الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

مسلسل “الدامة” نجح في تأسيس لدراما شعبية جزائرية

دافع الدكتور أحسن تليلاني عن مسلسل “الدامة” الذي يبثه التلفزيون الجزائري العمومي، قائلا أن الإبداع الفني في الجزائري يسير في خطى واعدة ولا يزال بخير، مشيرا أن مستقبل الدراما الجزائرية هو بالتأكيد مستقبل واعد مع الجيل الجديد من المؤلفين والمخرجين والممثلين على رأسهم المخرج يحي مزاحم، مخرج العمل الذي وصل لحلقاته الأخيرة إلا أنه لا يزال يلقى الكثير من الاستهجان من طرف الجمهور وأيضا في دهاليز البرلمان.

وخلال نزوله ضيفا في قناة الحرة للحديث عن مسلسل “الدامة” والضجة التي رافقت العمل منذ بداية عرضه والحديث أيضا عن مختلف الأعمال التي تعرض بمختلف القنوات الجزائرية  خلال هذا الموسم، أوضح الدكتور أحسن تليلاني  بأن المسلسل نجح في استقطاب جمهور المشاهدين وطنيا وعربيا وأسس بذلك لدراما شعبية جزائرية، وقضى على سطوة المسلسلات المصرية.كما يرى يأته استطاع تحريك نقاش واسع وأثار أسئلة متعددة حول الواقعية في الفن حيث ذكرت أن للواقعية 25 اتجاها منها الواقعية الفوتوغرافية والنقدية والاشتراكية وغيرها، هذا إلى جانب أن المسلسل أظهر للعالم أجمع عدم وجود رقابة على الفن في الجزائر ، وهذا ما يفيد تطور الإبداع الفني في الجزائر ويبشر بنهضة ثقافية وفنية.

من جهة أخرى قال الدكتور أحسن تليلاني أن الفن ليس تصويرا فوتوغرافيا للواقع، وليس تزييفا للواقع بخيالات مجنحة، ولكنه خلق للواقع وإبداع له، والأهم من كل ذلك هو قبض على اللحظة المناسبة.

وطرح أحسن تليلاني مسألة علاقة الفن بالواقع، وذلك في ضوء الجدل الذي أثارته الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان، هل يكون الفن تصويرا فوتوغرافيا صادقا للواقع، أو يكون تصويرا خياليا مجنحا؟ أم أن علاقة الفن بالواقع تحكمها ضوابط إبداعية أخرى، حيث إن الواقع يخلق الفن الذي يخلق الواقع، إن الفن يخلق الواقع الذي يخلقه في صورة جديدة، ونظرا لأهمية النقاش، لذلك يؤكد أن الفنان عليه أن يلتقط الزاوية الذكية المناسبة، وقل الرؤية المناسبة، وهنا تكمن العبقرية، واستشهد تليلاني بحكاية الملك العظيم تيمورلينك مع الرسامين الثلاثة، حيث تروي القصة أن تيمورلينك هذا، كان فارسا مغوارا لا يتوقف عن خوض الحروب وقيادة الجيوش على الرغم من أنه أعرج أعور أحدب، ولكونه حقق الانتصارات المتتالية وأسس ملكا عظيما في بلاد ما وراء النهرين(نواحي أوزباكستان وطاجاكستان وغيرهما)، فقد نصحه مقربوه باستقدام أعظم الرسامين لتخليده في صورة فريدة، فجيء بالرسام الأول الذي شرع في رسمه متحريا الدقة والأمانة وقتله الملك تيمورلينك، كونه لم يتحمل رؤية نفسه، ونفس المصري حدث مع الرسام الثاني، الذي سبح في الخيال وتفنن في تجميل صورة تيمورلينك حتى بدا شابا وسيما خاليا من أي عاهة، أما الرسام الثالث فقد كان ذكيا وتفطن لحيلة فنية راقية تنجيه من الموت وهي أن يرسم تيمورلينك في حالة حركة، فرسمه وهو متوثب يسدد سهمه نحو عدوه، وهو الموقف الذي مكنه من تمرير عاهات تيمورلينك بطريقة فنية بحيث لا تبدو أنها عاهات بل تظهر بوصفها حركات مناسبة للموقف الحربي، وهنا كانت فرحة تيمورلينك كبيرة عندما شاهد اللوحة وأعجبته كثيرا وهنا قال لمعاونيه: “أكرموه فهو فنان عظيم”.

من هذه القصة يقول الدكتور ندرك أن الفن ليس تصويرا فوتوغرافيا للواقع، وليس تزييفا للواقع بخيالات مجنحة، ولكنه خلق للواقع وإبداع له، والأهم من كل ذلك هو قبض على اللحظة المناسبة، وإن شئت قل الزاوية الذكية المناسبة، وقل الرؤية المناسبة، وتلك هي العبقرية.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى