ثقافة وفن

مؤتمر دولي حول التراث والسياحة والفنون في نوفمبر المقبل بجامعة تلمسان

 

 

تسعى جامعة أبي بكر بلقايد بولاية  تلمسان، إلى تنظيم مؤتمرا دوليا حول البحث  في التراث والسياحة والفنون، وذلك يومي 27 و28 نوفمبر القادم، بمشاركة باحثين مختصين في المجال من داخل وخارج الوطن.

ويأتي تنظيم هذا الحدث المهم بالنسبة للموضوع الذي يتم طرحه، إلى  ربط التواصل بين الباحثين الشباب من مختلف الدول، قصد تشخيص الواقع الحالي لتدبير مسألة خدمة التراث والسياحة والفنون من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقة تعود بالنفع على الجميع، وتنطلق من موقع القوة والاعتزاز والافتخار بالثقافة المحلية والهوية الأصيلة، إضافة إلى تحديد مواطن الخلل في هذه المنظومة، انطلاقا من واقعها المادي والمؤسسات المسيّرة لها والتشريعات المختلفة والفاعلين الأساسيين في هذا المجال، والذين يعتبرون جزءا مهما في السير بعجلة التنمية إلى المستوى المنشود، الى جانب الانفتاح على التجارب العالمية والشخصية المختلفة للمهتمين بهذا المجال، في إطار تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة منها، وقد تضمنت ديباجة المؤتمر وحول الاشكالية التي سيتم طرحها به أنّ كل من التراث والفنون يعتبران قطبي الرحى في التنمية السياحية، فلا يمكننا الحديث عن التنمية الاقتصادية للسياحة دون الحديث عن التراث والفنون، فالعقود الأخيرة شهدت نمو وتيرة التنمية المستدامة (تمثلت في صدور عديد القرارات وانتشار الملتقيات والندوات المختصة) والشروع في تفعيل الكثير من النماذج والتجارب الرائدة في مجال السياحة، مع الدعوة إلى ضرورة الاستثمار في التراث والفنون، باعتبارهما عاملين مهمين في التنمية المستدامة، ويؤدي القطاع السياحي دورا هاما في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير عديد فرص الشغل، وجلب العملة الصعبة، ومساهمته في الناتج العام للدولة.

ووفقا لذات المصدر  يعتبر التراث والفنون من أهم مصادر ومداخيل السياحة، غير أن الإشكال يكمن في كيفية إعادة توزيع الموارد الناتجة عن هذا النشاط الذي يدر أموالا طائلة لأرباب الفنادق والوكالات السياحية، لكنها لا تحقق تنمية مستدامة تترك أثرا اقتصاديا إيجابيا في حياة الساكنة المحلية، وهذا المشكل تعاني منه عديد الدول، وهو راجع إلى كون مسألة تدبير التراث الثقافي والفنون والسياحة لم تعد قادرة على الإحاطة بجميع قضايا وأبعاد إشكالية مساهمتها في تنمية مستدامة في ظل سياق حضري واقتصادي واجتماعي مختلف عن الظروف التي وجدت فيها.

ومن المحاور التي حددها المنظمون نذكر منها الإطار المفاهيمي والنظري وفيه مفهوم السياحة التراثية، علاقة التراث بالسياحة، التراث والفنون وصناعة السياحة، أمّا المحور الثاني فيدور حول واقع التراث والفنون والسياحة، حيث يستعرض المشاركون فيه الصعوبات التي يعاني منها التراث الثقافي في الجزائر وباقي الدول العربية، أما المحور الثالث فسيتناول فيه المتدخلون دور الفنون والتراث والسياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أي حول دور التراث في التنمية المستدامة، دور الفنون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا دور التراث والفنون في تنمية السياحة والإسهامات الاقتصادية للسياحة، أما  المحور الرابع فسيتطرق المشاركون إلى الرؤية المستقبلية لواقع التراث والفنون والسياحة، وفيه سيتم البحث في  دور المجتمع المدني في بلورة رؤية مستقبلية واعدة لقطاعات التراث والفنون والسياحة وكذا السياسة المستقبلية للحكومات العربية من أجل تطوير التراث والفنون والسياحة.

 

نسرين أحمد زواوي

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى