ثقافة وفن

الأكاديمية جميلة الزقاي تشرح واقع مسرح الطفل بدول المغرب العربي

كتاب “شعرية المشهد في المسرح الطفولي المغاربي” للناقدة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي، هو كتاب جديد صدر مؤخرا ضمن مطبوعات الهيئة العربية للمسرح حاولت من خلاله الباحثة ولوج مجال مسرح الطفل واستنطاق النصوص والعروض الموجهة لهذه الشريحة في دول المغرب العربي.

قالت الباحثة الدكتورة جميلة الزقاي في مقدمة كتابها إن معظم البحوث التي سبق التطرق لها في مجال مسرح الطفل تطرقت له فقط من حيث تعريفه، وأنواعه، وخصائصه، وأهميته، ومقوماته الفنية نصا وعرضا، لهذا هي حاولت تقديم هذا المجال من بتناولات حديثة تنضوي ضمن المسرح المدرسي، أو تناوله من حيث قراءته شعرياً نصاً وعرضاً… غير أنها تشير إلى أن حتى  لأواخر إنجاز هذا البحث تعذَّر عليها العثور على أيّ مرجعٍ يكون قد تطرق لمثل هذا التناول من قريب أو بعيد، بخاصة جانب الجمع فيما بين المنهج الشعري ومسرح الطفل. أما عن الأسباب التي وقفت وراء انتقاء هذا الموضوع، فأرجعت  الدكتورة جميلة الزقاي ذلك إلى ما هو  ذاتي وما هو موضوعي، أما الذاتي، فيمكن تلخيصه حسبها فيما يلي: إيمانا منها بعالم الأطفال وحبّها له والافتتان به، والنزوع إلى اللعب مع هذه الفئة، ومجاراتها في ألعابها الصبيانية. وكذا رغبة منها في ولوج عالم الطفل لمعرفة أساليب خطابه، ومحاولة خدمته إبداعيا وفكريا وتربويا… أما الأسباب الموضوعية، فتكمن في محاولة إنارة مصطلح “الشعرية” لغةً واصطلاحاً والدخول في مفاصله وآثاره، ومحاولة التغلغل في كنهه لمعرفة جذوره الضاربة في القدم، والتي تعود إلى شعرية أرسطو، والنظرية المعيارية للأشكال في التراجيديا والملحمة، وكذلك في رغبة الباحثة في كشف الستار عن المسرح الطفولي في أقطار المغرب العربي، ومحاولة إدراك الفروق الجوهرية فيما بين دوله، وإبراز معالمه وخصوصيته في كل بلد على حدة. وبتغطية تجارب البلدان المجاورة يمكن الإفادة منها، بما يزكّي التجربة المسرحية الموجهة للطفل في الجزائر، ليتمكن البحث من خلق فرص التعايش المسرحي المغاربي، بالإضافة إلى العمل على المقارنة بين الشعرية العربية والغربية منها، قصد إجلاء الضبابية التي تحوم حول مفهوم مصطلح الشعرية، وأيضا من أجل الإسهام في الجانب النقدي والجمالي الذي من شأنه أن يعطي دفعا للاهتمام بمسرح الطفل، ويشارك في إثراء المكتبة الجزائرية.

أما فيما يتعلق بإشكالية الدراسة، فتتلخص في الجمع بين ثلاثة أطراف هي: الشعرية، والطفل، والمسرح، كلّ واحد منها لا يقل أهمية عن الآخر. وقد حاولت الدراسة رصد مسرح الطفل في أهم دول المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا) من حيث كرونولوجيته التاريخية، وأشكال تواجده في هذه البيئات المتقاربة جغرافيا وثقافيا، ثم العرض بإشكاليته المعقدة، فضاءً، وديكوراً، وإضاءةً، وسينوغرافيا وغيرها، كل ذلك للتمكن من قراءة أعمال مسرحية من حيث النص، وهنا وقفت الباحثة عند عرض جزائري، تمّت متابعته وقراءة فرجته، حتى لا يتسم البحث بالتجريد والاحتمال، وقد عملت الدراسة من خلال هذا المنهج على إجلاء مجموعة المبادئ الجمالية التي تحكم النص المسرحي في خصوصية توجهه لشريحة الأطفال، وبعد مقاربة المنهج الشعري مفاهيميّاً من جميع النواحي، تأكدت إمكانية تطبيق أدوات المنهج الشعري عند جاكبسون على النص المسرحي الطفولي، مع التركيز على المعايير اللسانية للخطاب الشعري، التي تتولّد من رحم الوظائف الست للغة الشعرية، وما تنضوي عليه من مبادئ التكافؤ والتوازي والتكرارات وغيرها… يسعى هذا العمل إذن إلى محاولة تطبيق المنهج الشعري على هذا الرافد التربوي والوسيط الترفيهي، وهذا هو محور أساس في موضوع هذا البحث.

نسرين أحمد زواوي

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى