ولايات

مليكة مالكي ..عُمر في تربية واكتشاف أسرار النحل بالشلف

تعتبر السيّدة مليكة مالكي (59 سنة)،  مربية نحل من البليدة،  إحدى النسوة اللاتي امتهن هذا النشاط وقدّمت عمرا في الاهتمام به حيث لم تمنعها لا التزاماتها العائلية ولا المهنية (أستاذة) من البحث والتكوين والتطور،  حتى أضحت اليوم إحدى أهم مربيات النحل عبر منطقة متيجة والوطن.

ولدى زيارتك للمعرض الوطني لإنتاج العسل ومنتجات الخلية المنظم هذه الأيام بساحة المتحف العمومي “عبد المجيد مزيان” (وسط الشلف إلى غاية 28 من الشهر الجاري)،  يلفت انتباهك سيّدة تتبادل أطراف الحديث مع الوافدين على جناحها،  وكلها حيوية تنم عن تعلق وإلمام بحياة النحل،  تستقطبك لأن تستمع لنصائحها وتثير فضولك لمعرفة تفاصيل علاقتها بهذا النشاط.

وتروي السيدة مليكة لوكالة الأنباء الدجزائرية عن علاقتها بالنحل، التي بدأت في عمر الثانية عشر،  إذ كانت كثيرا ما ترافق جدّها إلى المنحل خاصة عند عملية الجني،  ليتولد لديها حب هذا النشاط ويثير اهتمامها عالم النحل.

وتستذكر المتحدّثة،  بعد عودتها من المنحل آنذاك إلى منزلها العائلي بمنطقة بني جماعة ببلدية العفرون (18 كلم غرب البليدة)،  حادثة هجوم ولسع النحل لها هي وصديقاتها،  بعد أن أخذت تقسم عليهن قطعة من” شهدة العسل”،  حيث لم تمنعها هذه الحادثة من العودة إلى المنحل واكتشاف أكثر أسرار هذه الحشرة الفريدة من نوعها.

اهتمامها بهذا النشاط لم يمنعها من،  إتمام دراستها وشق عالم الشغل من بوابة التعليم الثانوي،  حيث أصبحت أستاذة في اللغة الأنجليزية،  ثم تكوين أسرة شكّلت في الأخير الحلقة الأقوى في تطوير نشاطها لاسيما من خلال دعم زوجها وأبنائها لها.

وبعد أن أنشأ زوجها منحلا محترفا،  تغير اهتمام السيّدة مالكي بنشاط تربية النحل من هاوية إلى ممتهنة له خارج أوقات عملها (المساء ونهاية الأسبوع)،  ثم تواصل تكوينها بخصوص الطرق والتقنيات الحديثة في هذا المجال والمجالات ذات الصلة به.

وتفرغت هذه السيّدة بعد تقاعدها لنشاط تربية النحل،  حيث وبعد أن أتقنت طرقا حديثة لإنتاج العسل،  تخصصت في إنتاج الغذاء الملكي ثم التداوي بوخز النحل،  إذ تستذكر في هذا السياق تجربتها لمعالجة بعض أطفال التوحد (عن طريق الوخز بالنحل) وهي التجربة التي أفادت،  حسبها،  مرضى هذه الفئة إلى حد ما.

وتتكفل اليوم بعملية تسويق مختلف أنواع العسل التي تنتجها مؤسستها حيث لا تتوان في المشاركة بمختلف المعارض عبر الوطن فضلا عن المساهمة في نقل وتحويل صناديق النحل إلى مناطق ومراعي جديدة،  بما يسمح بتحقيق مردودية إنتاج أفضل للعسل وتعدد أصنافه.

وتسعى المتحدثة دائما لأن تراعي منتجاتها من العسل المقاييس العالمية التي تسمح مستقبلا بأن تكون علامة تجارية يتم تصديرها،  فهي نهلت من تجربة والدها أساسيات المهنة،  صقلتها بتكوينات رفيعة المستوى واحتكاك مع أهل الاختصاص،  ثم حظيت باثنين من أبنائها،  تخصص أحدهما في تحليل العسل ومحاربة الغش في هذا المجال والآخر في الغذاء الملكي،  فكانا لها مرجعين علميين مهمين في تحسين الجودة والإنتاج.

ورغم أن بداية السيد مالكي مع النحل كانت أقرب إلى الهواية،  إلا أن فضولها وشغفها بهذه الحشرات كان كافيا ليجعل منها نحّالة محترفة،  فحافظت بذلك على حرفة متوارثة عائليا وصنعت لنفسها عالما فريدا من نوعه “كثيرا ما يدعونا للتدبر والتأمل في خلقه”،  كما قالت.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى