ثقافة وفن

مسرحيون جزائريون يحتفون بيومهم العالمي

وزيرة الثقافة تشارك طلبة "ايسماس" في احتفالهم

احتفت أول أمس، عدد من المؤسسات المسرحية بالجزائر باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف الـ 27 من كل سنة، من خلال برمجت عروض مسرحية كما تم قراءة الرسالة اليوم العالمي للمسرح كتابها هذه السنة المخرج الامريكي بيتر سيلرز والذي يعتبر من الشخصيات الرئيسية في عالم المسرح والأوبرا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، والتي دعا من خلالها لإعادة التفكير في مستقبل المسرح.

وبالمناسبة، اختارت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، لحضور عرض مسرحي قدم في إطار الأيام المسرحية الوطنية لطلبة أقسام الفنون التي ينظمها المعهد إلى غاية 30 مارس الجاري، بحضور طلبة من مختلف جامعات الوطن.

وفي كلمة لها بالمناسبة، ذكرت وزيرة الثقافة بإسهامات المسرح في مختلف المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد في سبيل حفظ وصون الذاكرة الجماعية للوطن، على غرار ما قدمه المسرحي الراحل ولد عبد الرحمان كاكي، داعية إلى ضرورة جمع أعمالهم وتوثيقها لتصبح مرجعية للأجيال القادمة، خاصة ونحن على أبواب الاحتفال بالذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية.

واستمعت الوزيرة بعد الانتهاء من العرض إلى انشغالات طلبة المعهد ووعدتهم بأخذها بعين الاعتبار، كما قدمت بعض النصائح للطلبة راجية الأخذ بها وذلك من أجل الإسهام في النهوض بهذا الفن ورسالته النبيلة، مؤكدة على أهمية المسرح في تربية الأجيال، كما عبّرت عن يقينها بأن للمسرح دور مهم في إيصال رسائل تمسّ مختلف أطياف المجتمع، معتبرة أنّ المسرح يمثّل مرآة للمجتمع التي يرى من خلالها نفسه ومستقبله بل ويساهم كذلك في التنمية الاقتصادية للبلاد، وذلك عبر الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة أمامهم وخاصة الوسائط التكنولوجية الحديثة، مع ضرورة الحفاظ على خصوصيات الهوية والثقافة الجزائرية.

أما في المسرح الوطني الجزائري محي ادين بشطارزي، والذي يحتضن في هذه الفترة “ايام القصبة المسرحية” احتفالا باليوم العالمي للمسرح، فقد تم عرض مسرحية “شارع المنافقين” للمخرج أحمد رزاق، إلى جانب تكريم عدد من الوجوه الفنية قدمت الكثير للمسرح الجزائري على غرار محمد كاكي والفنان الذي رحل عنا مؤخرا ياسين زايدي، وفرقة “القراقوز”، كما تم بالمناسبة توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة “سعيد حلمي” ، وذلك بحضور أسماء ثقافية وفنية على غرار الروائي واسيني الأعرج، والفنان سيد علي سالم، عبد الحميد رابية وغيرهم.

وفي المسرح الصغير للجمعية الثقافية “الأمل” بوهران، اختتمت فعاليات الأيام المسرحية التي نظمت من أجل تكريم أحد الأسماء الفاعلة في الحركة المسرحية المحلية والوطنية المخرج الراحل جمال بن صابر الذي وافته المنية بمدينة مستغانم في شهر فيفري الماضي، تحت شعار “المسرح يعود”، وجاءت هذه التظاهرة، عرفانا لما قدمه الفقيد جمال بن صابر للمسرح الجزائري من أعمال مسرحية وسينمائية إلى جانب تكوينه لأجيال من الفنانين المسرحيين حيث كان محافظا لمهرجان المسرح الهاوي بمستغانم بين 2007 و 2011.

