مسرحية “نساء كازانوفا” تسلط الضوء على الصراع بين المال والسلطة

احتضنت اول أمس، قاعة الأطلس، بباب الوادي، العرض الشرفي لمسرحية “نساء كازانوفا”، من اخراج علي جبارة، عن نص أقتبسه مولاي محمد ملياني من رواية الكاتب واسيني الأعرج ، ومن إنتاج المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ببجاية، وشارك في تجسيد ادوارها كل من فتيحة وارد، جوهرة دراغلة، مونيا، نريمان برياح، فؤاد ناصري، سفيان حاج علي، محمد فرشولي، محمد يرقي.

مسرحية “نساء كازانوفا” تناولت طيلة 75 دقيقة من الزمن مسألة التسامح والغفران بين الناس وأيضا الصراع على السلطة والمال، حيث يطلب “كازانوفا”، وهو على فراش الموت، المغفرة من زوجاته حيث وجه لهن دعوة لتجتمعن في القصر ليطلب الصفح والاعتذار بعد معاناتهن جراء خياناته المتكررة، وتفاعل الحضور من عشاق الفن الرابع، الذي غصت بهم القاعة مع شخصيات “نساء كازانوفا”، المتنوعة في مشاربها وتركيبتها النفسية والإجتماعية، والقالب الكوميدي الساخر للمسرحية، وقد نجحت الرؤية الاخراجية التي أبدع في نسجها المخرج علي جبارة و الاقتباس الذكي لمولاي ملياني محمد مراد على إيقاع سينوغرافيا المصمم موسى نون مع التركيب الموسيقى لعبد العزيز يوسفي في خلق الفرجة و أجواء غائرة في الأناقة تحمل جماليات القرون الوسطى من خيار الموسيقى وهندسة القصر والأزياء وغيرها من التفاصيل.

وبحسب المخرج علي جبارة أن العرض تراجيديا بنفحات سخرية تتناول إشكالية التسامح والعفو وقد تم تقديمه باللغة العربية الدارجة المهذبة معتمدا على قوة اداء الممثلين وتحريكهم للنص باعتبارهم روح العرض كما تم تصميم السينوغرافيا لتخدم النص وتحقق الفرجة، مشيرا إلى أن العمل المسرحي، الذي سيدخل ديسمبر المقبل منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، هو بمثابة حلقة جديدة من مسار استلهامه من النصوص الروائية الجزائرية حيث سبق تقديم أعمال مسرحية مأخوذة عن روايات الطاهر وطار و أمين الزاوي وغيرهم، مضيفا أن مشروعه المسرحي القادم سيكون مقتبس عن رواية “الجازية والدراويش” للروائي الراحل عبد الحميد بن هدوقة.

من جانبه أكد مقتبس النص مولاي ملياني مراد أن المسرحية تتمحور حول فكرة الترفع والمسامحة بين الناس بإسقاطات متعددة على المجتمع، مبرزا أنه اختزل بعض الشخوص من نص الروائي واسيني الأعرج الأصلي “نساء كازانوفا” بما يتناسب ويخدم الحبكة الدرامية على الركح ما منحه سهولة وانسيابية الانتقال من السرد إلى الكتابة المسرحية كما تم إقحام الجمهور باعتباره عنصرا مهما في العملية المسرحية، مثمنا مساهمة الديوان الوطني لثقافة والإعلام الذي فتح أبوابه لاحتضان العرض.

ق.ث

Exit mobile version