وطن

هل انتزعت أوروبا وعوداً عربية بإقامة مراكز استقبال للاجئين في شمال إفريقيا ؟

ملف الهجرة غير الشرعية أحد أهم الملفات التي طرحت خلال القمة العربية الأوروبية التي عقدت قبل أيام في شرم الشيخ والتي تكرر خلالها الحديث عن مراكز لاستقبال اللاجئين في شمال إفريقيا؟
على مدى يومين اجتمع قادة عرب وأوربيون في مدينة شرم الشيخ المصرية في إطار أعمال القمة الأوروبية العربية. ملفات عدة تناولتها الاجتماعات لكن أحد أبرز الملفات كان ملف أزمة موجات اللاجئين العابرة للبحر المتوسط والهجرة غير الشرعية.
عقب موجات اللاجئين التي تدفقت تجاه القارة العجوز في أعقاب الحرب في سوريا، تصاعدت المخاوف الأوروبية من إمكانية عدم التمكن من صد جحافل أكبر من المهاجرين قد تأتي مستقبلاً لأسباب اقتصادية أو بسبب الحروب أو المجاعات.
وتحاول الدول الأوروبية منذ تفجر الأزمة التوصل إلى حلول فعالة وناجعة للتقليل من حجم عمليات الهجرة غير الشرعية وضبط الحدود البحرية لجنوب القارة الأوروبية، بالعمل مع دول شمال إفريقيا على محاربة شبكات تهريب البشر وتقليل طلبات اللجوء الواردة من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى أقصى حد ممكن.
وإن كان هناك قلق أوروبي من مسألة الهجرة واللجوء قد تنامى خلال الأعوام الماضية، فإن هذا القلق قد تضاعف بشكل هائل مع صعود اليمين المتطرف في الكثير من الدول الأوروبية.
ووفقا لبيانات صادرة عن منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة فإن عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط قد بلغ نحو 67 ألف شخص في الفترة ما بين يناير وأوت 2018 ، مقابل 123 ألف شخص في الفترة نفسها من العام الذي سبقه 2017.
وتلح أوروبا منذ فترة على دول شمال إفريقيا للقبول بفكرة إنشاء محطات يتم فيها استقبال المهاجرين وطالبي اللجوء سواء القادمين من إفريقيا قاصدين البحر المتوسط أو من تم إنقاذهم خلال محاولتهم عبور البحر يتم فيها الإعداد لطلبات لجوئهم بشكل قانوني وهم داخل إفريقيا لا في أوروبا. ووفق محمد الكاشف الخبير الدولي والباحث في شؤون الهجرة واللاجئين، فإن وزير خارجية مصر قال إن “بلاده لم ترفض ولم تقبل فكرة إنشاء المنصات” على عكس المغرب التي ترفض الأمر، “ويبدو أن مصر ترسل رسالة لأوروبا بأنها الحارس الجنوبي لحدودها وأنها أفضل من تركيا، كما يمكنها التعاون بشكل أفضل في مجال مكافحة الإرهاب بجانب المساعدة في الملف الليبي، أملا في دعم اقتصادي وسياسي أوروبي غير مسبوق”، على حدّ قول الخبير.
وكانت فكرة هذه المراكز قوبلت بالرفض من أغلب الدول العربية والكثير من الدول الإفريقية، بل إن الاتحاد الإفريقي يكاد يقود عملية الرفض بدعوى أن المراكز هي أقرب لمراكز اعتقال جماعي أو أماكن احتجاز لا أماكن استضافة. وهنا ينظر الكثيرون إلى التجربة الليبية، حيث تتصاعد الاتهامات لليبيا بوقوع انتهاكات مريعة بحقوق اللاجئين المحتجزين في المراكز الحكومية وفق ما أكدته عدة تقارير أممية. كما يخشى آخرون من أن تكون تلك المنصات ما هي إلا أماكن فرز لتختار أوروبا أفضل العناصر من بين المحتجزين وتسمح لهم بالعبور إلى داخل حدود القارة الأوروبية، فيما يترك الآخرون قيد احتجاز غير محدد الوقت.
ويرى محمد الكاشف أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا هي أكثر الدول التي تدفع في اتجاه إنشاء هذه المراكز في إفريقيا، وإنه عل الرغم من رفض عدد من الدول الأوروبية التعامل من الأصل مع ملف المهاجرين وطالبي اللجوء مثل المجر “لكن عندما يتم تأطير الفكرة وإعدادها بشكل قابل للتنفيذ سينزل الجميع على رغبة تلك الدول الثلاث في هذا الشأن “.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى