ثقافة وفنفي الواجهة

سي الهاشمي عصاد:الترجمة إلى الأمازيغية أداة لترسيخ التنوع وتعزيز الوحدة الوطنية

أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، الأربعاء بوهران، أن الترجمة إلى اللغة الأمازيغية ستكون أداة إستراتيجية لترسيخ التنوع وتعزيز الوحدة الوطنية.

ذكر عصاد في كلمة له خلال يوم دراسي حول “مصطلحية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالأمازيغية” نظم بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وأشرف على افتتاحه والي وهران سمير شيباني أن “الترجمة إلى الأمازيغية، حين تؤطر أكاديميا وتدعم مؤسساتيا، ستكون أداة إستراتيجية لترسيخ التنوع وتعزيز الوحدة الوطنية وهي بالنسبة لنا دعامة قوية لمسعى نير يهدف إلى بناء جسور متحاورة بين اللغتين الأمازيغية والعربية”.

وأبرز أن تطور اللغة الأمازيغية وتوسيع مجالات استعمالها “لا يمكن أن يتحقق دون بناء قاعدة مصطلحية موحدة وممنهجة”، مشيرا إلى “أن المحافظة السامية للأمازيغية عملت منذ تأسسيها قبل 30 سنة على تنفيذ مشاريع علمية ذات بعد وطني تشمل إعداد المعاجم المتخصصة وتطوير أدوات التحليل اللساني وتشجيع الترجمة في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحث عبر التراب الوطني”.

واعتبر ذات المسؤول أن موضوع هذا اليوم الدراسي “دقيق ومحوري ويأتي في إطار وعي مؤسساتي متزايد بأهمية البحث العلمي في خدمة التعدد الثقافي واللغوي وفي بناء جسر متين بين المعرفة والهوية الوطنية وفي مسار تطوير اللغة

الأمازيغية وترسيخ مكانتها في الحقل الجامعي والعلمي”، مضيفا أن المصطلح العلمي “ليس مجرد أداة لغوية بل هو وعاء للفكر ووسيلة للإنتاج المعرفي والتبادل الأكاديمي”.

وعن الشراكة والتعاون بين المحافظة السامية للأمازيغية ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، أشار السيد عصاد إلى أنها مسار طويل لأكثر من 15 سنة من التنسيق والتعاون المثمر بين المؤسستين في مجال البحث الإنساني والثقافي والانثربولوجي وهو “نموذج ناجح” في الشراكة بين مؤسسات الدولة في خدمة البحث العلمي الوطني.

أما مدير مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية عمار مانع، فذكر أن هذا اللقاء العلمي “يأتي في سياق وطني يشهد اهتماما متزايدا بالبحث في قضايا اللغة والهوية الثقافية وتثمين الموروث اللغوي والحضاري للأمة الجزائرية، وقد

كرس الدستور مكان اللغة الامازيغية كلغة وطنية ورسمية وهو ما فتح أمامها آفاقا جديدة لتعزيز حضورها العلمي والأكاديمي ولا سيما من خلال جهود المحافظة السامية للأمازيغية الداعمة للبحث العلمي والتخطيط اللغوي وتوحيد المصطلحات”.

وأبرز ذات المتحدث أن “اللغة العلمية هي أساس كل نهضة معرفية ولا يمكن الحديث عن تطوير البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية باللغة الأمازيغية دون بناء جهاز مفاهيم دقيق ومنهجية مصطلحية واضحة المعالم”، مؤكدا على استعداد المركز الذي يديره لاحتضان مبادرات بحثية مشتركة في هذا المجال.

أما أقيس كلثومة، مديرة وحدة البحث حول الترجمة والمصطلحية في المركز المذكور منظمة هذا اللقاء، فأكدت على أهمية مثل هذه التظاهرات في فتح نقاش حول عملية استحداث وتوظيف المصطلحات في اللغة الأمازيغية من أجل تعزيز البحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية.

وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي تقديم أساتذة باحثين من عدة جامعات من الوطن مداخلات على غرار تلك التي تناولت مواضيع “التمكن اللغوي والمعجمي” و”علم المصطلحات وتعدد المعايير اللغوية” و”المصطلحات الأمازيغية في الترجمة: ترجمة النصوص المتخصصة نموذجا” وغيرها.

وعلى هامش مراسم الإفتتاح، تم تجديد اتفاقية التعاون والشراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية لوهران.

أ. ب

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى