إقتصادالأخيرةفي الواجهة

صندوق النقد الدولي: تحسن آفاق الاقتصاد الوطني.. وتسارع وتيرة التضخم

قال صندوق النقد الدولي إن آفاق الاقتصاد الجزائري تحسنت على المدى القريب بشكل ملحوظ، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، في وقت سجل فيه التضخم أعلى معدل له منذ 25 عاما.

جاء ذلك في تقرير صادر عن الصندوق خلال وقت متأخر أمس الاثنين، في أعقاب اختتامه مشاورات المادة الرابعة مع السلطات الجزائرية. وذكر البيان أن بعثة من صندوق النقد الدولي زارت الجزائر العاصمة بين 6 و21 نوفمبر الجاري لإجراء مشاورات مع السلطات الجزائرية.

وأوضحت البعثة أن ارتفاع أسعار المحروقات (نفط وغاز) يساعد على تعزيز تعافي الاقتصاد الجزائري بعد صدمة جائحة كورونا، وقد أدت الإيرادات الاستثنائية للمحروقات إلى تخفيف الضغوط على الحساب الجاري لميزان المدفوعات والمالية العامة.

وأضافت أنه من المتوقع أن يسجل رصيد الحساب الجاري في 2022 أول فائض له منذ 2013، في وقت ارتفعت فيه الاحتياطيات الدولية إلى 53.5 مليار دولار أميركي بنهاية سبتمبر ، مقارنة مع 46.7 مليار دولار عام 2021.

وبلغت صادرات الجزائر من خارج قطاع المحروقات بنهاية سبتمبر الماضي 5 مليارات دولار، وتتوقع السلطات أن تصل إلى 7 مليارات بنهاية العام، في رقم تاريخي غير مسبوق منذ الاستقلال. وتوقعت المؤسسة المالية الدولية أن يستمر تعافي اقتصاد الجزائر من صدمة جائحة كوفيد-19، مع تسارع نمو إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات إلى 3.2% في 2022، مقارنة مع 2.1% في 2021.

ولاحظ الصندوق تسارع وتيرة التضخم في الجزائر كما هي الحال في العديد من البلدان الأخرى، واصفا إياه بـ”مصدر قلق كبير”، بعد أن بلغ متوسطه على أساس سنوي نحو9.4% في الأشهر الأخيرة، وهو مستوى لم يسجل على مدار 25 عاما.

وترى بعثة النقد الدولي أن استمرار الاعتماد الكبير على إيرادات المحروقات والزيادة الكبيرة في الإنفاق العام المتوقع لعام 2023 يؤديان إلى مخاطر ملحوظة على المالية العامة، وسط تقلب أسعار المواد الأولية.

..بوغادي: تقرير الأفامي حول موضوعي بالنظر إلى المؤشرات الإيجابية

كشف المحلل الاقتصادي الدكتور حمزة بوغادي عن العوامل التي سمحت بالتعافي السريع للإقتصاد الوطني بعد جائحة كورونا من بينها الاستجابة السريعة للحكومة في التعامل مع الجائحة واتخاذ جملة من الإجراءات الخاصة بحماية الإنتاج والوظائف والإقتصاد الوطني.

وأوضح حمزة بوغادي خلال نزوله الثلاثاء  ضيفا على القناة الإذاعية الأولى في برنامج “ضيف الصباح” أن الجزائر وفقت إلى حد بعيد في وضع استراتيجية لمواجهة جائحة كورونا على غرار إتخاذ إجراءات على المستوى البنك المركزي لتمديد اجال دفع الديون بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية وكذا الدعم المالي للأسر والطبقات الهشة والموظفين خلال الأربعة أشهر الأولى لجائحة كورونا.

ويرى ضيف الصباح أن الاستنتاجات والتقارير التي خرج بها خبراء صندوق النقد الدولي خلال الزيارة التي يقومون بها إلى الجزائر أنها استنتاجات موضوعية بالنظر الى المؤشرات الإيجابية الواضحة للعيان من بينها ارتفاع  أسعار المحروقات والإيرادات الاستثنائية  التي أدت إلى تخفيف الضغوط على الحساب الجاري لميزان المدفوعات والمالية العامة مع تسارع نمو إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات إلى 3.2 بالمئة في سنة 2022 وكذا تطور الصادرات خارج المحروقات .

وأرجع المحلل الاقتصادي الدكتور حمزة بوغادي أن التقارير الإيجابية التي توصل إليها خبراء “الأفامي” بخصوص تعافي الاقتصاد الجزائري إلى مخطط التطوير الذي قامت به وزارة الطاقة والمجلس الأعلى للطاقة وتطوير الكثير من الاكتشافات الطاقوية أين بلغ إنتاج النفط أكثر من مليون برميل يوميا بعد تراجع في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة علاوة على ذلك الشراكات والإتفاقيات النوعية التي أبرمتها الجزائر مع مختلف الشركاء الأوروبيين على غرار إيطاليا والصين بالإضافة إلى انتهاج الجزائر لسياسة الإصلاح الهيكلي المتعلقة بقانون الاستثمار والمراسيم المرتبطة به وإعادة بعث العديد من المشاريع المجمدة التي وقف عليها شخصيا رئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون وإعادة فتح عديد المصانع المتوقفة.

.. الخروج السريع من الاعتماد على النفط أبرز تحدي يواجه الحكومة

وبخصوص الميزانية العامة لسنة 2023 يرى حمزة بوغادي أنه ثمة زيادة في الإنفاق خصوصا في سلم الأجور باعتبار أن الكادر والعنصر البشري مهم في تحقيق هذا الطموح الاقتصادي الذي تسعى الجزائر لتحقيقه والوصول إليه.

وأشار بوغادي إلى ضرورة المواصلة في سياسة الإصلاح المالي  من خلال إعادة توجيه الدعم الاجتماعي والذي يمثل الحلقة الأكبر في الميزانية وهو ما ذهبت إليه تقارير خبراء صندوق النقد الدولي .

وختم الدكتور حمزة بوغادي حديثة بإبراز التحديات التي تواجه الحكومة والمتمثلة في الخروج السريع من الاعتماد على النفط والمحروقات والغاز والاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية على غرار الإصلاحات البنكية والمالية والجبائية وضرورة الانفتاح على الأسواق الخارجية واستقطاب التمويل الخارجي على كل استثمارات أجنبية مباشرة

س.ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى