فرقة “راينا راي” تعود لجمهورها في حفل فني احتضنه مسرح العادي فليسي
أحيت من خلاله الذكرى الـ 40 لأغنية "يا الزينة"

أحيت أول أمس، الفرقة الموسيقية الأسطورية “راينا راي” بالجزائر العاصمة الذكرى الـ 40 لصدور أغنية “يا الزينة” التي تصدرت الألبوم الذي يحمل نفس الاسم والذي حقق نجاحا كبيرا.
وقد عادت فرقة “راينا راي” إلى الساحة الفنية تحت تصفيقات الجمهور الغفير، الذي حضر إلى مسرح الهواء الطلق “العادي فليسي” بالعاصمة للاستمتاع بأداء عالي الجودة قدمت خلاله الفرقة خمس عشرة مقطوعة مستمدة أساسا من ألبومها المرجعي، وكانت فرقة سيدي بلعباس بقيادة لطفي عطار الغيتار الكهربائي مدعمة بنحو ثلاثين عنصرا من جوق مؤسسة فنون وثقافة، منظمة هذا الحفل الموسيقي، بقيادة المايسترو زهير مزاري.
وأطربت الفرقة على مدار ساعتين من الزمن الجمهور بأشهر أغانيها على غرار “طيل الطايلة” و”خالتي فاطمة” و”هكذا هكذا” و”زبانة” و”أنا ما عندي زهر” و”لالة فاطمة” و”ميمونة” وغيرها من الأغاني التي تجاوب معها الحضور، وقد استمتع الجمهور بكل لحظة من الحفل وصفق طويلا للفرقة التي اختتمت السهرة بأداء أغنية “يا الزينة” الشهيرة مرة ثانية.
وقد تأسست فرقة “راينا راي” سنة 1980 في باريس، وكل أعضائها المؤسسين، أي قدور بوشنتوف وطارق شيخي ولطفي عطار وهاشمي جلولي، من سيدي بلعباس، وأدخلت آلات موسيقية جديدة وحديثة على أغاني الراي، مع حضور مميز للقيثار الكهربائي بأنامل الفنان لطفي عطار. وأصبحت للفرقة روائع، منها أغنية “يا الزينة” التي أطلقت سنة 1983 وبقيت تحقق النجاح إلى يومنا. تُعتبر الأعمال التي قدمتها فرقة “راينا راي” جزء من التراث الجزائري، وهذا ما يزيدها شأنا وصمودا ونشاطا عبر سنوات طويلة. كما يبقى سر قوة الفرقة في تجديدها، رغم مغادرة بعض أعضائها البارزين (وفاة الجيلالي عمارنة)، مع التمسك بروح المجموعة، ومستوى الذوق الرفيع، خاصة في ما يتعلق بالراي الأصيل، وحرص الفرقة على إسعاد الجمهور، وعلى تلبية كل الطلبات، وغيرها من الأغاني التي تحمل الحب والرقي والنبل والكلمات النظيفة والنغم الشجي، مع الالتزام دوما بتقديم الجميل والجديد.
اشتهرت الفرقة بألبوم “الزينة”، ثم توالت العروض للغناء حتى من كبار المطربين في الأغنية الوهرانية آنذاك، فقدمت الفرقة مع بلاوي الهواري أغنية “حمامة”، التي أعادها أيضا الشاب خالد. كما اشتغلت الفرقة على الموسيقى الجزائرية التراثية، وهي أول من قدم مزيجا بين طابع القناوي والطابع العصري والروك والجاز في أغنية واحدة. كما عرفت الفرقة بسنوات من الانحطاط في فترة التسعينات، وعرفت أيضا تشتتا لأعضائها، وهي فترة صعبة، لأن الفرقة كانت مهددة في سنوات العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر، وهذا ما جعل كل عضو يستقل بحياته الأسرية الخاصة، وينصرف عن الموسيقى، لكن أعمال الفرقة ظلت حية، لتعود بقوة إلى جمهورها الحبيب.