51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تروج لظاهرة “الحرقة”

انتشـال 119 جثـة وتسجيـل 96 مفقودا خلال 2018

 

 

كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي،  السبت بالجزائر العاصمة،عن فتح خلال سنة 2018 ما يقارب 200 قضية تتعلق بظاهرة الحرقة على مستوى العدالة، قدم على إثرها 344 شخصا أدين منهم 24 شخصا بالسجن.

وقال السيد بدوي في كلمة ألقاها خلال اشرافه على افتتاح أشغال منتدى وطني حول ظاهرة الحرقة “اعطينا تعليمات صارمة للمصالح الأمنية بتكثيف التحقيقات وتركيز الجهود وتوجيهها نحو تفكيك شبكات التهريب ومحاربة منظمي الرحلات، وأن تكون هذه الأعمال ضمن أولويات خططها العملياتية”، مؤكدا أن ” هذه المساعي كشفت خيوط مجموعة من الشبكات وسمحت بفتح ما يقارب 200 قضية على مستوى العدالة وتقديم 344 شخصا امام الجهات القضائية خلال سنة 2018، أدين 24 منهم بالسجن النافذ لسنوات عديدة “.

وبعد ان أبرز الوزير ان “المجهودات لا زالت متواصلة للكشف عن عدد معتبر من هؤلاء المهربين وتحديد هويتهم” أوضح أن  “مثل هذا العمل والتنظيم ليس وليد الصدفة، بل هو امر مخطط بإحكام ومنسوج بدقة من قبل اناس يمتهنون، للأسف هذه الحرفة المقيتة”، مشيرا الى أن “تحقيقات المصالح المختصة توصلت الى انه من بين عوامل تنامي هذه الظاهرة هم أشخاص ينظمون هذه الرحلات ويرتبونها بشكل دقيق ويحسنون محوآثار افعالهم الإجرامية ويطلق عليهم شبكات تهريب الحراقة ” الذين –كما قال –”باعوا ضميرهم واعميت الأطماع بصيرتهم، فصارت حياة هؤلاء الشباب لا تعنيهم”.

وأضاف في نفس السياق انه تم ” كشف أمور يندى لها الجبين وتكشف وحشية هؤولاء المهربين ومدى فقدانهم لكل معاني الإنسانية ” من خلال “دفعهم بشباب بريء وغير مدرك للمخاطر على متن قوارب كثير منها غير صالح للابحار وبعتاد غير ملائم ويفتقد لأدنى شروط الأمن والسلامة”. وبهذه المناسبة دعا الوزير كافة أسلاك الأمن الى “مزيد من التضحية والجهد قصد افشال هذه المخططات التي تحاك هنا وهناك للايقاع بالشباب في هذا الحلم الكاذب والمميت، أبطاله مجرمون يسعون للمال على حساب أرواح شبابنا المغرر بهم”، متوعدا بأنهم “سينالون العقاب اللازم بحجم ما سببوه من ألام، وان العدالة لن تتسامح معهم”.

.. تحديد 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تروج لظاهرة “الحرقة”

أعلن وزير الداخلية انه تم تحديد 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بالترويج لظاهرة الحرقة. وقال بدوي أن “شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقاتها بظاهرة الحرقة هي زاوية مظلمة وأصبحت الفضاء المفضل لمنظمي رحلات الحرقة والترويج لخدماتهم واصطياد ضحاياهم من الأبرياء متخفين وراء أسماء مستعارة في صفحات على الفايسبوك تشمل مضامين تشجع على الحراقة وتحرض الشباب عليها وتقترح عليهم رحلات الموت المبرمجة مقابل مبالغ مالية معتبرة”.

وأوضح انه “تم تحديد 51 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي مختصة في الترويج لهذه الظاهرة، كما تم تحديد عدد من مسيريها وأنجزت ملفات قضائية ضدهم”. وحذر الوزير في ذات السياق من “بعض الذين يعتلون منابر الإعلام للترويج لخطابات التيئيس ونشر الإحباط وقتل الأمل والتحريض على الحرقة بخطابات جوفاء  تبعث على المجازفة والموت”، داعيا هؤلاء إلى “الكف عن المتاجرة بأرواح الشباب والعبث بمستقبلهم طمعا في مغانم معروفة”.

ولفت أيضا إلى “خطورة دعائم صارت تستغل للترويج لأغاني شبابية مليئة بالإحباط واليأس”، مشيرا الى أن أصحابها “لا يدركون خطورتها وحجم الضرر الذي ينجم  عنها”. وذكر السيد بدوي بالمناسبة أن الهدف من هذا المنتدى هو”خلق مساحات للتشاور وتبادل الرؤى والأفكار تسمح بدراسة هذه الظاهرة وفق منهجية علمية ونظرة  تشاركية وكذا تشخيص أسبابها واقتراح حلول يمكنها ان تساعد السلطات العمومية في تنظيم سياساتها بخصوص هذه الظاهرة الاجتماعية”، مبرزا دور المجتمع المدني في محاربة الحرقة ودراسة كيفيات تفعيل وتعزيز الآليات المساعدة على ترقية العمل الجمعوي.

.. انتشـال 119 جثـة وتسجيـل 96 مفقودا بسبب الحرقة خلال 2018

تم خلال سنة 2018 انتشال 119 جثة أشخاص و96 حالة مفقود بسبب ظاهرة الحرقة عبر البحر. وقال بدوي أن”اللجان الولائية المكلفة بالملف سجلت خلال سنة 2018 مجموع 119 حالة انتشال لمهاجرين عبر البحر وكثير منهم لم ينطلقوا من الجزائر إلا ان التيارات حملتهم إلى شواطئنا”، مبرزا في نفس السياق أن “هناك حالات لا تقل ألما ووجعا” ويتعلق الأمر “بشباب ركبوا البحر خفية ولم يظهر عليهم أي خبر الى اليوم وهم المفقودين وقد بلغ عددهم خلال نفس السنة 96 حالة”.

أكد ان “السلطات المختصة تعمل بلا هوادة للبحث عنهم وتتبع أثارهم للكشف عن مصيرهم وإراحة أهاليهم”، مشيرا كذلك الى ان “عشرات الاشخاص تم انقاذهم في أعالي البحار وتم إرجاعهم ومنعهم من الإقدام على هذه المخاطرة”.ان هذه المعطيات -يضيف الوزير -” بقدر ماتعبر عن حجم المأساة وخطورتها بقدر ما يجب ان تستنهض كل القوى والعزائم لتفسير الوضع وتحليل آليات وعوامل تطور هذه الظاهرة “.

وبهذه المناسبة نوه بدوي بـ” المجهودات الجبارة ” التي تبذلها قوات البحرية وحرس السواحل وكافة أسلاك الأمن “لحماية الشباب وانقاذهم”وكذا “عملهم الكبير في محاربة الأشخاص الضالعين في تنظيم رحلات الموت”، داعيا ذات المصالح الى “مزيد من التضحية لإفشال المخططات التي تحاك من قبل مجرمين يسعون للمال على حساب أرواح الشباب المغرر بهم”.

 

يذكر أن أشغال هذا المنتدى الذي سيدوم يومين فرصة لدراسة هذه الظاهرة من مختلف الجوانب وفضاء للتشاور والتحاور بين مختلف الفاعلين المعنيين، بهدف تشريح الوضع في أربعة ورشات أساسية تتضمن مواضيع حول “التحسيس والاتصال وفضاء الأنترنيت: من أجل عمل وقائي مشترك” و”إدماج الشباب في الميدان الاقتصادي: حقائق وعوائق ورهانات” و”البرامج الخاصة بالشباب المتعلقة بالثقافة والترفيه: بين الواقع والتطلعات من أجل جانبية أكبر” إلى جانب “دور تنظيمات المجتمع المدني في التكفل بالشباب: العمل الجواري، الوساطة والعمل الموحد في إطار شبكي “.

م.ج

Exit mobile version