فيلمان جزائريان تعرضهما “نتفليكس” ضمن مجموعة “لأنها أبدعت”
اختارت منصة “نتفليكس” فيلمان جزائريان، لعرضهما ضمن مجموعة جديدة من الأفلام تحت عنوان “لأنها أبدعت”، ويتعلق الامر بفيلم “باركور” للمخرجة فاطمة زعموم وفيلم “الغرفة” للمخرجة الجزائرية لطيفة سعيد، إلى جانب 19 فيلما لمبدعات في مجال إنتاج الأفلام من مختلف أرجاء العالم العربي، على غرار الملكة العربية السعودية، مصر، الأردن، الكويت، السودان، تونس، فلسطين، سوريا ولبنان.
وتأتي مبادرة نتفليكس بإطلاق هذه المجموعة إلى تسليط الضوء على أعمال بعض منتجات الأفلام في العالم العربي وعرضها أمام جمهور عالمي أوسع ، حيث وتقدّم الباقة لمحة عن القدرة الإبداعية لبعض المواهب النسائية في مجال السينما من عالمنا العربي. وعلى الرغم من أنّ هذه الأفلام تتميّز بطابع وببصمة عربية أصيلة، إلّا أنّ المواضيع التي تناقشها تُلامس النساء في جميع أنحاء العالم، وتجمعهن معاً من خلال محتوى مؤثر وجميل يعبّر عن اهتماماتهن وشغفهن.
وبالعودة إلى الفيلم الجزائري الذي تم اختياره “باركور” للمخرجة الجزائرية فاطمة زعموم، فهو فيلم درامي تدور أحداثه في نصف يوم فقط بقرية بعيدة عن المدينة عندما يتجه الجميع إلى قاعة الأعراس لأسباب متباينة، منهم البائع المتجول والعاملة في المطبخ والمغنية وغيرها، لديهم جميعًا دوافعهم المختلفة لحضور زفاف خالد وكميلة، ويناقش الفيلم واقع مجتمعاتنا العربية والأفكار والعادات والتقاليد، والأحكام المسبقة وكذا التهميش المتعمد للمرأة، وكذا المخدرات وظاهرة التفكك الأسري وموضوع أزمة السكن بطابع جديد ومختلف عن الطرق الكلاسيكية، ويشارك في بطولته عديلة بنديمراد، عبد الرحيم بعرور، لبنى بوشلوخ، محمد بونوغاز، نجية لعراف، هدى هاشمي، نزيم حلاجة، محمد لاترام، عبد الرحيم بروان، محمد بريك شاوش، ربيعة سلطاني والطفلة لالي.
وتعتبر فاطمة الزهراء زعموم واحدة من الأسماء السينمائية، التي تشتغل على أكثـر من صعيد، تحفر في تجارب فنية مختلفة.. تربت وكبرت في برج منايل وتخرجت في سن الواحدة والعشرين (1988) من المدرسة العليا للفنون الجميلة، وتتنقل مباشرة إلى فرنسا أين درست السينما وتخرجت من جامعة السوربون (1995)، أصدرت أعمالا أدبية وأخرى متخصصة في الفنون الجميلة، من بينها “25 فنانا جزائريا”، “إلى الراحلين”، و”كيف دخنت كتبي”، وبرزت في فضاء السينما، ونالت اهتماما في فرنسا وفي الجزائر، عبر الفيلم القصير الموسوم “كرة من الصوف” الذي سافر عبر كثير من الدول والمهرجانات العالمية ونال كثيرا من الجوائز والتشريفات، ويعد فيلم “زهار” هو أول فيلم روائي لها عام 2009، والذي يصف مشاهد العنف الذي عاناه الجزائريون في التسعينيات وفي عام 2011 أنتجت فيلمها الروائي الثاني “قداش تحبني”.
كما تضم المجموعة المختارة فيلم “حرمة” للمخرجة السعودية عهد كامل، و”بنت وردان” للمخرجة الكويتية ميساء المؤمن، وفيلم “ليالي بلا نوم” للمخرجة المصرية ماجي مرجان، وفيلم “بيت سلمى” للمخرجة الأردنية هنادي عليان، “فيلا توما” لسهى عارف، و”مجنون فرح” من إخراج ليلى بوزيد، وفيلم “الست” لسوزانا ميرغني والفيلم الوثائقي “احكيلي” غيرها الكثير، وتتميز قصص الأفلام التي تنقسم بين أعمال وثائقية ودرامية، بمناقشتها لمواضيع تلامس قضايا المرأة في جميع أنحاء العالم، لتجمعهن معًا من خلال محتوى مؤثر وجميل يعبّر عن اهتماماتهن وشغفهن، ضمن طابع وبصمة عربية أصيلة.
وقالت نهى الطيب مديرة الاستحواذ على المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى نتفليكس “نحن فخورون بقدرتنا على تقديم مزيد من القصص لمنتجات أفلام عربيات، والتي يمكن أن تلقى صدىً بين النساء من مختلف مشارب الحياة وشتّى أنحاء العالم. كما أن وجود مزيد من النساء خلف الكاميرا سيكون له تأثير أكبر على طريقة تقديم المرأة أمام الكاميرا، وسوف تستعرض قصص هذه المجموعة أعمالًا رائعة لبعض من أشهر منتجات الأفلام في المنطقة، ليكون صوتهنّ مصدر إلهام للمجتمع الإبداعي الأشمل، وللإضاءة على أهمية التمثيل العادل في مجال السرد القصصي”.
للإشارة، كانت نتفليكس قد أطلقت العام الماضي منصة “لأنها أبدعت” في شكل جلسة حوارية تطرقت إلى الدور المتطوّر للمرأة في إنتاج الأفلام في العالم العربي، وذلك بمشاركة منتجات أفلام عربيات، وفي أعقاب النجاح الذي حققته المنصة، تعاونت نتفليكس مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتنظيم النسخة الثانية من “لأنها أبدعت” على شكل جلسة حوارية مع الممثلة التونسية هند صبري.
نسرين أحمد زواوي