ممثل الجزائر بالأمم المتحدة يدعو لحل دائم لقضية اللاجئين الصحراويين ويؤكد مسؤولية المجتمع الدولي

دعا ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إلى إيجاد حل دائم يضمن للاجئين الصحراويين ممارسة حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وذلك خلال مداخلته يوم الاثنين أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة خُصصت للهجرة واللاجئين.
وأكد بن جامع أن اللاجئين الصحراويين، الذين تعرضوا للتهجير القسري من أرض أجدادهم جراء الاحتلال المغربي، بحاجة ماسة إلى تسوية تُمكّنهم من التعبير بحرية عن إرادتهم من خلال استفتاء عادل ونزيه، وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن الجزائر، منذ أكثر من نصف قرن، تستضيف هؤلاء اللاجئين في مخيمات تندوف، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين، رغم التحديات الهائلة. وشدد على أن مستقبل اللاجئين الصحراويين يجب أن يُقرره اللاجئون أنفسهم، مؤكدا أن حقوقهم الأساسية “غير قابلة للتصرف ولا يجب أن تكون عرضة لأي مساومة”.
وفي سياق متصل، حذر بن جامع من تفاقم أزمة النزوح والهجرة عالميا، مرجعا ذلك إلى تصاعد النزاعات المسلحة وتراجع التمويل الدولي، مما أدى إلى حرمان ملايين اللاجئين من المساعدات الحيوية. واعتبر أن هذا الوضع “غير مقبول”، داعيا إلى استجابة دولية منصفة تتقاسم الأعباء والمسؤوليات بشكل عادل، بما يتماشى مع مبادئ الميثاق العالمي للاجئين.
وأعرب السفير الجزائري عن أسفه لما يشعر به اللاجئون والمجتمعات المضيفة من “تخلي” عنهم في هذا المسعى الإنساني، رغم الأعباء الثقيلة التي يتحملونها بإمكانيات محدودة.
كما شدد بن جامع على أن الوقاية تبقى الاستراتيجية الأكثر نجاعة لمعالجة النزوح القسري، من خلال التصدي لجذور الأزمات مثل الاحتلال الأجنبي والنزاعات المسلحة والتخلف. وأكد أن حماية اللاجئين، خاصة الفئات الهشة مثل النساء والأطفال، تمثل أولوية قصوى يجب أن تحترمها جميع الأطراف بموجب القانون الدولي.
وفي حديثه عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين، أشار إلى الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، بما في ذلك التهجير القسري وتدمير المخيمات والبنى التحتية، محملا المجتمع الدولي، خصوصا مجلس الأمن، مسؤولية حماية حقوقهم الإنسانية.
ولفت بن جامع أيضا إلى الأزمة التمويلية الحادة التي تواجهها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والجهات الإنسانية الأخرى، معتبرا أن دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة “ليس منة، بل التزام دولي ينبع من مبدأ التضامن”.
واختتم السفير مداخلته بالتأكيد على ضرورة مكافحة حملات الكراهية والمعلومات المضللة التي تستهدف اللاجئين، داعيا إلى تعزيز حملات التوعية لضمان حماية اللاجئين إلى حين إيجاد حلول دائمة وفقًا للقانون الدولي.
ل.خ