ثقافة وفن

وفد جزائري رفيع المستوى يمثل الجزائر في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة


 

انتقل أمس، وفد مسرحي جزائري الى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في أشغال الدورة 11 لمهرجان المسرح العربي التي تنطلق اليوم بدار الأوبرا بالقاهرة، لتمثيل الجزائر إلى جانب أكثر من 400 مسرحي عربي للاحتفال بهذه التظاهرة التي تعد اكبر تظاهرة عربية منذ تأسيسها سنة 2007.

الوفد الجزائري ومتمثل في كل من الفنان الكبير سيد احمد اقومي الذي كتب رسالة اليوم العربي للمسرح والتي سيليقها اليوم خلال الافتتاح، الى جانب المخرج عمر فطموش الذي سيشرف على لجنة تحكيم المهرجان الى جانب كل من الدكتور جبار خماط من العراق والدكتور عثمان بدوي من السودان، والدكتورة علية الخالدي من لبنان، إلى جانب محمد يحياوي مدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، وعدد من الممثلين البارزين في الساحة المسرحية الجزائرية، غير أن الجزائر تغيب في هذه الدورة ومنذ تأسيس المهرجان عن العروض المتنافسة على جائزة سلطان القاسمي كما ستغيب عن العروض المقدمة على هامش المهرجان وهذا ما شكل لغطا كبيرا في الوسط المسرحي الجزائري الذي وصل السنة الماضية وفي الدورة التي احتضنتها تونس إلى المرتبة الاولى امام الاشادة الواسعة بالمسرح الجزائري من خلال مشاركة مسرحية “ما بقات هدرة” للمخرج محمد شرشال وإنتاج المسرح الجهوي لسكيكدة.

وبالعودة للمهرجان الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح وبالتنسيق هذه السنة مع وزارة الثقافة المسرحية، ويتواصل الى غاية 16 من الشهر الجاري، فيكتسي هذا اللقاء أهمية كبيرة كموعد يجمع المبدعين العرب، حيث تستقبل الدورة 400 مسرحي عربي، فضلاً عن 250 مسرحيًا مصريًا وتتضمن 27 عرضًا مسرحيًا، بالإضافة إلى العديد من الندوات والورشات والملتقيات الفكرية.

وأشار المنظمون إلى أنّ الهيئة العربية للمسرح تعرب عن اعتزازها بتدشين العشرية الثانية من دورات مهرجان المسرح العربي بانعقاد الدورة الـ11، وبالتالي فتح مرحلة جديدة برؤية حكيمة تفتح شراعاً إلى مرافئ الغد، وقد خطت الهيئة خطوات كبيرة في شتى كالمسابقات، الورشات، المهرجانات الوطنية، المسرح المدرسي، النشر، الانفتاح الدولي، تنقسم العروض المشاركة إلى ثلاثة مسارات الأول يضم سبعة عروض هي «الحادثة» و«المعجنة» (مصر)، «تقاسيم على الحياة» (العراق) لجواد الأسدي، «جنونستان» (الأردن)، «سلالم يعقوب» (الأردن)، «صباح ومساء» (المغرب)، «قمرة 14» (تونس) «ليلك ضحى» (الإمارات). العروض المشاركة في المسار الثاني هي العروض التي تنافس على جائزة الشيخ القاسمي، ومنها «الرحمة» (الكويت)، «الطوق والإسورة» (مصر)، «المجنون» (الإمارات)، «النافذة» (الأردن)، «ذاكرة قصيرة» (تونس)و»شابكة» (المغرب).

وشكلت الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للعروض المتنافسة في المسار الثاني، وكعادتها تعمد الهيئة إلى اختيار أعضاء اللجنة من الأسماء الوازنة، كما تشترط ألا يكون أي من الأعضاء من دولة ترشح منها أي عرض للمنافسة، من أجل الحيادية، ويتوج الفائز بالجائزة في ختام المهرجان، ويفتتح العرض الفائز الدورة الموالية من مهرجان أيام الشارقة المسرحية في مارس 2019، حيث يتسلم التكريم من يد الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وتبلغ المكافأة المالية للجائزة 100 ألف درهم إماراتي، كما يحظى العمل الفائز بدعم الهيئة من خلال إشراكه بمهرجانات عربية ودولية هامة. ويخصّص المهرجان ندوات نقدية تطبيقية تعقد بعد انتهاء العروض، ويقوم بتقديم القراءة النقدية لهذه العروض كوكبة من النقّاد العرب منهم: علاء عبد العزيز، فاضل الجاف، أنور محمد، محمد سمير الخطيب، محمد خير الرفاعي، محمد بهجت، محسن زروال، لطفي العربي السنوسي.

والمسار الثالث يضم عشرة عروض مصرية سيتم تقديمها في عدد من المحافظات منها القاهرة، والإسكندرية والإسماعيلية والفيوم، ويكرم المهرجان هذه الدورة خمسة وعشرين فنّانًا وكاتبًا وناقدًا من رموز المسرح المصري منهم أشرف عبد الغفور، وجلال الشرقاوي، رشوان توفيق، سميحة أيوب، يحيى الفخراني وغيرهم.

يتم أيضا إصدار نشرية يومية في 24 صفحة لمتابعة فعاليات المهرجان، وإقامة حوالي 27 مؤتمرًا صحفيًا لأصحاب العروض المشاركة في المهرجان، مع إصدار الهيئة لـ11 كتابًا عن المسرح المصري، فضلًا عن إقامة معرض لإصدارات الهيئة وغيرها من الفعاليات التي سيشهدها المهرجان على مدى أيامه السبعة.

.. الفنان سيد احمد اقومي “المسرح الذي أريد

في الكلمة التي اختار لها اقومي عنوان “المسرح الذي اريد” قال في مطلعها انه جاء الى المسرح لأنه كان حلما ولأنه فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب، جئت إلى المسرح حين أدركت أن الخيال يستطيع أن يغير الواقع”. ويضيف رفق الكبار على الخشبة قائلا “حين كان التاريخ دجلاً أردت أن أعتلي الخشبة لأقول الحقيقة. لم يكن المسرح بالنسبة لي قناعة فكرية فقط، بل كان إيماناً يلامس الروح. كنت أحمل جمرة المسرح بغبطةِ وفرحِ من يحمل أغلى ”كوهينور” (ماسة) في العالم. المسرح عندي درب سري مدهش قادني إلى ماهيتي، إلى كينونتي الحقيقية؛ لم أكن أمثل، كلا أبداً، كنت أعيش، أعيش أسئلتي، عزلتي، حيرتي، دهشتي، تمردي، ثورتي، عذاباتي، فرحي، إنسانيتي، كنت أنهمر على الخشبة بكل كياني، وكان المسرح هوالخلاص.

كما وقف على واقع المسرح في الجزائر، إذ يقول في رسالته للهيئة العربية للمسرح “دخلت تفاصيل حلمي الذي بدأ في سن السادسة، كان حلمي الوحيد أن أكون ممثلا مسرحيا لا غير. كان المرحوم محمد بوديا ينظر إليّ باندهاش ويقول: ”كيف لشاب فنان ومثقف مثلك ألا يدخل معترك السياسة؟!”، كنت أضحك وأجيبه: ”لقد كذبت على أبي حين وعدته ـ من أجل أن يتركني في الحضرة المقدسة للمسرح ـ أن أكون سفيراً أومحامياً أوطبيباً، لكنني أبداً لم أعده أن أكون سياسيا”. وتابع: ”وقد كنت على الخشبة سفيراً للحلم الإنساني، ومحامياً لكل القضايا العادلة، وطبيباً، يحاول أن يجد دواءً للحماقة البشرية”. وأردف: ”سأعود إلى بدايات هذا الحلم، إلى بدايات المسرح في الجزائر، بعد زيارات الفرق المسرحية العربية المتكررة للجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، اكتشفت النخبة الوطنية أن هذا الفن خطير وفعال، يمكنه أن يغيّر ويخلق لدى الجمهور وعياً سياسياً؛ لذا تأسست الفرق المسرحية والجمعيات، وكان هدف هذا التأسيس هوتكريس وعي وطني من أجل تحرير الجزائر من هذه الفرق الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي تأسست بتونس، والتي كان يشرف عليها أستاذي المرحوم مصطفى كاتب”، في ذات الرسالة رفع أقومي عرفانه إلى الهيئة العربية للمسرح واستحضر شهداء الخشبة والفن علولة ومجبوبي.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى