2.2 مليون زائر لصالون الدولي للكتاب

 

أسدل معرض الجزائر الدولي للكتاب أول أمس ستارة دورته الـ 23 وانتهت أيامه الـ 12 التي كانت حافلة بنشاطات واسعة ، وبحضور جمهور غفير فاق التوقعات حيث وصل إلى 2 مليون و200 ألف زائر، وبهذا تكون طبعة هذه السنة قد حققت الرقم القياسي في عدد الزوار مقارنة مع السنوات الماضية التي لم يتعدى فيها عدد الزوار المليون و300 ألف زائر، وهو رقم  يدعو إلى التفاؤل في ظل “الكتاب يجمعنا” شعار المعرض.

تشير الإحصائيات المبدئية التي صرح بها محافظ الصالون حميدو مسعودي، إلى أن نسبة الزوار قد فاقت التوقعات حيث تجاوزت 2 مليون و300 ألف زائر، وقد تجاوز حضور 276 ناشر جزائري، وأكثر من 700 أجنبي عرضت ما يزيد عن 300 ألف عنوان، فيما بلغت عدد الفعاليات الثقافية والأنشطة الموازية والمصاحبة للمعرض ما يتجاوز 20 ندوة وأكثر من 55 حفل توقيع الكتاب، وهذا ما يؤكد نجاح هذه الدورة، وقد عرف اليوم الأخير من الصالون الدولي للكتاب توافد عدد كبير من الجمهور، طافوا عبر أجنحة المعرض رغم شروع العديد من دور النشر في سحب إصداراتها من على الرفوف.

وقد كشف محافظ الصالون حميدو مسعودي، في ختام الدورة 23 وفي ندوة صحفية تقيمية نشطها في الصالون، أن هذه الطبعة سجلت توافد 2 مليون و300 ألف زائر وصلت ذروتهم يوم أول نوفمبر بـ 630 ألف زائر، من جهته أخرى أشار إلى أن محافظته قد عملت على سحب ثمانية عناوين منذ افتتاح الصالون تتحدث عن السحر والشعوذة دون ذكر أسماء الناشرين والبلدان التي ينتمون إليها وهي كتب تخالف المادة الثامنة من قانون الكتاب لسنة 2015، كما أضاف مسعودي بأن سيلا 23 استقبل 1016 دار نشر بعد انسحاب دار نشر جزائرية واحدة وغلق جناح إيراني للأسباب قانونية وموضوعية تتعلق بمخالفة القانون الداخلي للصالون كما ذكربه.

وفي رده على سؤال حول ارتفاع أسعار الكتب وخصوصا العلمية منها والأكاديمية وكتب الأطفال أرجع المتحدث هذه الزيادات إلى تغيرات قيمة الدينار الجزائري في سوق العملات. وتأسف مسعودي من ناحية أخرى لما وصفه بضعف الميزانية التي بلغت هذا العام “60 مليون دينار جزائري أي بانخفاض يقدر بـ 25 بالمائة عن ميزانية العام الماضي كما قال، وعن إمكانية السماح مستقبلا بالبيع بالجملة كما دعت إليه العديد من دور النشر العربية رفض مسعودي بالمطلق هذه الاحتمالية على أساس أن القانون الداخلي للصالون يمنع البيع بالجملة.

وعاد مسعودي في حديثيه لوضعية قصر المعارض وقال بهذا الصدد إن قصر المعارض لم يعد قادرا على تنظيم مثل هذه التظاهرات، مشيرا إلى أن سقوط الأمطار في الفترة الأخيرة تسببت في بعض الخسائر على مستوى عدد من أجنحة العارضين، وبخصوص عملية سبر الآراء حول الصالون والتي تتكفل بها هيئة مختصة قال المتحدث إن نتائجها سيتم الإعلان عنها في غضون 15 يوما، وذكر المتحدث على هامش الندوة الصحفية، أنه لم يتم بعد تحديد موعد تنظيم الطبعة الـ 24 للصالون الدولي للكتاب، حيث اكتفى بالقول بأن هذه التظاهرة الكبيرة ستبقى وفية لموعد الفاتح نوفمبر، ومتماشية مع عطلة الخريف، بهدف جلب أكبر عدد من الجماهير، مشيرا إلى احتمال استضافة المملكة الأردنية كضيف شرف في معرض الكتاب القادم.

…وزير الثقافة يسلم مجموعة من الكتب للجمهورية الصحراوية

سلم وزير الثقافة  عز الدين ميهوبي في ختام الصالون الدولي للكتاب في دورته 23 ،سبعة ألاف نسخة من مؤلفات أدباء ومثقفين صحراويين ساعدت الجزائر في طبعها للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهي كتب يعود تاريخ صدورها إلى 2016 و2017، ويندرج ذلك في إطار التعاون الثقافي بين وزارتي الثقافة للبلدين، ومن بين عناوينها الديوانين الشعريين  “أمجاد شعب” للحسين إبراهيم و”أدريميزة” لبيبوه بدي الحاج وكذا المجموعة  القصصية “زفاف في الزنزانة” لخديجة حمدي بالإضافة إلى كتاب “الدليل الثقافي  للمعلم الصحراوي” لمؤلفه غالي أحمد لعبيد، وقال وزير الثقافة إن تسليم هذه الإصدارات هو بمثابة عربون تواصل بين  البلدين وخطوة أولى في عملية إصدار مجموعة كتب مرشحة للطبع عن أدب الصحراء  الغربية وكتابها والتي تبرز نضال هذا الشعب المقاوم، كما‏ تتضمن كتبا تعرف بها أدب وتراث الشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تأتي تطبيقا لاتفاقية التعاون الثقافي بين وزارتي البلدين.

ومن جانبه عبر السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر الطالب عمر عن شكره لهذه اللفتة الطيبة معتبرا أن هذا الإسهام سيغني المكتبة الصحراوية وسيساهم في التعريف بكفاح الصحراوي.

.. حجز كتب تسيء للإسلام في صالون الكتاب

كما عرفت الدورة 23 للصالون الدولي للكتاب، حجز عدة كتب معظمها كتب تمجد الإرهاب، وتسيء للدين الإسلامي، إضافة إلى كتب مسيئة للآداب العامة كالتي تروج للشذوذ الجنسي، وكان قد صرح رئيس مفتشيه أقسام الجمارك بوزيد دحية، أن عملية الرقابة التي شملها المعرض أسفرت عن حجز قواميس وخرائط تفيد بمغربية الصحراء الغربية، كما تم إغلاق جناح دار أهل البيت الإيرانية التي عرضت كتبا تسيء للصحابة، وفي ذات السياق، أشار المتحدث أن أعوانه قاموا بمنع 15 عنوانا خلال المراقبة الآنية قبل انطلاقة المعرض، ومنعوا دخولها ضمن الحاويات الـ 33 التي تم استقبالها على مستوى مصالح مفتشيه أقسام الجمارك، ليتم حجز  54 عنوانا غير قابل للعرض مرة أخرى على مستواها، أما فيما يتعلق بالكتب الجزائرية فقد خصصت لجنة القراءة هي التي كانت مكلفة بمتابعة عملية الرقابة والقيام بعملية منعها من العرض.

للإشارة، شهدت الطبعة 2″ من صالون الدولي للكتاب الذي نظمت من الفترة ما بين 29 أكتوبر إلى غاية 10 من نوفمبر، مشاركة الكاتب الصيني الكبير مو يان، صاحب نوبل للأدب في 2012، والمخرج الفرنسي اليوناني كوستا غافراس، اللذين أسدى لهما رئيس الجمهورية وسامين من مصاف الاستحقاق الوطني برتبة أثير.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version