وتقديرا لهذه الشخصية الفنية تم إطلاق اسم جمال بن صابر على الدفعة الـ 26 المتخرجة التي تلقت تكوينا حول مهن المسرح لمدة ثلاثة أشهر وذلك تحت إشراف الجمعية وتضم الدفعة 15 عضوا لديهم مستوى جامعي وأغلبهم يزاولون دراستهم في تخصص إعلام واتصال.

وتميزت هذه التظاهرة المنظمة في إطار إحياء اليوم العالمي للمسرح بتقديم مجموعة من العروض المسرحية الفردية مدتها من 5 إلى 25 دقيقة تتناول عدة مواضيع اجتماعية مع التركيز على الأداء التمثيلي و الإلقاء الصوتي، وفق ذات المسرحي.

كما عرفت التظاهرة تقديم شريط فيديو حول مسرحية تحمل عنوان “الكشفة” تتطرق لطريقة تقديم مباراة في فن الارتجال وكذا سلسلة من المحاضرات تتناول عدة مواضيع منها تاريخ فرقة مسرح العمال التابعة لجمعية “الأمل” التي سبق لها أن أنتجت أكثر من 50 عمل مسرحي متنوع وكونت أكثر من ألف شاب في مهن المسرح.

أما في المسرح الجهوي لقسنطينة محمد الطاهر الفرقاني، فقد تم تكريم بذات المناسبة الفنان المسرحي احسن بن عزيز الذي وافته المنية شهر جوان من سنة 2021 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، من خلال حفل ضم فنانين محترفين وهواة ومسؤولين عن قطاع الثقافة ومنتخبين محليين وبحضور أرملته وابنيه، وبهذه المناسبة تداول على الركح فنانون تقاسموا الأدوار في بعض الأعمال المسرحية رفقة الفقيد بن عزيز ليؤدوا مقاطع لمسرحيات معادة على غرار “الجواد” و”ماسينيسا” سافرت بالحضور في أجواء عالم فن الخشبة استذكر من خلالها نجاحات باهرة للفن الرابع.

بعد ذلك تحدث الفنانون ووجوه المسرح طيب دهيمي ونور الدين مرواني وزوبير إزام على الخصوص عن الراحل رفيق الدرب الفنان والمخرج المسرحي الجاد والمثابر وذي الخصال الإنسانية العظيمة والشغوف بالمسرح، وقد تم بالمناسبة عرض شريط فيديو من طرف مصلحة الاتصال للمسرح الجهوي لقسنطينة أبرز مسيرة الفنان الراحل منذ ميلاده في أوت 1958 واهتمامه بالمسرح منذ صغره ومروره بفرقة النشاط الثقافي قبل التحاقه بالمسرح الجهوي لقسنطينة كممثل هاوي في مسرحية “الرفض” العام 1982، كما شارك في مسرحيات “لا حال يدوم” سنة 1983، من إخراج عبد الحميد حباطي و”الصخرة” و”غسالة النوادر” سنة 1984 للمخرج عمار محسن و”الكلمة”.

بدورها تحدثت أرملته رفقة ابنيها عن احسن بن عزيز مستذكرين تواضعه وتقديره وحبه للفن، بعد ذلك قرأ الفنان والمخرج كريم بودشيش رسالة المسرح التي كتبها الأمريكي بيتر سيلارز.

للإشارة، بدأ اختيار هذا اليوم في عام 1961 أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح في “فيينا” عام 1961 ، بناءً على اقتراح رئيس المعهد في مرة ، الذي كلف المركز الفنلندي للمعهد في العام الذي أعقب عام 1962 حدد يومًا عالميًا للمسرح في 27 مارس من كل عام، وفي العام التالي تزامن عام 1962 مع افتتاح مسرح الامم  في موسم المسرح بالعاصمة الفرنسية باريس تحت اسم “مسرح سارة برنارد”، تم تقديم عدد من العروض المسرحية من مسارح دولية مختلفة ، تحولت اليوم إلى “يوم عالمي”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى