في الواجهةوطن

العطش يضرب عدة مناطق من الجزائر ووعود الوزارة مجرد حبر على ورق

 

 

 

لم تكن وعود وزارة الموارد المائية وشركتي الجزائرية للمياه و”سيال” بتوفير المياه خلال أيام العيد الأضحى مجسدة على أرض الواقع، فقد كذبت الاحتجاجات التي شهدتها العديد من المناطق على غياب المياه عن الحنفيات.

وفي مدينة الأخضرية (شمال غرب البويرة)، قام عشرات المواطنين الثلاثاء بغلق جزء من الطريق السيار شرق- غرب احتجاجا على نقص التزويد بمياه الشرب الذي يتواصل منذ عدة أشهر، حيث وضع المحتجون ومعظمهم من الشباب الحجارة وجذوع الأشجار لغلق الطريق الأمر الذي تسبب في اختناق مروري كبير مما دفع بمصالح الدرك الوطني للتدخل وإعادة فتح الطريق السيار أمام مستعمليه الذين حوصروا في الطريق لمدة ساعتين.

وأوضح بعض الشباب “نريد ماء الشرب. الحنفيات جافة منذ عشية عيد الأضحى. أغلقنا مقر الجزائرية للمياه غير أن أي مسؤول لم يكلف نفسه بالاستماع لانشغالاتنا فقررنا إغلاق الطريق السيار لجلب أنظار السلطات المحلية”. ويحتج مواطنو مدينة الاخضرية منذ عشية العيد على نقص المياه ثم قاموا بإغلاق مقر الجزائرية للمياه بالمدينة.

وفي بلدية تاقديت بأقصى حنوب ولاية البويرة، احتج أيضا السكان على انقطاع المياه وهددوا بحرق البلدية مما أرغم رئيس الدائرة على قطع عطلة العيد والاستماع للمواطنين واعدا إياهم باتخاذ قرارات وفق مطالبهم الايام المقبلة. وفي مدينة عين مليلة بأم البواقي، أخرجت أزمة العطش الحادة المواطنين إلى الشارع، منددين بانقطاع المياه وإرغامهم على شراء صهاريج المياه بشكل دوري.

وفي ولاية بجاية، تعيش مدينة توجة، وقرية ثدارث ثمقرانت ببلدية أميزور والقرى المجاورة بدون ماء لأكثر من 15 يوم بالإضافة ليومي عيد الأضحى المبارك، بحسب الصفحة المحلية “بجاية كن المراقب”، مما جعل السكان يهددون بغلق مقر البلدية والجزائرية للمياه وغلق الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين بجاية وأميزور والطريق الولائي الرابط بين القصر وأميزور. وفي ولاية غرداية، وقف سكان قصر اتمليشت مليكة العليا احتجاجا على غياب الماء عن الحنفيات

حماية المستهلك تطالب بفتح تحقيق

وطالب رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، بفتح تحقيق في حادثة إنقطاع التزود بالمياه خلال عيد الأضحى المبارك، ومحاسبة المسؤولين على التقصير، والمتسببين في الواقعة التي أثارت غضبا شعبيا واحتجاجات عارمة في مختلف ربوع الوطن شملت 11 ولاية.

وقال زبدي: “أمر مخزي أنه في سنة 2019 ما تزال هناك تذبذبات بخصوص التزود بالمياه، والأدهى والأمر أن يكون ذلك في اليوم الذي يحتاج فيه الجزائريون المياه بشدة، ما لاقاته الكثير من العائلات عكر عليهم صفوة العيد بعد ضمانات عديدة من قبل مسؤولي القطاع تضمن لهم الخدمة، إذ صدر في العاصمة ليلة العيد بيان يتحدث عن خزان ومخزونات كثيرة تضمن الوفرة، لتتفاجأ بعض الأحياء بخلوالحنفيات من هذه المادة الحيوية، نحن نرى أنه لا يمكن تمرير قضية كهذه وكأنها لا حدث، ولا بد من أن يتم فتح تحقيق لأن هذه الخدمة العمومية خدمة ضرورية، فإن كان هناك تقصير في آداء المهام فلا بد من تحمل المسؤوليات ولا بد من قصاص حتى تكون عبرة لمن يخدم المستهلك والمواطن الجزائري”.

وبخصوص إنقطاع التزود بالمياه في بعض المناطق التي تسيرها الجزائرية للمياه، أشار المتحدث لحدوث إنقطاع في التيار الكهربائي تسبب في ذلك حسب بعض التقارير، قائلا في السياق: “السؤال المطروح هو أن إنقطاع التيار الكهربائي لم يكن في ذروة إستعمال الطاقة والتي يعرف الجميع أنها غالبا تكون في ذروة الإستخدام فكيف يحدث ذلك، ثم لماذا لم يتم الإصلاح بطريقة مستعجلة، هذا أمر يتطلب فتح تحقيق وإنصاف العائلات المتضررة من هذا الأمر”.

ودعا رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، المواطنين إلى التعقل في طريقة التعبير عن غضبهم من الواقعة والإحتجاج، قائلا: “نحن نتفهم قلق وغضب واشمئزاز المواطنين، لكن هنالك بعض السلوكيات السلبية كقطع الطرقات تكون سببا في أذية مواطنين أبرياء، هذا نوع من السلوكيات نتمنى أن يزول حتى يكون تضامن المواطنين فيما بينهم كاملا”.

الجزائرية للمياه تبرر

وأوضح المدير العام للجزائرية للمياه، اسماعيل عميروش، الثلاثاء، أن الاضطراب في التزويد بالمياه الشروب المسجل خلال يومي عيد الاضحى ببعض ولايات الوطن يعود اساسا لانقطاع في التزويد بالكهرباء وقع بولاية البويرة، حسب ما نقلت الوكالة الرسمية. وأشار عميروش أن “المحطة الكهربائية رقم 1 لولاية البويرة سجلت ليلة السبت الى الأحد انقطاعا في التزويد بالطاقة الكهربائية دام أربع ساعات مما تسبب في اضطراب في التزويد بالمياه الشروب على مستوى أربع ولايات من الوطن”.

كما أكد المسؤول أن هذه المحطة تزود ثلاثة فروع باتجاه ولاية تيزي وزو(جهة عزازقة) وولاية المسيلة (جهة بوسعادة) والمدية. ويتعلق الأمر حسب قوله بمحطات كبرى تزود هذه الولايات انطلاقا من سد كودية أسردون (البويرة). وبسبب هذا الحادث التقني الذي وقع ليلة السبت حوالي منتصف الليل الى غاية الأحد حوالي الرابعة صباحا توقف التزويد بالمياه الشروب بالعديد من القنوات والخزانات مما يفسر هذا الاضطراب المسجل خاصة بولايات البويرة وتيزي وزووالمسيلة والمدية حسب المسؤول الاول عن الجزائرية للمياه.

م.م

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى