في الواجهةوطن

وزراء الخارجية العرب يدينون “العدوان” التركي على سوريا قطر والصومال تتحفظان:

الجزائر تجدد رفضها “القاطع” المساس بسيادة الدول وتدعو إلى عودة سوريا للجامعة العربية

 

جددت الجزائر، خلال مشاركتها السبت، في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول تطورات الوضع في سوريا، رفضها “القاطع المساس بسيادة الدول مهما كانت الظروف والأحوال”، مؤكدة على تضامنها “الكامل” مع دولة سوريا الشقيقة.

وفي كلمة له بمناسبة هذا الاجتماع، أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية رشيد بلدهان، أن الجزائر تابعت “بانشغال كبير الأحداث الخطيرة الحاصلة في شمال سوريا”، مجددا رفض الجزائر “القاطع المساس بسيادة الدول مهما كانت الظروف والأحوال”، وتأكيدها على “تضامنها الكامل مع دولة سوريا الشقيقة وعلى حرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية”.

وفي ذات السياق، اعتبر السيد بلدهان أن “اللجوء إلى الخيارات العسكرية لم يحدث وأن ساهم يوما في تسوية الأزمات الدولية، بل كان دائما سببا في تفاقمها، ويبقى الخاسر الأكبر في ظل هذه الظروف المأساوية هم المدنيون العزل”، مشيرا إلى أن الجزائر “استبشرت خيرا بالتقدم المحرز مؤخرا بعد الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، مما أعطى بصيص أمل لتغليب الحل السياسي الذي لطالما نادت به بلادي منذ بداية الأزمة، لتأتي التطورات الأخيرة لتعيدنا خطوات إلى الوراء”.

وفي هذا الإطار، جدد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، “دعم” الجزائر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ودعوتها له إلى “مواصلة جهوده تجاه مختلف الأطراف الدولية المتدخلة في سورية لتقريب مواقفها والوصول إلى الهدف المشترك ألا وهو التسوية السياسية المنشودة”.

وأوضح ذات المسؤول، أن الجزائر “عملت منذ اندلاع الأزمة، كل ما في وسعها، في سبيل إيجاد حل سياسي سلمي توافقي، يحقن دم الشعب السوري الشقيق، ويلبي تطلعاته المشروعة في الحرية والديمقراطية، مع رفضها التدخلات الأجنبية في الشأن السوري الداخلي”.

كما أعرب السيد بلدهان عن أسفه أن “يعقد هذا الاجتماع لبحث تطورات الأزمة السورية في ظل استمرار غياب سوريا عن الجامعة العربية”، ودعا مجددا إلى “إعادة الشقيقة سوريا إلى الحضن العربي”.

وخلص الأمين العام إلى القول بأن “حل الأزمة السورية يدعونا جميعا أن نستجمع جهودنا كعرب لمرافقة ودعم سوريا في استعادتها لأمنها واستقرارها، وأن نعمل بإخلاص على رفع الغبن عن الشعب السوري الشقيق وتمكينه من العيش بسلام على أرضه واحترام خياراته”.

ومن جهته، أدان البيان الختامي للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، العدوان التركي على سوريا، باعتباره خرقا لميثاق الأمم المتحدة ويمثل تهديدا للأمن العربي والدولي بينما تحفظت قطر والصومال على إدانة الرافض للعدوان التركي على سوريا

وحمل البيان تركيا المسؤولية الكاملة لعداونها غير المبرر على سوريا، مطالبا مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي على الأراضي السورية.

قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ إن الجامعة تدين التدخل التركي “السافر” في سوريا، وتعتبره “غزواً”، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه التهديد التركي.

ودعا أبو الغيط، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ بالقاهرة السبت، إلى العمل من أجل التوصل إلى موقف موحد من العدوان التركي، مطالباً أنقرة بوقف “عدوانها” في سوريا وسحب قواتها منها، ومشيراً إلى أنهم يرفضون الضغط التركي على العالم بورقة اللاجئين.

أدانت الدول العربية الهجوم التركي على شمال سوريا ووصفته بـ”الغزو والعدوان”، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته. كما طالبت بعض الدول بإعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة.

قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن السعودية تدين الهجوم التركي وتدعم الحل السلمي للأزمة السورية وفق قرارات المجتمع الدولي، معتبراً أن “الاعتداء” التركي على شمال سوريا يهدد بتقويض جهود الحرب على تنظيم “داعش”، ومطالباً المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود لوقف العمليات العسكرية شمال سوريا.

وطالب وزير الخارجية المصري سامح شكري المجتمع الدولي باتخاذ كافة التدابير لوقف “العدوان التركي على  سوريا”. وقال شكري إن تركيا تحاول استغلال الوضع في سوريا لتبرير احتلالها، محملاً تركيا المسؤولية الكاملة عن تبعات “عدوانها السافر” في سوريا.

أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش فقد أكد على ضرورة التركيز على الحل السياسي للأزمة السورية ودعم مهمة المبعوث الأممي، داعياً المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الهجوم التركي على سوريا.

وخلال الاجتماع طالب ممثلو عدة دول عربية إلى إعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية، ومنهم وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، والذي ترأس بلاده الجلسة الحالية للجامعة العربية.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل “أننا لا نجتمع اليوم ضد تركيا، نجتمع اليوم من أجل سوريا” حسب الوكالة الوطنية للإعلام. وتساءل باسيل “ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية؟

م.ج

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى