ثقافة وفن

التأكيد على أهمية الترجمة الذكية في تكريس الذكاء الاصطناعي

خلال ملتقى "الترجمة والهويّة...أيّة علاقة وأيّ تأثير؟ "

أكّد المشاركون في الملتقى الوطني حول “الترجمة والهويّة…أيّة علاقة وأيّ تأثير؟ “، الذي احتضنه، أول أمس، المجلس الأعلى للغة العربية، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة المصادف 30 سبتمبر من كل سنة، على ضرورة الاستثمار الفعال في الترجمة نظرا للدور الذي تلعبه في الحفاظ على المرجعية الثقافية، لاسيما البعد الفكري والهوياتي للأمة.

وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس المجلس البروفيسور صالح بلعيد، “إن الترجمة تلعب دوراً حضاريا وثقافياً وعلميا، وإن المتتبّع لتطور الحضارات الإنسانية، وتنامي التقدم العلمي الإنساني يجد أن الترجمة ظاهرة تسبق كل إنجاز حضاري لأية أمة كانت، لتستمر في مواكبة النمو الحضاري، وإن البلدان الناهضة والساعية للالتحاق بركب التقدم، تهتم بنقل أسرار التكنولوجيا والصناعات والعلوم المختلفة إلى لغاتها، لتصبح متاحة لأبنائها بلغتهم التي درجوا على استخدامها، ولينتقلوا بعد ذلك إلى مرحلة التفكير والتطوير وإحراز التقدم والسبق، ومن خلال هذا، نرى أن العالم المتقدم قد وضع الدول النامية أمام تحد صعب، إما أن تواكب التطور العلمي المتواصل أو تندثر”، كما أكد على أهمية الاستثمار في الترجمة الآلية والقيام بحملات ترجمية وطنية وعربية ودولية باستغلال التطبيقات والبرمجيات الالكترونية، كما دعا إلى ضرورة العمل على تفعيل مكانة اللغة العربية من خلال الترجمة للاستفادة من لغات العالم وكذا ربطها مع المؤسسات الترجمية وجعلها وسيلة نقل للثقافات والعلوم وكذا مختلف الفنون، كما أكد البروفيسور على أهمية تطوير تطبيقات وبرمجيات إلكترونية في شتى الميادين، داعيا إلى التركيز على اللغات العلمية العالمية التي تحمل محتويات فكرية وعلمية وأدبية، وقد شدد في هذا الإطار على أهمية الترجمة الذكية معتبرا إياها الطريقة الأقوى والأمثل في تكريس الذكاء الاصطناعي.

من جانبه أكد الدكتور عبد الحفيظ شريف أستاذ بجامعة العقيد أكلي محمد أولحاج – البويرة، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لإبراز واقع الترجمة ودورها في تقارب الثقافات والولوج الى الأعمال العلمية والأدبية المنجزة بلغات اجنبية، مشيرا إلى أن التحدي يكمن في الحفاظ على خصائص الهوية الوطنية كون اللغة وسيلة أساسية لتوصيل الهوية، كما أشار أيضا إلى أن المداخلات ستشكل إضافة نوعية تستغل مخرجاتها فيما يعود بالنفع على الحركة العلمية والأدبية العربية.

في حين أكد الدكتور نور الدين غوالي مستشار رئيس الجمهورية، في مداخلته، أن موضوع الترجمة مهم جدا ولا بد من إعطائه بعدا أقوى مما هو عليه، مشيرا بأن رئيس الجمهورية أولى اهتماما بالغا للذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء مدرسة عليا مختصة في الذكاء الاصطناعي ومدرسة عليا أخرى للإعلام الآلي إلى جانب وحدات أخرى للتكوين في هذا المجال، ودعا في سياق ذاته الى ضرورة التنسيق مع هذه المدارس لتطوير تطبيقات إلكترونية في الترجمة لإعطاء رؤية عالمية للأعمال الجزائرية المنجزة باللغة العربية، فضلا عن التكوين في الترجمة والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، كما دعا إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالترجمة كونها تساهم في تعزيز المرئية والتعامل مع الغير والاستفادة من الأعمال القيمة المقدمة من طرف الباحثين، قائلا “للترجمة وظيفة مهمة جدا يجب أن نعطيها بعدا أكثر على ما هي عليه الآن”، مضيفا “الترجمة ستساعد على الاستفادة من أعمال الخبراء والأساتذة، ويجب هيكلة قوية تشاركية بين أهل الاختصاص، لتحقيق انطلاقة كبيرة في كثير من الأعمال”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى