إسلاميات

من أسماء الله الحسنى.. “البر”

اسم الله “البر” في القرآن الكريم: ورد مرة واحدة في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور: 28). معنى “البر” في حق الله تبارك وتعالى: قال ابن جرير: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ) يعني: اللطيف بعباده. وقال الزجاج بعد أنْ ذكر معنى (البر) لغة: والله تعالى بَرٌّ بخَلقه؛ في معنى: أنه يُحْسنُ إليهم، ويُصْلح أحْوالهم.

وقال الخطابي: (البَرُّ) هو العَطوفُ على عباده، المحسنُ إليهم، عمَّ ببره جميعَ خَلْقه، فلم يَبْخَلْ عليهم برزقه. وهو البرُّ بالمُحْسن؛ في مُضاعفته الثواب له، والبرُّ بالمسيء؛ في الصَّفْح والتجاوُز عنه. وفي صفات المخلوقين: رجلٌ بَرٌّ وبارٌّ، إذا كان ذا خَيرٍ ونفعٍ، ورجلٌ بَرٌّ بأبويه، وهو ضدُّ العاق. وقال الحليمي: (البَرُّ) ومعناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يُؤاخذهم بجميع جناياتهم، ويجزيهم بالحَسَنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلَها، ويكتب لهم الهَمَّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمَّ بالسيئة.

وقال القرطبي بعد أنْ حكى معنى الاسم لغة: وهذا الوصف في الله تعالى مِنْ أوْصاف فعله، وهو مُضاف إلى عباده كلِّهم في الدنيا، وإلى الخُصوص في الأخْرى، وذلك أنَّه ما مِنْ شخصٍ في الدنيا؛ إلا وَسِعه مِن الله تعالى؛ وفاضَ عليه إحْسانه، ولذلك عمَّ في قوله: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (لقمان: 20). وأما في الأخرى؛ فلا يختصُّ ببر الله تعالى؛ إلا مَنْ أنعم عليه بجواره، وأسْكنه بُحْبُوحةَ أنواره، لا مَن أحلَّه في ناره.

..من آثار الإيمان باسم الله “البر”

الله تبارك وتعالى بَرٌّ رحيمٌ بعباده، عطوفٌ عليهم، مُحسنٌ إليهم، مُصْلحٌ لأحوالهم في الدنيا والدين. أما في الدنيا: فما أعطاهم وقسم لهم؛ من الصحة والقوة؛ والمال والجاه؛ والأولاد والأنصار، مما يَخْرج عن الحَصر، قال سبحانه (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) (إبراهيم: 34) فيدخل في ذلك كلُّ معروفٍ وإحسان، لأنها ترجع إلى البّر. ويشترك في ذلك المؤمن والكافر؛ والبّر والفاجر. وأما في الدّين: فما منَّ به على المؤمنين؛ مِنَ التوفيق للإيمان والطاعات، ثم إعْطائهم الثواب الجزيل على ذلك في الدنيا والآخرة، وهو الذي وفَّق وأعان أولاً، وأثاب وأعْطى آخراً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى