
يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، والذي تم التوصل إليه في العاشر من أكتوبر الماضي، إذ نسف بعيد منتصف ليل الأحد-الاثنين منازل سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، فيما استهدفت آلياته بالمدفعية شرقي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
دعت بلدية خانيونس لإدخال الآليات اللازمة لإزالة 20 مليون طن من الركام لفتح الشوارع وانتشال جثامين الشهداء. وخلّفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع دماراً هائلاً، وقد استحالت أحياء بكاملها ومساحات واسعة من مدن القطاع ركاماً، وذلك على خلفية إلقاء قوات الاحتلال أكثر من 200 ألف طنّ من المتفجّرات على مدى أكثر من عامَين من الإبادة. وقد قُدّر حجم الركام الناجم عن هذه الحرب بنحو 70 مليون طنّ، ليكون شاهداً على واحدة من أبشع جرائم الإبادة بحقّ البشر والحجر التي ارتُكبت في التاريخ، والتي هُدم في خلالها نحو 90% من القطاع، وفقاً لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
سياسياً، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليس هشاً، بل متين للغاية، وإنه “يمكن القضاء على حماس فوراً إذا لم تتصرف بشكل جيد”. وأضاف “سأجبر حماس على نزع سلاحها بسرعة كبيرة إذا أردت ذلك وسيتم القضاء عليها”.
… المصادقة على قانون إعدام الأسرى جريمة حرب
نددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بمصادقة لجنة الأمن القومي في “الكنيست” الإسرائيلي على مشروع قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين. وقالت حماس في بيان لها إنّ “الخطوة تجسّد الوجه الفاشي القبيح للاحتلال، وتعكس استهتاره بكل القوانين والمعايير الإنسانية والدولية”.
كما طالبت الحركة “الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية بالتحرك العاجل لوقف مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين”، داعيةً إلى “تشكيل لجان دولية للدخول إلى المعتقلات والاطلاع على أوضاع الأسرى الفلسطينيين وكشف الفظائع فيها”.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إنّ مصادقة “الكنيست” على مشروع قانون بفرض عقوبة الإعدام على الأسرى هو تمهيدٌ لمرحلة جديدة أكثر دموية.
وقالت الحركة في بيانٍ لها إنّ الخطوة تمثّل “جريمة حرب في إطار الإبادة التي يواصل الاحتلال شنها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة”.
من جهته، اعتبر المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن المصادقة بالقراءة الأولى على هذا القانون تمثل “جريمة حرب إسرائيلية موصوفة”. وأشار إلى أنّ “حكومة التطرف والإرهاب الإسرائيلية تثبت مجدداً أنها تقتات على دماء وعذابات الأسرى داخل السجون”.
وأضاف المركز أنّ تبعات هذه الخطوة الفاشية ستكون أكثر دموية، وقد تجرّ المنطقة بأكملها إلى دوامةٍ جديدة من المجهول، داعياً الهيئات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لوقف هذه السياسات الإجرامية ضد الحركة الأسيرة.
أ. م/ وكالات