعماري) في جامعة ليدز، ضمن لجنة الحفل.
وقدم أوبورن -وهو صحفي ومذيع ومؤلف حائز على جوائز عديدة- الدافع وراء كتابه الجديد من خلال سرد أيام عمله صحفيا في (ذا سبيكتيتور) والتغييرات في المواقف والنبرة التي لاحظها تجاه المجتمعات المسلمة.
… “حصان طروادة”
وقال الكاتب إنه رأى “الطريقة الفظيعة” التي كتبت بها الصحافة البريطانية عن المسلمين، وقد بدأ كتابه بالتحقيق في ما إذا كانت هناك أي حقيقة لهذه القصص.
وسلط أوبورن الضوء على العديد من القصص البارزة التي ظهرت في الصحف البريطانية، بما في ذلك قصص عن المسلمين الراغبين في “حظر عيد الميلاد”، ووأخرى عن الممرضات والأطباء المسلمين الشباب “الذين يعرضون صحة المرضى للخطر”، وخلص الكاتب إلى أن تلك القصص “افتراءات مطلقة”.
تحدث أوبورن عن قضية “حصان طروادة” التي تصدرت عناوين الصحف عام 2014، والحديث عن “مؤامرة من قبل الإسلاميين” للسيطرة على المدارس في برمنغهام.
..طاهر علّام
وروى قصة حياة “مذهلة” عن طاهر علام الرئيس السابق لهيئة المديرين في صندوق بارك فيو التعليمي، الذي اتُّهم ظلمًا هو والعديد من المعلمين في قضية “حصان طروادة”. وكانت التهم الموجهة إلى المعلمين هي “السيطرة على المدارس الحكومية، وإضفاء مزيد من الصبغة الإسلامية عليها، ودعم مديرين وإقالة آخرين، واستبدال مسؤولي المدارس بآخرين أكثر تعاطفًا مع الأجندة الدينية”. وقال الكاتب إن علام قاد تحولًا “لتغيير المدارس الفاشلة لتصبح من أفضل المدارس في بريطانيا”.
..إنتاج الأكاذيب
وأوضح بيتر أوبورن أن جزءًا من كتابه ركز على محاولة فهم كيفية ظهور القصص السلبية عن المسلمين، مما جعله يقلّب صفحات التاريخ، وقال “إنني أنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة أولًا لأن الإسلاموفوبيا الحديثة، خرج الكثير منها من هناك”.
وتابع “أحاول أن أوضح لماذا تجد الولايات المتحدة صعوبة بالغة في الحصول على فهم صحيح للإسلام، أعتقد أن جزءًا من السبب هو أن الحرب الخارجية الأولى كانت الحروب البربرية في القرن الثامن عشر”.
ورأى أوبورن أنه من الجدير بالذكر أن الصحافة البريطانية تجاهلت كتابه تمامًا، وقال “إنهم لا يريدون أن يسمعوا عن الإسلاموفوبيا، لأنهم كارهون للإسلام ومعادون له من الناحية الهيكلية، إنهم ينتجون الأكاذيب”.
“الموت الغريب لأوربا”
وسلط أوبورن الضوء على “الموت الغريب لأوربا” وهو كتاب نُشر عام 2017 لدوغلاس موراي، المعروف بتشويهه لصورة الإسلام والمسلمين. وتمت الإشادة بكتاب موراي، على عكس كتاب أوبورن، من قبل الصحافة و”تم الترحيب به باعتباره أهم كتاب في العام”.
..طريقة مختلفة للنظر إلى العالم
وفي ملاحظته حول كتاب أوبورن، قال الدكتور سليمان سيد، إن هدف هذا الإصدار الجديد هو أنه “يمكننا أن نمتلك طريقة مختلفة للنظر إلى العالم”. وأضاف أننا بحاجة إلى إدراك أن التنوع الذي نراه في العديد من المجتمعات هو في الواقع محرك للإبداع وليس الفوضى الكارثية. وزاد “يجب أن نتبنى ذلك ونتعلم منه لنكون أفضل ما يمكن، والتنوع شيء يجب الاحتفال به، ليس فقط في الكتيبات”.