ثقافة وفن

معرض حول التشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو بالجزائر العاصمة

نظمت أول أمس، المؤسسة الثقافية أحمد ورابح عسلة، بالتنسيق مع سفارة المكسيك بالجزائر، معرض فني حول الفنانة التشكيلية المكسيكية “فريدا كاهلو”، تضمن العديد من الملصقات حول أهم أعمالها.

وفي كلمة له، أشاد سفير دولة المكسيك بالجزائر غابريال روزنويغ، بالمسار الفني الحافل لفريدا كاهلو، مؤكدا في سياق كلامه بعلاقات الصداقة التي تجمع بين بلاده والجزائر، مستغلا الفرصة وهنأ الجزائريين باحتفالات ستينية الاستقلال.

وقد ضم المعرض، أبرز لوحات الفنانة وخصوصا بورتريهاتها الشخصية التي عكست حياتها ومسارها الفني وكذا معاناتها الجسدية والنفسية الكبيرة نتيجة ما مرت به من مآس ومحن، كما تظهر هذه الملصقات ملامح وتعابير متنوعة لفريدا، جادة أحيانا وحزينة أحيانا أخرى، بين سوريالية وواقعية، شديدة الجمال وغزيرة الألوان والرموز، فالطبيعة والإنسان والحيوان والتاريخ والثقافة تتجلى كلها في أعمالها بطريقة رائعة وكلها مكسيكية الروح، تبرز أيضا هذه الأعمال الفلكلور والثقافة المكسيكية الأصيلة التي تنتمي إليها الفنانة، الملابس الريفية التي ترمز للسكان الأصليين، والطبيعة المتنوعة بنباتاتها وزهورها وفواكهها، والحضارات القديمة للمكسيك بآثارها الشهيرة كأهرامات الشمس، والمهرجان الوطني “يوم الموتى”، والعلم المكسيكي، ومختلف الحيوانات والطيور التي كانت تحبها فريدا.

بعض هذه البورتريهات تبرز بوضوح المعاناة النفسية والجسدية الكبيرة لفريدا وهي التي عانت منذ صغرها من شلل الأطفال وتعرضت وهي شابة، في 1925، لحادث سير تسبب في إصابة عمودها الفقري وألزمها الفراش لشهور طويلة، هي لوحات واقعية في قالب من الخيال، مبهرة ومعبرة وحزينة، ومن أشهرها “مستشفى هنري فورد” (1932) و”العمود المكسور” (1944) و”بلا أمل” (1945) و”الأيل المجروح” (1946)، وتظهر بعض اللوحات المعروضة المحيط العائلي الذي عاشت فيه الفنانة وخصوصا علاقتها بزوجها دييغو ريفيرا، المناضل الشيوعي والفنان الذي عرف برسمه للجداريات المكسيكية الشهيرة، وسفرهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واحتضانهما فيما بعد للسياسي السوفياتي لييف تروتسكي، في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي.

تتطرق فريدا في أعمالها للعديد من المواضيع الحساسة في المجتمع المكسيكي كالمساواة بين الرجل والمرأة والتاريخ القديم للمكسيك والأفكار الشيوعية والحركات الفكرية المدافعة عن القومية وكذا الهوية المكسيكية الأصيلة، رسمت فريدا كاهلو، التي ولدت بضواحي العاصمة ميكسيكو سيتي، حوالي 200 لوحة فنية على مر حياتها القصيرة، 55 منها عبارة عن بورتريهات شخصية صنعت مجدها في بلادها وفي العالم أجمع.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى