دوليفي الواجهة

وسط تبادل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار..غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة

شن الجيش الإسرائيلي، أمس، الأحد، غارات جوية على مناطق في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، في تصعيد هو الأول من نوعه منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل أكثر من أسبوع.

وقالت مصادر فلسطينية في غزة، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بعدة غارات مواقع وأراضي في محيط مدينة رفح، ما تسبب بانفجارات عنيفة وحالة من الهلع في صفوف السكان. ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع إصابات.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو نفذ الهجمات “ردا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت آلية هندسية للجيش” في المنطقة ذاتها، مشيرة إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود. ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول العملية حتى الآن. وقالت قناة 14 الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مشاورات أمنية مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس هيئة الأركان إيال زامير لمتابعة التطورات.

ولم تصدر حركة حماس تعقيبا فوريا على ما أعلنته إسرائيل بشأن الهجوم، في حين تتبادل الحركة وتل أبيب الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الجاري بوساطة مصرية وقطرية وتركية وبرعاية أمريكية. وينص الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بين الجانبين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلا أن الخروقات المتكررة وعمليات القصف المحدودة ظلت تلقي بظلال من الشك على استمراره.

من جانبه، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، بعدما شنت “عناصر إرهاب” هجوما على قوات إسرائيلية في مدينة رفح، بحسب تعبيره.

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن بن غفير القول في بيان: “أدعو رئيس الوزراء لإصدار الأوامر لجيش الدفاع الإسرائيلي باستئناف القتال على نطاق واسع في القطاع وبكامل القوة”. وأضاف: “الاعتقاد الخاطئ بأن حركة حماس سوف تغير أسلوبها، أو ستلتزم بالاتفاق الذي وقعته، يثبت بصورة غير مفاجئة أنه يمثل خطرا على أمننا. يجب تدمير هذه المنظمة الإرهابية النازية بصورة كاملة عاجلا وليس آجلا”.

..القسام ملتزمة بوقف إطلاق النار ولا علم لها باشتباكات رفح

أكدت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، الأحد، التزامها “الكامل” بتنفيذ كل ما ورد باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأنه لا علم لها بأي اشتباكات تدور في مدينة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بموجب الاتفاق.

وفي وقت سابق، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان بأن مقاتلين فلسطينيين “أطلقوا قذائف مضادة للدروع وأطلقوا النار نحو آليات هندسية تابعة للجيش عملت لتدمير بنى تحتية إرهابية في منطقة رفح بناء على شروط الاتفاق”. وادعت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية، أن المقاتلين الفلسطينيين هم “عناصر في حركة حماس”. وقالت “القسام”، في بيان: “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، ولا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح”.

وأوضحت أن مدينة رفح تقع ضمن “المناطق الحمراء تحت سيطرة الاحتلال”، لافتة إلى أن الاتصال مقطوع مع من تبقى من مجموعاتها هناك منذ عودة الحرب في مارس الماضي. وتابعت: “لا معلومات لدينا إن كانوا قد استشهدوا أم لا زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فلا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة”.

وفي بيانه، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية ومدفعية على منطقة مدينة رفح بدعوى “إزالة تهديدات وتدمير عدة فتحات أنفاق عملياتية ومبان عسكرية”. ومدينة رفح من المناطق التي لم يشملها الانسحاب الإسرائيلي، وما زال الجيش يسيطر عليها بشكل كامل. ومع سريان اتفاق وقف النار، انسحبت إسرائيل جزئيا من مناطق مختلفة بقطاع غزة إلى مواقع تمركز جديدة داخل القطاع باتت تُعرف بمناطق “الخط الأصفر” والتي تغطي أكثر من 50 بالمئة من القطاع، وفق تأكيدات الجيش الإسرائيلي.

أ. م/ وكالات

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى