ثقافة وفنفي الواجهة

ليالي رمضان ببسكرة : الحكواتي شخصية من الماضي تعود لتروي قصصا مشوقة

تتميز ليالي شهر رمضان الفضيل بعاصمة الزيبان بعودة شخصية “الحكواتي” كجزء من التراث الشعبي ليصنع الفرجة مستعينا بذاكرته القوية في سرده روايات وقصص مشوقة وفيها عبرة.

ويجلس جمهور الأطفال خصوصا في حلقة بفضاء المكتبة العمومية للمطالعة “محمد عصامي” ببسكرة للاستماع بروايات مستوحاة من الأساطير وعالم الحيوانات “الناطقة” يمزج فيها الحكواتي “عموحمادة ” بين الخيال والإثارة ويغير نبرة صوته وحركاته ليصنع الطمأنينة أحيانا والخوف أحيانا أخرى، مشوقا بذلك مستمعيه لمعرفة نهاية القصة.

ويختار الحكواتي قصصا تتلاءم ومستوى جمهوره حيث يحاول في مستهل عرضه جلب انتباه المستمع بعبارات وإيحاءات تجعل الجمهور مستعدا للغوص في تفاصيل أحداث شيقة متسلسلة ويفتح المجال لتوقع كل النهايات على حد تعبير الحكواتي محمد العيد حمادة المعروف لدى جمهوره بـ”عمو حمادة”.

وفي حديثه لوكالة الأنباء الجزائرية، تطرق محمد العيد حمادة إلى تجربته في هذا المجال الفني، قائلا بأن القصص التي يرويها تحمل الكثير من المعاني والقيم وأنه يهدف من خلال سرده لأحداثها بلغة صحيحة وبسيطة ترسيخها لدى الأطفال.

كما لفت إلى أن العديد من القصص المشوقة التي يرويها، على غرار قصص “الأسد وعائشة” و”الملك والدودة” و”قصص جحا”، تساهم كلها في زيادة الرصيد اللغوي للمستمع وبناء الخيال لدى الصغار.

وأضاف “عمو حمادة ” أن تجسيد شخصيات القصص ومحاورة جمهوره يمثل “متعة له ورسالة تهدف لاستخدام الحكاية في ترسيخ أفكار وقيم صحيحة مبنية على الإقناع من خلال الحوار المباشر وليس كمتلق فقط من صفحات الكتب ووسائل التواصل الحديثة التي يمكن أن توفر لمشاهديها المتعة إلا أنها تجعله جامدا مقارنة بتجاوب المستمعين لرواياته”.

ورغم تلاشي شخصية الحكواتي من الحياة اليومية الراهنة وانحصار الفضاءات المفتوحة التي كان ينشط فيها، تتيح المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية

“محمد عصامي” بديلا لاحتضان جلسات ليلية لرواية ملاحم أبطال قصص هذه الشخصية الفنية وتمنح المجال للجمهور للفرجة والاستمتاع، حسب ما ذكره مدير المكتبة، بدر الدين مصمودي.

وأبرز المتحدث أن هذه المكتبة التي تسعى إلى جمع كل الطبوع الأدبية واستقطاب المبدعين والجمهور، تحاول من خلال فضاء ” الحكواتي” أن تسترجع جزءا مهما من مكونات الذاكرة الشعبية الذي كان يتعدى دوره الفرجة والتسلية إلى الحفاظ على الأخلاق العامة كالشجاعة والوفاء والمحبة وترسخ مبادئ الهوية الوطنية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى