وزيرة الثقافة والفنون تهنئ المتوجين بمهرجان مسرح الطفل الافتراضي بالعراق
هنأت وزارة الثقافة والفنون، جمعية ورشة الفنون من مدينة العلمة بسطيف عن تتويجها بجائزة أفضل عرض مسرحي بمهرجان مسرح الطفل الافتراضي بالعراق، عن عملهم المسرحي “رفيقو”، كما نوهت بشباب البليدة بإبداعهم الذي ظفر بالجائزة الثالثة بذات المهرجان.
عبرت وزيرة الثقافة والفنون في رسالة تهنئة وجهتها للمتوجين بمهرجان مسرح الطفل الافتراضي بالعراق، عن سعادتها بالتألق الذي يحصده شباب الجزائر في مختلف التظاهرات العربية والدولية وجاء في رسالتها ” تهنئ وزارة الثقافة والفنون، شباب المسرح المبدعين من مدينة العلمة، الذين افتكوا لثاني مرة بعملهم المسرحي نفسه الموسوم “رفيقو”، جائزة أفضل عرض مسرحي، بمهرجان افتراضي دولي لمسرح الطفل ببلاد الرافدين العراق، كما توجه عبق الرياحين لشباب البليدة، تنويها بإبداعهم الذي ظفر بالجائزة الثالثة .. هنيئا لكم وهنيئا لنا بكم دمتم شبابا جزائريين مبدعين مناط آمالنا ومحط فخرنا”.
وبالعودة إلى مسرحية “رفيقو” فقد قدم حولها الناقد العراقي الدكتور مهند العميدي قراءة نقدية تضمن محتووها “هل يبقى مسرح الدمى حبيس القيم التربوية ؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهن الكاتب وهو يتناول مسرحية رفيقو، وبمعنى أخر أن القيم التربوية أمر مفروغ منه فهو المحرك الأساس في بث الخطاب المسرحي لأنه معني بمستوى الشريحة المراد التوجه إليها ومحاكاتها فلابد بذلك أن يراعي تلك القيم وبث خطاب تربوي يتساوق مع المرحلة العمرية، وبالإضافة إلى القيم التربوية هنالك القيم الجمالية التي تستطيع أن تسوق القيم التربوية من خلال المتعة البصرية التي هي المدخل الأساس في لفهم القيم التربوية ، أي أن هنالك خلطة وتعشيق يراد لصانع العمل أن يتقنهما جيدا لكي يصل بخطابه إلى الطفل، وهذه الخلطة المعرفية لا تخرج إلا من فهم عميق لسيكولوجية الطفل في التعامل مع هكذا نوع من المسرح لأنه يحمل في طياته خطورة في كيفية الفهم أولا وكذلك توجيه السلوك والمدركات العقلية للطفل ثانيا ، وهذا هو المعتاد والتقليدي في التعامل وصناعة هكذا مسرح لأنه يمتلك خصوصيته ومن يتقن اللعبة يمتلك سر النجاح، إلا أن مسرحية “رفيقو” يقول الناقد تجاوزت هذه المعايير ودخلت في عوالم أخرى من خلال اللعب على عنصري الزمن والمكان وكذلك اللعب على منطقة هي الأخطر ألا وهي قيمة الأشياء والقدرة على بث الروح فيها لتكون مؤنسنة تمتلك ديمومتها وقدرتها على الوجود، فكان اشتغال مسرحية رفيقو يتمحور أولا حول المكان حيث استطاع المخرج حسبه أن يشتغل على قيمة المكان فهو هنا لم يعد ذلك الصندوق السحري الذي تتحرك به الدمى بل حول الحكاية إلى مكان ينطق فمنذ البداية وهو يسرد القصة على لسان الراوي خلق مكان ومن ثم ينطلق إلى الغابة يخلق مكان آخر وهكذا يتحول المكان لدى المخرج ليخرج بفرضية مفادها أن مسرح الدمى نسق متحرك له فضاءاته كما هو مسرح الكبار وهذه الفضاءات هي فضاءات متحركة ناطقة قادرة على بث الحياة في عناصر الحكاية الأخرى، بالإضافة اشتغاله على الزمن وهنا أشاد بالمخرج الذي اشتغل بوعي كبير بهذا الجزء المهم من العرض فقد ربط الزمن بعنصر مهم وهي بتول تلك الدمية التي أرادت أن تصنع دمية أخرى وبفعل قسوة الأب أضاعت من يدها دميتها ولكن اشتغال الزمن في العرض أعاد إليها دميتها بدوران زمني أجاد به المخرج في تعامله مع بنية العرض وحكايته وكذلك أن العتمة التي خلقها لرفيقو وهو خائف تارة ومتوجس من القادم إليه تارة اهرى خلق فضاءات زمنية فلسفية فكان الاثنان على سطح كوكب أخر غير ذلك الكوكب الذي يسكنه العنصر الآدمي فبدونهم استطاع أن يخلق لغة أخرى أكثر تعبيرا وأكثر عمقا إلا وهي لغة الرقص وبها استطاع رفيقو أن ينسلخ من صندوق القمامة الذي أراد له البشر أن يكون فيه فينطلق بجسده ليخلق عوالم أخرى تمتلك الحياة بعيدا عن لغة الإقصاء التي تعرض إليها.
إن مسرحية رفيقو يقول عنها الناقد امتلكت عنصرا فلسفيا من خلال تكنيك المشاهد التي وزعها المخرج بعناية لتقترب من الفهم الفلسفي في علاقة الإنسان بالأخر وقدرة هذا الأخر أن يبدأ من أول السطر ليكمل الحكاية، وتجسد العنصر الفلسفي في العرض في اللغة التي خلقها المخرج من خلال لحظة السكون والبحث والغربة التي عاشتها الدمية رفيقة وكذلك الفضاء الجمالي المتمثل بسكون الليل وجمالياته وقدرته على بث رسائل عديدة مشيرا إلى أن مسرحية “رفيقو” عرض مغاير لكل المتوارث من عروض مسرح الدمى فلسفيا وكذلك تكنيكيا وجماليا.
نسرين أحمد زواوي