30 سنة على تأسيس المحافظة السامية للأمازيغية: حصيلة إيجابية ورؤية طموحة لترقية اللغة والهوية
أكدت السيدة ياسف فريدة، إطار بالمحافظة السامية للأمازيغية، أن الاحتفاء بالذكرى الثلاثين لتأسيس الهيئة يمثل محطة هامة لاستذكار السياق التاريخي لتأسيسها، وفرصة لتقييم المسار وتجديد الالتزام بترقية الأمازيغية وتعزيز حضورها في النسيج الثقافي الوطني. جاء ذلك في تصريحاتها لبرنامج “ضيف الصباح” للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا الثلاثاء.
واعتبرت السيدة ياسف أن الأمازيغية باتت اليوم مكونًا راسخًا من مكونات الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى يتم في ظل ديناميكيات ثقافية ومؤسساتية متسارعة تعيشها الجزائر، ما يستدعي مواصلة الجهود لتثمين اللغة الأمازيغية وتعزيز التماسك المجتمعي.
توسع ملحوظ في تدريس الأمازيغية
وفي قطاع التربية، سجلت المحافظة تقدماً لافتاً في مجال تعميم تدريس الأمازيغية، إذ ارتفع عدد الولايات التي تدرّس فيها المادة من 16 ولاية في 2015 إلى 52 ولاية سنة 2025. وعبّرت السيدة ياسف عن ارتياحها لهذا التطور، مؤكدة أن الأمازيغية صارت مادة أساسية في النظام التربوي، يُمتحن فيها التلاميذ كباقي المواد.
كما أشارت إلى تخرج دفعات جديدة من الأساتذة المختصين في اللغة والثقافة الأمازيغية، مع تنظيم دورات تكوينية دورية لفائدتهم، إضافة إلى تكوين مفتشين تربويين، ما يسهم في تدعيم كفاءة الإطارات التعليمية وضمان استمرارية العملية التربوية بجودة عالية.
تعزيز حضور الأمازيغية في الإعلام الوطني
وفي مجال الإعلام، أوضحت المسؤولة أن المحافظة حرصت منذ 2015 على توسيع حضور الأمازيغية في المشهد الإعلامي، حيث تم توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة الاتصال مكّنت من إنشاء موقع إخباري بالأمازيغية على مستوى وكالة الأنباء الجزائرية. كما تم مؤخراً تفعيل اللجنة المشتركة بين الطرفين لتوسيع استخدام الأمازيغية في المنابر الإعلامية الوطنية.
وأبرزت في هذا الإطار أن عدد المحطات الإذاعية التي تبث بالأمازيغية أو بإحدى متغيراتها اللسانية بلغ 28 محطة، وهو ما يعكس تجاوبًا إيجابيًا من مختلف شركاء قطاع الاتصال مع أهداف المحافظة.
رقمنة الإنتاجات وتعزيز التحفيز الثقافي
تماشياً مع التحولات التكنولوجية، أطلقت المحافظة “المكتبة الرقمية” خلال الصالون الدولي للكتاب، والتي تتيح للزوار تصفح مختلف منشوراتها من كتب وقواميس وإصدارات علمية. كما تم إقرار “جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية” سنة 2022، وهي موجهة للمبدعين في مجالات الأدب والثقافة والبحث العلمي، بما فيهم فئة الشباب.
نقاش علمي حول ترقية الأمازيغية
بمناسبة مرور 30 سنة على تأسيسها، تنظم المحافظة لقاءً علميًا وطنيًا حول “ترقية الأمازيغية في إطار الأمن الهوياتي في الجزائر”، على مدار يومين، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس. ويضم البرنامج تسع محاضرات علمية وثلاث ورشات تفاعلية بمشاركة أكاديميين وخبراء وممثلي قطاعات وزارية، بهدف تعميق النقاش حول الهوية الوطنية من زوايا معرفية ومؤسساتية.
ويشكل هذا اللقاء الأكاديمي تتويجًا لمسار طويل من الجهود المؤسسية الرامية إلى تثبيت مكانة الأمازيغية وتعزيز دورها في بناء مجتمع متماسك يعكس تنوعه الثقافي والهوياتي.
ل.خ
