ندوة حول دور المملكة العربية السعودية في التعليم اللغة العربية بالجزائر
نظمت أول أمس، ديوانية المدرسة السعودية بالجزائر ندوة أدبية حملت عنوان “دور المملكة العربية السعودية في تعليم اللغة العربية في الجزائر”، والتي تندرج ضمن نشاطات الملحق الثقافي التابع لسفارة المملكة العربية السعودية لدى الجزائر، وذلك بحضور أساتذة سعوديين ووجوه بارزة في المشهد الثقافي الجزائري.
ندوة “دور المملكة العربية السعودية في تعليم اللغة العربية في الجزائر” تعد ثاني ندوة ينظمها الملحق الثقافي التابع لسفارة المملكة العربية السعودية لدى الجزائر، تحت إشراف الملحق الثقافي الأستاذ ناصر بن طامي البقمي، بعد ندوة “الشعر السعودي المعاصر” التي نظمت أشغالها شهر جانفي المنصرم.
وبالمناسبة قدم الأستاذ عبد الرحمان الغبيشي وكيل المدرسة السعودية بالجزائر محاضرة بعنوان “دور المملكة العربية السعودية في تعليم اللغة العربية بالجزائر”، والتي تناول فيها سبيل التعاون الجزائري السعودي في ميدان الأدب، ومكانة اللغة العربية السامية لما تحويه لمن خصائص ومميزات حباها الله عز وجل بها، كما تطرق أيضا إلى الدور الذي قدمته المملكة قبل افتتاح المدرسة السعودية بالجزائر، حين تم إرسال معلمين متخصصين لتعليم اللغة العربية لعدة ولايات جزائرية، وكذا إعداد مناهج متخصصة لمختلف المراحل الدراسية والمشاركة في مختلف الأعياد والمناسبات الجزائرية، كما تحدث المحاضر عن دور المملكة العربية السعودية بعد افتتاح المدرسة سنة 2003، حيث تمثل دورها في ايفاد معلمين متخصصين في جميع المواد، والعمل المستمر على تطوير البرنامج ومواكبة آخر التحديثات في المناهج والوسائل العلمية، وكذلك إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما تهتم المدرسة أيضا بتكوين المعلمين وتأطيرهم للتمكن من استخدام الوسائل الحديثة لتعليم العربية، إضافة إلى هذا تنظم المدرسة ملتقيات احتفاء باليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع الملحقية الثقافية.
كما تطرق الأستاذ الغبيشي من خلال محاضرته إلى هبّة المملكة العربية السعودية لنصرة الجزائر والوقوف إلى جانبها ابّان وعقب الاستقلال، وكذا مواقف الملك سعود للاعتراف بالجزائر في الأمم المتحدة والدفاع عن قضيتها، وحتم متحدث محاضرته بجهود المملكة العربية السعودية في مجال تعليم اللغة العربية ونشرها على المستوى العالمي، مسخرة في ذلك كل الطاقات البشرية والوسائل المادية من خلال المدارس السعودية في الخارج ومراكز اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكذا المعاهد السعودية المخصصة لتعليم اللغة العربية، ومن بينها مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. وفي نهاية المحاضرة أشاد الأستاذ الغبيشي بسعي المملكة العربية إلى توطيد وتمتين العلاقات وأواصر المحبة والإخاء مع جميع الدول، خاصة الدول العربية منها، ومن بينها الجزائر.
وفي كلمة لها أوضحت الأستاذة صوريا أكتوف من المدرسة السعودية، المهتمة بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، أن مهام المدرسة يكمن في إدماج الطلبة غير الناطقين بالعربية في المناهج السعودية عن طريق تقديم برامج خاصة لهم لتعليمهم العربية، تتمثل في سلسلتي: اللسان العربي والعربية بين يديك، وعن الصعوبات التي تواجههم في تعليم العربية لغير الناطقين بها أشارت الأستاذة أكتوف إلى أن المدرسة في تواصل مستمر مع أولياء الأمور من أجل مساعدتهم لأن ما يقدم في المدرسة غير كافي وينبغي على التلميذ والطالب بدل جهد أكثر خارج المدرسة.
من جانبه أشار الأستاذ مشري من جامعة الجزائر ،2 إلى الإقبال الكبير والمتزايد للأجانب في الجزائرعلى تعلم اللغة العربية ليسهل تواصلهم وتعاملهم مع الجزائريين، كما أشار لوجود عدة مفردات في اللهجة الجزائرية المحلية مستمدة من اللغة العربية الفصية ولا تبعد عنها كثيرا. أما الأستاذ علي ملاحي فقد أشار في كلمته إلى دور اللغة العربية في تدليل صعوبات التواصل بين الشعوب العربية المختلفة التي يجمعها وجدان واحد، فيما تكمن كل الصعوبة في التعامل مع غير الناطقين باللغة العربة، فيما أثنى على جهود المملكة العربية السعودية المعتبرة عن طريق المدرسة في تدليل هذه الصعوبات ومنح الكثير من الفرص والإسهامات العملية التي تجعل اللغة العربية وسيلة تتواصل وتنتشر أكثر وأكثر، في ظل الصراع القائم في الجزائر بين ثنائية الفرنسية والعربية الذي يعد من ترسبات الاستعمار الفرنسي الذي لا تزال تداعياته متواصلة.
للإشارة، تخلل المحاضرة عرض فيلم مصور يبرز جهود المدرسة السعودية بالجزائر الحثيثة لتعليم اللغة العربية عن طريق مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، تحدثت فيه مجموعة من الأستاذات عن المدرسة ومناهجها وطرائق تعليمها. كما تجدر الإشارة إلى أن مركز تعليم اللغة العربية يضم عدة طلبة من جنسيات مختلفة، بهدف تحسين لغتهم العربية، وقد تخرج من المركز خلال السنوات الماضية أزيد من 1000 طالب وطالبة من جنسيات مختلفة.
نسرين أحمد زواوي

