الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

تواصل معرض “باية.. النساء في حديقتهن” إلى غاية 26 مارس المقبل

يسلط الضوء على أعمال الفنانة "باية محي الدين":

يتواصل بمتحف معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس، وإلى غاية 26 مارس المقبل، تظاهرة “نظرات على الجزائر”، التي يتم من خلالها عرض أعمال الفنانة الراحلة فاطمة حداد، المعروفة في الوسط الفني باسم باية محي الدين، تحت عنوان “باية.. النساء في حديقتهن”، وهذا بعد تنظيم معارض لكبار الفنانين التشكيليين الجزائريين، على غرار امحمد اسياخم، رشيد قريشي، محمد خدة وشكري مسلي.

يشكل المعرض، فرصة أمام الجمهور الأوروبي لاكتشاف مجموعة ثرية من اللوحات الفنية والأعمال الخزفية، التي ميزت مسيرة الفنانة باية محي الدين، الغنية التي كانت علامة في المشهد الثقافي الجزائري، وسمحت بتطور الفن المعاصر، خاصة في العالم العربي، ومن بين الأعمال المعروضة، التي طبعت مشوار الراحلة ذا الصيت العالمي، هناك “المرأة.. الطائر والأزهار”، “المرأة ذات الأزهار”، “امرأتان”، “المرأة ذات السمكة”، “الحمار الأزرق”، والعمل الخزفي “القناع الأبيض للفنان” وغيرها، واستعيرت الأعمال الفنية المعروضة من العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، على غرار الأرشيف والمتاحف الفرنسية، ومؤسسة “كمال لازار” (تونس) والمجموعات التاريخية الخاصة. تُقدم على هامش المعرض، مداخلات تتطرق إلى تحليل السياق التاريخي والاجتماعي والاقتصادي والجمالي لأعمال باية محي الدين، في كل مرحلة من حياتها، كما ستدرس هذه الأعمال من جوانب فرادتها وعالميتها.

للإشارة، الفنانة باية محي الدين ظهرت موهبتها خلال صنعها نماذج شخصيات وحيوانات جميلة من الطين، قبل دخولها عالم رسم اللوحات، لتفتتح معرضها الأول في باريس سنة 1947. وشاركت في عام 1963، في معرض “الرسامين الجزائريين”، الذي نظم للاحتفال بالذكرى التاسعة لاندلاع حرب التحرير، وأعمالها الآن معروضة في تيزي وزو، عنابة، باريس، مرسيليا، بروكسل وفي العالم العربي، كما تعتبر باية من مؤسسي “فن التصوير الجزائري الحديث”، وكانت ضمن مجموعة فناني “جيل 1930″، المتكونة من أمثال؛ محمد أكسوح، عبد الله بن عنتر، عبد القادر قرماز، محمد إسياخم، سهيلة بلبحار ومحمد خدة وشكري مسلي، وتتسم أعمالها ذات الإلهام الساذج بوفرة من النباتات والأزهار وبهجة من الألوان الزاهية، لخلق عالم سحري تسكنه الطيور والآلات الموسيقية والشخصيات النسائية بفساتين فخمة، وأشاد بباية أشهر الشعراء والفنانين العالميين، من طراز الشاعر السريالي أندري بيرون والأديب كاتب ياسين، وتعاونت في إنجاز لوحات مع الفنان العالمي بابلو بيكاسو، الذي كان أكثر من يقدر موهبتها، تم حفظ العديد من الأعمال الفنية لباية محي الدين، التي توفيت عام 1998 في مدينة البليدة، في متاحف في قطر، سويسرا، فرنسا، مالي والعديد من المتاحف الجزائرية والمجموعات الخاصة.

وصلت العديد من لوحات الراحلة باية محي الدين إلى أسعار خيالية، فلوحتها المشهورة “راقصات وعازفات” التي رسمتها سنة 1976 وصل ثمنها في المزاد العلني إلى 30 ألف يورو، فيما اشترى ثري فرنسي لوحة المرأة الطائر بـ21 ألف يورو، ووصل ثمن لوحة الراقصات والطاووس إلى 34 ألف يورو حسب موقع الخبرة الفنية “اجوت”، لتصبح هكذا من أكثر الرسامات إيرادا في تاريخ الرسم الجزائري، والقائمة طويلة.

نسرين أحمد زواوي

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى