
وجهت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي التهنئة لفريق عمل الفيلم الوثائقي “واني بيك” للمخرج رابح سليمـانِي، بالجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغَربية في طبعته الـ17، التي جاءت تحت شعار “لننهي الاستعمار من الصحراء الغربية”.
وكتبت الوزيرة في “شرف، فرحة وفخر…من بين حوالي عشرين دولة مشاركة، الفيلم الوثائقي الجزائري “واني بيك” المدعم من طرف وزارة الثقافة والفنون، يحصل الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية…تهاني الحارة لكم….دعمنا للمبدعين سيستمر دائما”.
ويتطرق هذا العمل، المنتج في 2022 من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما والتلفزيون الجزائري ومؤسسة الإنتاج الخاصة “المروار” وبدعم أيضا من صندوق الدعم “فداتيك” التابع لوزارة الثقافة والفنون، لجرائم المحتل المغربي بحق الشعب الصحراوي، مسلطا الضوء على الجدار الفاصل الذي أقامه هذا المحتل في بداية ثمانينيات القرن الماضي.
وعلى مدار 95 دقيقة، يتناول الفيلم المسار الحياتي والمهني لمجموعة من الطلبة بمدرسة للسينما بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث يستعدون لحفل تخرجهم بتصوير فيلم وثائقي حول هذا الجدار، الملقب ب “جدار العار”، والذي قسم أراضي الصحراء الغربية وتسبب بشتات شعبها، ويبرز هذا العمل المآسي التي خلفها هذا الجدار القاتل على مر عشريات طويلة، وهذا من خلال شهادات لصحراويين فقدوا أقاربهم وأحباءهم بسبب الألغام المتراصة على طوله، أو تعرضوا لعاهات دائمة بسببها، كما يستعرض الفيلم تهجير وطرد الصحراويين من أراضيهم التاريخية في المناطق المحتلة.
ويشدد العمل خصوصا على الدور الرائد للمرأة الصحراوية في الكفاح ضد المحتل المغربي، وخصوصا في الأراضي المحتلة أين تعاني المرأة الصحراوية مختلف أنواع القمع والاضطهاد والاعتداءات اليومية، على غرار ما حدث للمناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خية وأختها الواعرة.
ورغم كل المآسي الإنسانية التي يستعرضها هذا العمل والتي تسبب فيها الاحتلال المغربي على مدار أكثر من 40 عاما، إلا أن الفيلم يحمل أيضا في طياته جانبا إيجابيا متمثلا في العزيمة والإصرار على التحرر والتنديد بالصمت الدولي حيال جرائم المحتل المغربي، ويحمل أيضا هذا الفيلم العديد من العناصر المعبرة عن ثقافة الشعب الصحراوي الأصيلة، الثقافة الحسانية التي يسعى المغرب إلى محوها، فالأطفال في المدرسة يتعلمون تاريخ وطنهم المسلوب وشعبهم المضطهد والجدات يحكين لأحفادهن عن البطولات والتضحيات وأما الشباب فيرددون أغاني النضال والكفاح المتوارثة.
ويعد رابح سليماني، مخرج وسيناريست من مواليد سوق اهراس في 1982، وفي رصيده عدد من الأفلام القصيرة بينها “رجل ومسرحان” في 2016 و”سالمين” في 2017.
وبالعودة إلى المهرجان فقد أشرف على اختتامه وزير الثقافة للجمهورية العربية الصحراوية الغوث ماموني، الذي أثنى على المشاركين في هذه التظاهرة ضمن الكلمة الختامية، داعيا الوفود المشاركة للعمل على نقل الحقائق التي يعيشها الشعب الصحراوي للعالم.
من جهتها اعتبرت المديرة التنفيذية لمهرجان السينما الدولي في الصحراء الغربية، ماريا كاريون، الحدث مساحة للترفيه للأطفال و فضاء لتكوين الشباب الصحراوي في ميدان الفن السابع، مبرزة أن المهرجان يهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من المتضامنين عن طريق السينما باعتبارها سلاحا قويا لخدمة القضايا العادلة، وأشارت كاريون ان اختيار شعار المهرجان “لننهي الاستعمار من الصحراء الغربية”، هو تأكيد على صمود الشعب الصحراوي ونضاله من أحل تقرير مصيره والاستقلال.
وقدمت في ختام المهرجان عدة شهادات تقديرية للمشاركين في مختلف الورشات المقامة خلال هذه التظاهرة التي استمرت خمسة أيام كاملة، كما عرف مهرجان السينما الدولي في الصحراء الغربية، مشاركة زهاء 200 شخصية من سينمائيين و مخرجين و منتجين و نشطاء حقوق الإنسان ومتضامنين مع الشعب الصحراوي قادمين من أكثر من 20 دولة عبر العالم.
نسرين أحمد زواوي