سياسة

الطلبة في أول مسيرة رمضانية وأسهم الإبراهيمي ترتفع

 نظم الطلبة الجامعيون، اليوم الثلاثاء، تجمعا أمام ساحة البريد المركزي رددوا خلاله الشعارات المناهضة للنظام القائم، مبدين عزمهم على مواصلة الإحتجاج حتى تحقيق جميع المطالب. وقال أحد الطلبة: “نؤيد مرحلة إنتقالية لكن نحن من يشكل الحكومة”، بينما طالب آخر بـ”محاكمة جميع المتهمين دون تمييز مع منح كل المتهمين حقوقهم في الدفاع أنفسهم”. وأبدى آخرون عزمهم على مواصلة الإحتجاج مؤكدين أن الصيام لن يوقف عزيمتهم في الإحتجاج حتى تحقيق مطالب الشعب.

كما شهدت أغلب جامعات الوطن توقفا عن الدراسة بسبب الإضراب المتواصل منذ بدء الحراك الشعبي، ولا يبدو أن الطلبة سيتوقفون عن إضرابهم رغم أن شبح السنة البيضاء يلوح في الأفق حيث اعتبر كثير منهم أن “سنة بيضاء أفضل من مستقبل أسود”. واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر عمار عبد الرحمن أن الحديث عن سنة بيضاء غير مطروح في الوقت الراهن لأنها تؤثر على الوافدين الجدد. ويرى كمال رزيق الأستاذ بجامعة البليدة أن هناك عددا من الحلول لتفادي شبح السنة البيضاء لأنها ستنعكس سلبا على الطلبة الجدد.

وبات وزير الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، الشخصية الشعبية رقم واحد في الأيام الأخيرة، بعدما دعاه متظاهرو حراك 22 فبراير، إلى قيادة المرحلة الانتقالية بدلًا عن رئيس الدولة الحالي، عبد القادر بن صالح، الذي يُواجه رفضًا عارمًا. ورفع طلبة الجزائر العاصمة، في المسيرة الحادية عشر لهم، الثلاثاء، لافتة كبيرة كُتب عليها: “الطالب يريد شخصية توافقية”، جاءت مرفوقة بصورة أحمد طالب الإبراهيمي.

وفي الجمعة السابقة، عبّر المتظاهرون عن رفضهم القاطع، إجراء الإنتخابات الرئاسية المقرّرة يوم الرابع من جويلية، كما تردّد اسم الإبراهيمي لقيادة المرحلة الانتقالية. وقبل أيام، أطلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبادرة لـ”تفويض” وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، لقيادة مرحلة انتقالية، ولقيت المبادرة تفاعلًا على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، التهامي مجوري، في تصريح له إن: “الساحة السياسية، بأغلبيتها الساحقة، تُطالب الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، بأن يُدعى ويوافق كرئيس توافقي لمرحلة انتقالية”.

يشار إلى أن أحمد طالب الإبراهيمي هو ابن العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، وأحد مؤسسيها رفقة الشيخ عبد الحميد باديس رئيسها الأول. وبتاريخ 18 فيفري، أي قبل إنطلاق الحراك الشعبي، أعلنت جبهة العدالة والتنمية، أن رئيسها عبد الله جاب الله، إلتقى بوزير الخارجية الأسبق، وأحد المنسحبين من رئاسيات أفريل 1999 أحمد طالب الإبراهيمي بمنزله الواقع بأعالي العاصمة.

وحول المغزى من اللقاء، قال الإبراهيمي، إنه: “يدعم المترشح المشترك للمعارضة إن تم الاتفاق بشأنه”، لكنه أكد بالمقابل: ” أنا تركت السياسة نهائيًا في 2005، وأنا أعتني بوضعي الصحي لا غير”.

وجاءت زيارة جاب الله لأحمد طالب الإبراهيمي، بالتزامن مع المبادرة التي أطلقتها جبهة العدالة والتنمية حول تقديم مترشح مشترك للاستحقاق الرئاسي الذي كان مقررًا يوم 18 أفريل 2019، قبل أن يتم تأجيله بقرار من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في أعقاب انتفاضة شعبية عارمة أسقطت مخطط ترشحه لعهدة رئاسية خامسة وهو في وضع صحي لا يسمح له بذلك.

وفي عام 2014 أعلن وزير الخارجية الأسبق رفقة اللواء المتقاعد رشيد بن يلس وعلي يحي عبد النور، رفضهم للعهدة الرئاسية الرابعة للرئيس بوتفليقة، وقالوا حينها: “أنه ينبغي أن تكون الانتخابات المقبلة فرصة لإجراء إصلاح شامل، ولابد أن لا يسمح بالترشح للرئاسة الآن إلا للقادة الذين ما يزالون في مقتبل العمر فقط، ويتمتعون بكامل القدرات الجسدية والفكرية”. والإبراهيمي من الشخصيات التي اختارت البقاء بعيدًا عن المشهد الإعلامي والسياسي في السنوات الأخيرة، لكن الحراك الشعبي أعاده إلى الساحة فكيف سيكون رد أحمد طالب الإبراهيمي على دعوات الشارع والجزائر تعيش منعرجًا تاريخيًا حاسمًا؟

رضا. ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى