الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

مسرحية “بكاء الموناليزا” تفتتح مسابقة الأيام المسرحية العربية بسطيف

من إخراج الليبي شرح البال عبد الهادي

افتتحت أول أمس، المسرحية الليبية “بكاء الموناليزا” للمخرج شرح البال عبد الهادي عن نص من تأليف خضر ذو الفقار وإنتاج فرقة المسرح الحر البيضاء، مسابقة الطبعة الأولى من الأيام المسرحية العربية دورة “حسان بلكيرد”، التي تحتضنها دار الثقافة هواري بومدين بسطيف إلى غاية 23 فيفري الجاري، وسط حضور جماهيري غفير غصت به قاعة العرض.

مسرحية “بكاء الموناليزا” شاركت في أداءه الممثلة عايدة رويحة يتناول موضوع معاناة المرأة عبر محطات حياتها، ينتمي العمل إلى المونودراما الصامتة، وتدور أحداثه حول امرأة تجاوزت العقد الرابع من العمر، يحاصرها الزمن المتمثل في تلك الساعة، ذات العقارب الكبيرة التي تتوسط المسرح، والصراع الدائم ما بين المرايا المنتشرة في أرجاء المكان ودقات عقارب الساعة وذاكرتها التي تنزف بلا توقف، وتحاول جاهدة بين الحين والآخر إيقاف الزمن متمثلاً في عقارب الساعة، التي تتحرك باستمرار ما ينعكس على جمال المرأة، وعندما يحتدم الصراع تجد نفسها محاصرة داخل لوحة الموناليزا بعد أن مزقتها.

رمزية الموناليزا في هذا العمل المسرحي يعكس معاناة المرأة العربية، وقد استعرضت المسرحية هذه المعاناة منذ الولادة، ثم فتاة ولاحقا شابة، إلى أن وصلت لمرحلة سن اليأس، لما ربطت عقارب الساعة بجزء من شعرها، ثم ينتهي بها الأمر لكسر لوحة الموناليزا وتضع وجهها في إطاره.

وبالمناسبة ثمن أكرم عبد السميع رئيس فرقة المسرح الحر- البيضاء ليبيا, مبادرة تنظيم الطبعة الأولى للأيام العربية المسرحية, لافتا إلى أن الإقبال الكبير للجمهور لاسيما الشباب خلال افتتاح فعاليات التظاهرة يعكس مدى اهتمام المجتمع بالمسرح.

من جهتها عبرت رئيسة لجنة التحكيم الفنانة الأردنية عبير عيسى عن سعادتها بالمشاركة في الطبعة الأولى من هذه التظاهرة التي تحمل البعد العربي قائلة: “يشرفني أن أكون رئيسة للجنة التحكيم مع المبدعين العرب الآخرين، وآمل أن نرتقي إلى مستوى المسؤولية، لدي العديد من الخبرات كعضو في لجنة التحكيم في مهرجانات التلفزيون أو المسرح أو السينما، لكن كل مهرجان له خصائصه الخاصة مثل العروض” مضيفة “يسعدني أن يتذكر الجمهور الجزائري شمس النهار وشعشبونة، الأعمال الفنية التي قمت بها في سن 21، بعد أربعين عاما، لا تزال الأجيال تتذكر أدواري” وتتابع”كان هناك وقت تتجمع فيه العائلة حول التلفزيون لمشاهدة المسلسلات، اليوم، قلبت شبكات التواصل الاجتماعي كل شيء رأسا على عقب، تعمل هذه الشبكات على تفريقنا كعرب، طالما بقي الناس مرتبطين بأوطانهم وبالعالم العربي، سيكون هناك دائما أمل لنا كفنانين، يمكننا النهوض مرة أخرى ونفعل ما كنا نفعله. أنا أؤمن بقدرات الأجيال الجديدة على القيام بذلك”.

وستتوالى العروض المسرحية المشاركة في هذه التظاهرة على مدار 3 أيام حيث تشرف على تقييم الأعمال لجنة تحكيم متكونة من شخصيات فنية معروفة على المستوى العربي على غرار الفنانة عبير عيسى من الأردن و جمال قرمي و دليلة نوار من الجزائر و فوزي بن إبراهيم من تونس وخدوجة صبري من ليبيا، من جهته صرح عضو لجنة التحكيم, فوزي بن إبراهيم من تونس, بأن  المنافسة في إطار الأيام المسرحية العربية تشمل أعمال مسرحية متنوعة بين المسرح الفردي و الجماعي و هو اختيار صائب لإبراز التنوع المسرحي و عدم الاقتصار على المسرح الجماعي فقط، كما قال بأنه من الرغم من صعوبة مهمة اختيار أفضل العروض المسرحية, إلا أن مبادرة تنظيم هذه الأيام المسرحية في طبعتها الأولى تعتبر جميلة جدا.

كما انطلقت في ذات الوقت ورشات التكوينية المنظمة على هامش الدورة ويتعلق الأمر بورشة “الأداء” ويؤطرها عدلان بخوش، و”الإخراج” التي يؤطرها المخرج أحمد رزاق وكذا “كتابة السيناريو” التي تؤطرها الأستاذة صفاء البيلي من مصر، بالإضافة على ورشة “السينوغرافيا” والتي يشرف عليها المخرج عبد الغاني شنتوف، وذلك على مستوى كل من مدرسة الفنون الجميلة بسطيف ودار الثقافة هواري بومدين بمشاركة 20 شابا وشابة يمثلون عديد ولايات الوطن.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى