وطن

مجمع “أغروديف” يوفر 90 ألف قنطار في اليوم من “السميد” و”الفرينة”

يعمل المجمع الوطني للصناعات الغذائية (اغروديف) على توفير كمية يومية من مادتي دقيق القمح الصلب (السميد) ودقيق القمح اللين (الفرينة ) تقدر ب 90 ألف قنطار /اليوم عبر مختلف نقاط البيع استجابة لاقبال استثنائي على هاتين المادتين أفرزه خوف المواطنين من تفشي فيروس كورونا مما أدى الى طفرة في الطلب، حسبما أفاد به المدير العام للمجمع السيد عديش كمال.

وأوضح السيد عديش أن الكميات المنتجة يوميا لتلبية طلب المواطنين وتجار التجزئة على المادتين ، يتم توزيعها عبر 250 نقطة بيع ومخزن متواجدة عبر عدة ولايات من القطر الوطني. ويمثل المجمع نسبة تقدر ب 20 بالمائة من حصة سوق منتجات الحبوب، يشارك من خلالها في ضبط السوق سيما فيما يتعلق بالحفاظ على مستوى الأسعار.

وحسب السيد عديش فإنه ‘لا توجد ندرة في التموين بالمادتين” ، وانما يوجد “استهلاك مفرط ” و”تموين سريع” من طرف المواطنين لتخزين هذه المواد نتيجة لتخوفاتهم من تأثيرات انتشار وباء كوفيد-19.  وبخصوص القدرات الإنتاجية للمجمع ، أكد السيد عديش أنها تبلغ 52300 قنطار/ اليوم بالنسبة لدقيق القمح الصلب (السميد) و55000 قنطار /اليوم بالنسبة لدقيق القمح اللين (الفرينة) والتي يتم توفيرها عبر 29 مطحنة تابعة للمجمع.

وحسب المدير العام فإن المجمع يستغل 70 بالمائة فقط من قدراته الإنتاجية فيما يتعلق بدقيق القمح الصلب بإنتاج فعلي يقدر ب 35000 قنطار /اليوم ، مقابل استغلال 100 بالمائة من قدراته في مادة القمح اللين. وبهذا الخصوص أفاد عديش أن الديوان المهني الوطني للحبوب “لا يزود المجمع بكل الحصة من المادة الأولية القادر على تحويلها يوميا من مادة دقيق القمح الصلب وهوما دفع بإدارة المجمع إلى التقدم لدى مصالح الديوان بطلب لرفع الكميات وزيادة الإنتاج ليبلغ نسبة 100 بالمائة”.

ودعا نفس المسؤول المواطنين إلى التعقل في الاستهلاك وترشيده ، ذلك أن “المنتوج متوفر ولن ينتهي من السوق”، كون الديوان يطحن يوميا كميات معتبرة توجه مباشرة للمستهلكين، مشيرا إلى أنه “لابد في الفترة الحالية من أن يقوم كل شخص بدوره حتى تمر المرحلة بسهولة”.

وثمن نفس المسؤول ، مجهودات مصالح الأمن التي تقف على ضمان السير العادي لعمليات البيع عبر نقاط بيع المجمع لتفادي انتشار الوباء من جهة وتفادي المشاحنات بين الزبائن من جهة أخرى.

كما سخر المجمع كل عماله من أجل مواجهة هذا الطلب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ، إلى جانب توفير كل الوسائل اللازمة لوقايتهم من أية عدوى محتملة، يضيف عديش. وفي رده على سؤال يتعلق بالوسطاء وظاهرة احتكار السلع، أكد السيد عديش أن المجمع قرر مراسلة باعة الجملة للحصول على معلومات وعناوين تخصهم قصد إنشاء أرضية معلوماتية لتجار الجملة تسمح بتنظيم عمليات الرقابة وتتبع مسار المنتوج. وقال عديش أنه لابد من الشروع في عمليات الردع وتطبيق العقوبات على الوسطاء والمضاربين للحد من هذه الممارسات خلال الفترات الحساسة التي يمر بها الوطن.

.. ندرة في التموين بمادتي السميد والفرينة رغم وفرة المخزونات

تعرف المحلات التجارية والمساحات الكبرى لبيع المواد الغذائية ندرة في التموين بمادتي دقيق القمح الصلب (السميد) ودقيق القمح اللين (الفرينة) بسبب اقبال مفرط للمواطنين على هاتين المادتين خلال الأيام الأخيرة في وقت تؤكد فيه مصالح وزارة الفلاحة على وفرة المخزونات.

وفي جولة ببعض المحلات التجارية عبر العاصمة، تم رصد نقص كبير في التزويد بالمادتين عبر المحلات، أين باتت عملية الشراء تتطلب طلبا مسبقا على المادة للحصول عليها.  ويؤكد العديد من التجار  المستجوبين أن هذا النقص راجع للشراء المضاعف والتهافت الكبير على تخزين هذه المادتين من طرف المواطنين، مقابل نقص في العرض لدى باعة الجملة. ويوضح محمد، أحد الباعة ببلدية بلوزداد، أن التهافت الكبير للزبائن على مادتي السميد والفرينة والطوابير الطويلة أمام نقاط البيع أدت إلى ندرتهما محلات بيع التجزئة.

من جهتها أكدت نادية.ر، إحدى المواطنات، استياءها لتصرفات بعض المواطنين “غير المسؤولة “-حسبها- نظرا لإقبالهم المفرط على تخزين هذه المواد، والتي أدت إلى نفاذ الكميات المعروضة في المحلات سريعا.

وفي تعليقه على الموضوع، أوضح مدير ضبط الإنتاج الفلاحي وتطويره بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، السيد محمد خروبي، لواج أن القطاع قام بتموين المطاحن المتواجدة عبر التراب الوطني بكميات تبلغ 5 ملايين قنطار من مادتي القمح الصلب والقمح اللين خلال ال 10 أيام الأخيرة الممتدة من 10 إلى 20 مارس الجاري ، لغرض إنتاج مادتي السميد والفرينة.  وأضاف السيد خروبي أن القطاع وضع برنامجا خاصا لتوفير هذه المادة في السوق لتفادي نقص لدى باعة التجزئة.

وحسب السيد خروبي،  فان 500 مطحنة متواجدة عبر التراب الوطني تتكفل بتحويل المادة الأولية من القمح الصلب واللين إلى دقيق القمح اللين ودقيق القمح الصلب لتغطية طلب السوق.

وتابع خروبي يقول :” الحبوب بكل اصنافها متوفرة على مستوى المخازن بكميات كافية وتوجه بكميات كافية للمطاحن من أجل تحويلها وتوجيهها إلى الأسواق”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن تضاعف مستوى الاستهلاك أدى إلى هذا النقص لدى باعة التجزئة.

وعلى سبيل المثال أوضح خروبي أنه :” إذا كانت المطاحن معتادة على وضع 10 طن من السميد والفرينة في السوق خلال عشرة أيام في منطقة ما، فان يتم حاليا اقتناء هذه الكمية من طرف الزبائن خلال يومين فقط”.

وحسب السيد خروبي فإن :” التهافت الكبير من طرف المواطنين لاقتناء هذه المادة أدى إلى استنفاذ المخزون على مستوى أسواق الجملة ما يتطلب بعض الوقت لإعادة تموينها من طرف المطاحن”.

ودعا خروبي المواطنين بهذه المناسبة إلى عقلنة الاستهلاك وتفادي التبذير ، ذلك أن هذه الكميات التي يشترونها يمكن أن تتعرض للتلف إذا لم تخزن في ظروف ملائمة مما يؤدي إلى ضياع هذه المادة الاستراتيجية مؤكدا على  ضرورة التحلي باليقظة والحذر خلال تشكيل طوابير اقتناء هذه المادة في نقاط البيع، تفاديا لمخاطر انتشار الوباء.

وحول نفس الموضوع أكد الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين، ديلمي عبد اللطيف، أن المادة الأولية من القمح الصلب والقمح اللين “متوفرة بكميات جد كافية في المخازن” وأن “الإشكالية تبقى مرتبطة بوصول الاستهلاك إلى مرحلة الذروة الى جانب الخلل المسجل في عمليات التوزيع بفعل المضاربة”.

ويرى السيد ديلمي أن فتح عدة نقاط للبيع من طرف مديريات التجارة للولايات تعد خطوة إيجابية تمكنت من كسر الاحتكار من طرف بعض الخواص على هذه المادة، مبرزا أنها لابد أن ترافق بإجراءات لتحديد الكميات التي يتم توزيعها لكل عائلة والفترة الزمنية بين كل تموين وآخر. من جانبه أكد الأمين العام للغرفة الوطنية للفلاحة السيد مولود قويدر أن الفلاحين قدموا منتوجاتهم من الحبوب سيما القمح الصلب والقمح اللين أواخر أغسطس الماضي، وتمكنوا من توفير كميات معتبرة من هذه المواد الاستراتيجية التي تم توجيهها إلى المخازن وتعاونيات الحبوب والبقول الجافة ووحدات تقوم بتسويقه.

وحسب السيد قويدر فإن الظرف الحالي يتطلب تكييف عمليات التوزيع مع حجم الطلب الذي بلغ ذروته إلى جانب توعية المواطنين بضرورة عقلنة وترشيد استهلاك هذه المواد ، مادام التموين مستمرا والكميات المخزنة “أكثر من كافية لتلبية الطلب”.

م.م

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى