وطن

مناورات بحرية افريقية ـ فرنسية لمكافحة النشاط المتزايد لقراصنة البحر

 

أنهت أربع عشرة دولة أفريقية مطلة على ساحل الأطلسي أول أمس مناورات عسكرية بحرية مشتركة مع فرنسا، وموجهة لمكافحة نشاط القرصنة البحرية في خليج غينيا. واستهدفت هذه المناورات التي شاركت فيها الولايات المتحدة والبرتغال وإسبانيا والبرازيل والاتحاد الأوروبي، دعم القدرات العملياتية والفنية والتأهيلية لبحريات الدول الإفريقية المفتقرة للوسائل والمهارة في مواجهة نشاط القرصنة الذي ازدادت مخاطره في السنوات الأخيرة.

واستخدمت في هذه المناورات عشرون سفينة عسكرية وخمس طائرات والمئات من جنود الأمن، وتركزت حول إرساء طرق تدخل سريعة آنية لمحاربة قرصنة البحار التي تعيق التجارة البحرية العالمية.  ونفذ المشاركون في المناورات ثلاثة سيناريوهات، بينها اعتراض ميداني لزورق قرصنة من طرف أفراد القوات الخاصة.  ويحرص الاتحاد الأوروبي على المشاركة في هذه المناورات المؤمنة للخطوط البحرية، لأنه مرتبط باتفاقيات للتعاون في مجال الصيد مع غالبية البلدان الأفريقية المطلة على الأطلسي، كما أن أوروبا تستورد 13 في المئة من حاجياتها من النفط والغاز من المنطقة المذكورة.  ويلاحظ منذ عام 2012 على مستوى خليج غينيا، ازدياد كبير لنشاط القرصنة البحرية التي تحولت إلى مشكلة كبرى تعيق النشاطات التجارية لدول المنطقة. وفصل تقرير صدر أخيرا عن منظمة «ون إرث فتشور» طبيعة أنشطة القرصنة البحرية وخسائرها المادية والبشرية. وحسب التقرير، فإن خليج غينيا كان ساحة لوقوع نسبة 76 في المئة من عمليات القرصنة التي استهدفت السفن ما بين 2015 و2016. وأكد تقرير منظمة «ون إرث فتشور» وقوع 95 حادث قرصنة بحرية في خليج غينيا عام 2016 مقابل 54 عام 2015.

ولاحظ التقرير «أن قراصنة البحر أصبحوا يفضلون اختطاف طواقم السفن وتحريرهم مقابل فدى مالية لكونه نشاطا بسيطا ومربحا وغير مكلف، بدلا من احتجاز سفن الشحن البحري». ولذا، يضيف، «فإن منطقة خليج غينيا لم تشهد خلال الفترة ما بين 2015 و2016 سوى حادثتي قطع لطريق السفن مقابل زيادة 30 في المئة في عمليات اختطاف الرهائن».

وقدر التقرير الخسائر الناجمة القرصنة البحرية كل سنة، بما يناهز 793 مليون دولار عام 2016، كما أن تكاليف القوات الإقليمية والدولية وتكاليف المتعاقدين الخصوصيين وكلفة إجراءات الحماية تبلغ في مجملها 636 مليون دولار.  ولمواجهة الزيادة المطردة في القرصنة البحرية، أنشأت الدول الأفريقية المطلة على شاطئ الأطلسي أخيرا شبكة للتعاون في مجال التأمين البحري؛ ومع أن هذه الشبكة تفتقر للتجهيزات، فإنها تتيح تبادلا أوليا للمعلومات، كما أنها قابلة للتوسع والتحسن. وبما أن ثلثي عملية القرصنة البحرية قد نفذا مقابل سواحل نيجيريا فإن عقدة القرصنة البحرية في منطقة خليج غينيا وحلها توجدان بيد السلطات النيجيرية وحدها.

وكالات

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى