ثقافة وفنفي الواجهة

ليلى بورصالي تغني للربيع..”الربيع أقبل” زجل وموشحات أندلسية تستحضر جمال الفصل

أحييت مطربة الأغنية الأندلسية ليلى بورصالي، بمسرح بشطارزي، حفلا غنائيا تحت عنوان “الربيع أقبل” قدمت خلاله باقة مزهرة من أجمل القصائد والأشعار إحتفاء بحلول فصل الربيع وإستحضرت جماله ورمزيته العميقة في حياة الإنسان.

إعتلت بورصالي بفستانها الأحمر المزين بالورود خشبة قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، وسط ديكور يتناسب مع تيمة العرض فكان حديقة خضراء تميزها أزهار ونباتات على عتبات بيوت قصبة الجزائر العتيقة، واحتفت على طريقتها ب “الربيع أقبل” عبر مقتطفات وموشحات أندلسية وزجل كلها تستدعي الربيع في ألوانه ورمزيته.

ورافقت بورصالي فرقتها الموسيقية تحت قيادة ليلى الكبير حيث استهلت برنامجها بزجل اندلسي بعنوان “بان فصل الربيع في حلة الأزهار” والذي كان بإيقاعات زاهية منعشة أتبعتها مباشرة بتوشية “الرياض يعجبني ألوان” التي أطربت الحضور ونقلته سريعا الى زمن جميل هادئ وحالم.

وفي الفقرة الثانية من الحفل اكتشف الجمهور بصوت بورصالي أشعار أحمد بن تريكي بعنوان “الربيعية” وهو أحد الأسماء الكبيرة في الشعر التلمساني الشهير بالحوزي ويوصف بأنه “نشيد الربيع والحب”، لهذا كثيرا ما تغنى المطربون بأشعاره الغنائية البديعة الغنية بأوصاف الطبيعة وأشكال الزهور وعطورها.

وكانت الفقرة الثالثة بدورها كثيفة مثل اوراق الشجر إذ استمتع الحضور ب “أقبل الصباح والليل ولى” و”هب النسيم بين الحدائق” نقلت الأسماع الى عالم الموسيقى الكلاسيكية السمفونية تبعها “تحت الياسمين فالليل” بلمسة معاصرة ادخلت فيها ألات إيقاعية حديثة أبرزها آلة الكاخون التي اعطت إيقاعا مغايرا للأغنية، لينتهي بها المطاف الى مخيلص “شمس العشية” بكل ما يحمله من ريتم يسكن الفؤاد.

وقد أظهر أعضاء الفرقة الموسيقية قدرا كبيرا من الاحترافية والانسجام فيما بينهم مما نال إعجاب وتقدير الجمهور، خاصة أثناء لحظات تقديم معزوفة موسيقية دون غناء على إيقاع البروالي والتي نثرت لحظات حماسية في القاعة تجاوب معها الجمهور بالتصفيق والزغاريد والرقص.

وأهدت الفنانة بورصالي محبيها أغنية الختام فكانت دعوة للتفاؤل والحب بعنوان “إن جاءك الربيع اغتنم شبابك” و”قدوم الحبيب تمام السرور”. وعن عرضها الربيعي للعام الثاني على التوالي لفتت بورصالي إلى أنها “كثيرة هي الأشعار الأندلسية التي وصفت الربيع بكثير من الصور البديعية، ذلك أن الربيع هو رمز التجدد والحب والازدهار وهو مصدر صفاء الروح”.

ق. ث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى