مشاركون في ندوة “الرواية بين متعة الكتابة واختيار الناشر” يؤكدون: النشر في الجزائر يفتقر الى ضوابط وتقنيات النشر الحديث

يتواصل البرنامج الثقافي والفكري المسطر على هامش فعاليات الدورة الـ 25 من الصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري، من خلال تنظيم ندوة حول “الرواية بين متعة الكتابة واختيار الناشر” نشطها أول أمس، كل من الروائي أمين الزاوي والناقد الأدبي والكاتب يونس بن علي.
ركز الكاتب والروائي أمين الزاوي عن تجربة في الكتابة باللغتين العربية والفرنسية وقال إنه ليس هناك معاير تملي على المبدع الكتابة بلغة او بأخرى انما الامور تأتي حسب الاحاسيس و لا علاقة لها بالمواضيع، وتحدث الكاتب ايضا عن مسالة النشر والناشرين مؤكدا ان النشر عندنا مازال بعيدا عن ما هو في الدول المتقدمة ويفتقر الى ضوابط وتقنيات النشر الحديث من ناحية التعامل مع النص المرشح للنشر واضاف ان غالبية دور النشر كانت الى وقت قريب لا تتوفر على لجان القراء كما ان العلاقة مع الموزعين غير واضحة، وذكر من جهة اخرى قائلا ان الكاتب لا يعرف في الغالب مبيعات مؤلفه، كما تحدث ايضا عن اهمية المصحح في العمل الادبي.
من جهته تحدث الناقد الادبي والكاتب يونس بن علي عن تجربته مع الكتابة التي تفجرت كما قال ” في ظروف صعبة بعد وفاة والديه حيث دخل في دوامة من الحزن”، و كانت الكتابة كما قال ضرورة لمساعدته على الخروج من تلك الحالة من الاكتئاب.
وأضاف ان هذه التجربة التي اثمرت عمليين ادبيين مكنته من اكتشاف عالم النشر خاصة سلوكات البعض منهم تجاه المبدعين لاسيما الشباب، واضاف ان ذلك جعله يفكر في التخلي نهائيا عن الكتابة والاكتفاء بالنقد.
ونظمت ايضا ندوة حول موضوع “مشاهد الكتابة وامكنتها” بمشاركة الروائيين بشير مفتي ومحمد فتيلينة وسارة نمس وعبد اللطيف ولد عبدالله ، وتحدث من خلالها هؤلاء عن رواياتهم والعلاقة مع الامكنة التي احتضنت احداثها وقالت الكاتبة الشابة سارة نمس انها قامت بوصف المكان في روايتها “ملح و ماء” التي تجري في عزة بفلسطين من مخيالها لأنها لم تراها موضحة انها استعانت ببعض الفيديوهات و التواصل مع الاصدقاء في وصف المكان و اضفاء الروح عليه”.
أما في روايتها “جيم” التي تجري وقائعها بمدينة وهران فقد استطاعت ان تحمل كما قالت سحرها وايضا الاحاسيس التي تنبعث منها الى القارئ بعفوية خاصة وأنها تعرف المكان واقامت به، وترى الكاتبة الشابة التي فرضت نفسها بجدارة ان السحر يكمن في قوة المخيال ويبقى الاهم حسبها هو الاحساس والتعبير .
أما الكاتب بشير مفتي فقال من جهته ان الاحساس بالأمكنة يختلف بين الذي عاش في المكان ومن جاء اليه من بعيد . واضاف ان مدينة الجزائر التي ولد وعاش فيها تحتضن احداث جل اعماله معتبرا ان هذا المكان يأخذ ابعادا مأسوية في اعماله لان العاصمة التي يتحدث عنها كانت تعيش اجواء من الرعب والخوف في تلك الحقبة.
واعتبر الروائي الشاب عبد اللطيف ولد عبد الله من جهته ان المكان ليس شيئا جامدا بل حيز متحرك يؤثر فينا و يتأثر مضيفا ان للأمكنة سحر خاص.
وكان آخر المتدخلين في هذه الندوة الكاتب الموهوب محمد فتيلينة الذي اكد انه ليس هناك مكان دون زمن مذكرا بمهمة المكان في روايته “كافي ريش” الذي يقع في مدينة وهران قائلا ان هذا الفضاء المغلق مملوء بالحكايات لكن يمكن ايضا للاماكن المفتوحة ان تروي الكثير، وأضاف ان الامكنة تزود الكاتب بتجارب انسانية ولهذه الاخيرة ايضا صوت وتأثير في الاحداث لأنها تعبر عن تجارب إنسانية و حضرية.
ق.ث