إسلاميات

من أخلاق المؤمنين

إنّ للأخلاق في ديننا الإسلامي الحنيف منزلة عالية، ومكانة رفيعة، وإنّ الواجب على العبد المؤمن أن يتخلّق بالأخلاق النبيلة الحميدة التي أمر بها الشرع المطهر، وأن يترك الأخلاق السيئة الدنيئة، حيث بْعث نبينا صلوات ربي وسلامه عليه، ليكمّل ويتمم صالح الأخلاق ومكارمها ومحاسنها، فالمؤمن يزين بخلقه ونبله وصفاته ومكارم أخلاقه، ولقد أخبر رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم عن الصفات التي لا ينبغي للعبد المؤمن أن يتّصف بها، ففي الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «ليسَ المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ».

‏«أخرجه الترمذي (١٩٧٧) واللفظ له، وأحمد (٣٨٣٩)، الألباني، صحيح الترمذي (١٩٧٧)».

يخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح الصريح عن الصفات التي يجب الحذر منها، لكونها تؤثر على إيمان العبد وتقواه، حيث قال عليه الصلاة والسلام:

«ليس المؤمِنُ» أي: لا يكون العبد كامل الإيمان، أو ليس مما يتصف به العبد المؤمن من أخلاق كونه طعانًا ولعّانًا.

وقوله: «بالطَّعّانِ»، أي: هو الذي يتكلم في الناس ويغتابهم ويعمل على الطعن بهم وبدينهم وأخلاقهم، والوقوع في أعراضهم، والتلفظ عليهم بما يكرهون، وكشف سترهم، وفضح زلاتهم ومعايبهم.

وقوله: «ولا اللَّعانِ»، أي: كثير اللعن للناس، وشتمهم وسبهم، والدعاء عليهم بما يسوؤهم ويؤذيهم.

وقوله: «ولا الفاحِشِ»، أي: لا يكون قبيحًا في أقواله وألفاظه، ولا أفعاله وتصرفاته، ولا شتامًا للناس بلسانه وألفاظه.

«ولا البَذِيءِ»، أي: سليط وبذيء اللسان، وفاحش الأقوال والألفاظ، بحيث يقلّ حياؤه فيما يصدر عنه، ولا يتورع بالتلفظ بألفاظ البذاءة والدناءة والسوء.

لذا فإن الواجب على العبد المؤمن أن يحفظ جوارحه، وأن يبتعد عن مساوئ الأقوال والألفاظ والتصرفات والأفعال، فالمؤمن يسمو ويرتفع بأخلاقه درجات، وينال بذلك الخير والرفعة والمحبة والبركات.

هذا ما تيسر إيراده، نسأل الله تعالى أن ينفع به وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، ونسأله سبحانه أن يجمّل ويحسّن أخلاقنا وأقوالنا.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى