مراقبة ومراجعة شاملة لتفادي حوادث العمل بمصنع فرتيال عنابة

يخضع مصنع مخصبات الجزائر فرتيال عنابة حاليا لعمليات مراقبة ومراجعة شاملة لتجهيزاته بوحدة إنتاج الأمونياك بعد حادث الانفجار المتبوع بحريق الذي وقع مؤخرا وتسبب في هلاك عامل بذات الوحدة حسب ما علم من نائب مدير المصنع عبد الغني لوريسي.
وتجري عمليات مراقبة تجهيزات مركب فرتيال عنابة ومراجعة نظام المراقبة الخاصة بالسلامة والأمن الصناعي به بإشراف هيئة دولية مختصة في هذا المجال بالتعاون مع خبراء وعمال المركب،وفقا لما أفاد به ذات المسؤول موضحا أن استئناف النشاط بوحدة الأمونياك التي ما تزال متوقفة عن النشاط لليوم الثاني عشر على التوالي منذ وقوع الحادث سيتم “حينما تستكمل إجراءات المراقبة وتتوفر كل شروط السلامة والأمن”.
وسيتم بالموازاة مع عمليات المراقبة والمراجعة الشاملة لمنشآت سلسلة إنتاج الأمونياك على غرار إصلاح وتغيير التجهيزات وشبكة الكوابل التي تضررت إثر الحادث الذي وقع بهذه الوحدة التي تمثل 80 بالمائة من النشاط الاقتصادي لمركب فرتيال عنابة الذي ينتج أيضا المخصبات الفلاحية، مثلما تمت الإشارة إليه.
كما سيتم في إطار عمليات المراقبة تحديد الخلل الذي تسبب في وقوع هذا الحادث واتخاذ الترتيبات التقنية الضرورية لإصلاح الخلل خاصة على مستوى شبكة المراقبة الآلية للمنشآت وسلسلة الإنتاج والتنبيه بأخطار الحوادث بمصنع فرتيال عنابة المجهز بغرفة عمليات تسهر على مراقبة كل مراحل إنتاج الأمونياك، استنادا لنفس المصدر.
فمركب فرتيال عنابة الذي ينشط وفق نظام خاص بالسلامة والأمن يخضع لمعايير النوعية المرتبطة بالمحيط والصحة والأمن والطاقة والتسيير من بينها معايير النوعية إيزو9001 وإيزو14001 بالإضافة إلى شهادة المطابقة الخاصة بالمانجمنت 18001 تضمن حسب مسؤول الوقاية من الأخطار الصناعية والتحكم فى تسيير النفايات الملوثة.
وللتحكم في أخطار الحوادث وتسييرها يعمل مركب فرتيال عنابة وفق مخطط داخلي للتدخل مصادق عليه من طرف السلطات المعنية بالولاية يحدد إجراءات التدخل السريع على مستوى المؤسسة بما فيها الامكانات اللوجيستيكية والبشرية الواجب تسخيرها في حال وقوع حوادث كما ذكر لوريسي.
وكإجراء وقائي يمكن هذا المخطط من توقيف أوتوماتيكي للمنشآت الصناعية الشيء الذي يمكن من التحكم في أخطار الحوادث وتفادي التعقيدات خاصة وأن سلسلة إنتاج الأمونياك تستخدم الغاز الطبيعي كمادة أولية تمر عبر حوالي خمس مراحل للتحويل باستعمال مركبات حساسة أخرى (آزوت وهيروجين) لإنتاج الأمونياك.
.. رهان على تكوين الموارد البشرية للتجاوب مع إجراءات تسيير الأخطار
وإلى جانب مخطط العمل لتأمين التجهيزات والوقاية من الحوادث يركز مركب فرتيال عنابة على تكوين الموارد البشرية وتأهيل قدراتها في التجاوب مع إجراءات تسيير الأخطار في حال وقوع حوادث كما أشار إليه نفس المسؤول.
وفيما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بالتلوث البيئي أوضح من جهته رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث علي حليمي بأن مؤسسة إنتاج الأمونياك بعنابة تعمل وفق معايير النوعية التي تضمن المحافظة على المحيط من خطر إفرازات الأمونياك في الجو مذكرا بأن إعادة تأهيل وتجديد المصنع في إطار شراكة جزائرية – إسبانية التي تمت سنة 2005 مكنت المركب من التخلص من الإفرازات الملوثة.
ولضمان متابعة مستمرة لمدى احترام هذا المركب لالتزاماته فيما يتعلق بالوقاية من التلوث البيئي أكد السيد حليمي على ضرورة صيانة وإصلاح تجهيزات القياس التي استحدثت في إطار شبكة المراقبة “سماء زرقاء” بعدة مواقع بولاية عنابة والتي توجد حاليا في حالة تعطل بسبب غياب الصيانة. وتنتج فرتيال عنابة 1000 طن من الأمونياك يوميا من بينها 20 بالمائة توجه لإنتاج المخصبات الفلاحية بذات المركب في حين توجه 80 بالمائة للتصدير.
وينشط مركب فرتيال عنابة في إطار شراكة جزائرية – إسبانية ممثلة في كل من مجمع “فيلار مير” الإسبانى بنسبة 49 بالمائة من رأسمال المركب ومؤسسة أسميدال التابعة لمجمع سوناطراك بنسبة 34 بالمائة من رأسمال المركب وكذا المجمع الخاص حداد المتعدد النشاطات بـ 17 بالمائة.