ثقافة وفنفي الواجهة

الناقد المسرحي العراقي محمد حسين حبيب: “الرقمية مستثمرة من أجل تفعيل الدراما بصريا وسمعيا وليس العكس”

أكد الناقد المسرحي العراقي محمد حسين حبيب، أن المسرح العربي المعاصر تأثر بشكل كبير بالاستثمار التقني الرقمي في عروضه، وذلك بحثا منه عن شكل تجريبي جديد ومغاير لرسم صياغات إخراجية من شأنها تزلزل كيان العرض المسرحي الجديد وتساير الانفجار التقني المعلوماتي المنضوي تحت خطاب الثورة الرقمية المعاصرة في العالم.

أوضح الدكتور محمد حسين حبيب، خلال تنشطه للعدد السابع عشر من منتدى المسرح الذي ينظمه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي والذي ناقش من خلاله موضوع “جماليات التقنيات الرقمية في المسرح العربي المعاصر”، أنه انطلق في مشروعه المسرح الرقمي والبحث في غماره انطلق منذ سنة 2005، وبدئه بجملة المسرح الرقمي قادم، مفترضا بأن استثمار الانفجار الإلكتروني الرقمي واقع لا محال مسرحي، وذلك بعد إطلاعه يقول الدكتور حسين  على عديد من استثمارات رقمية مجاورة للفنون والعلوم ومجالات حياتية كثيرة هيمنت عليها استثمار الرقمية كثيرا لدرجة أنها اليوم ثقافة عامة عالميا وعربيا،فضلا عن إطلاعه على مجالات أدبية استثمرت فيها الرقمية بامتياز ونجحت مثل: القصيدة الرقمية والرواية الرقمية والنقد الرقمي، والحال نفسه مع الرسم واللوحة التشكيلية والسينما وغيرها…

وتابع الناقد العراقي أن بحوثه هذه سمحت له باكتشاف أن الاستثمار الرقمي موجود بالفعل عالميا في كافة هذه التخصصات لا سيما (المسرح)، إذ بدأ مع تسعينات القرن الماضي وربما قبلها بتجارب بدئية بسيطة بلورت الاستثمار المتكامل للتقنيات الرقمية الذي من شأنه يؤطر الصورة المسرحية ويزخرفها جماليا، سعيا منه لتثوير الفعل الدرامي وشكله السينوغرافي، لا مجرد التكثيف الصورة الباذخ الذي يخدش الدراما الأصل وينشط البصريات على حساب الرؤية الإخراجية والبنية الدرامية لشكل العرض المسرحي وفلسفة خطابه الجمالي والفكري.مشيرا بأن المسرح العربي المعاصر تأثر كثيرا بهذا الاستثمار التقني الرقمي في عروضه المعاصرة بحثا عن شكل تجريبي جديد ومغاير لرسم صياغات إخراجية من شأنها تزلزل كيان العرض المسرحي الجديد وتساير الانفجار التقني المعلوماتي المنضوي تحت خطاب الثورة الرقمية المعاصرة في العالم.

وفي مداخلة له، قال الدكتور حبيب بوخاليفة “إن تشكل التكنولوجيا الرقمية اليوم على كل المستويات أهمية بالغة وحيوية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الفنية وفي نشاطات البشر على وجه الأرض، ولقد أفرزت حسبه مفاهيم حضارية جديدة في حقل الفنون الدرامية، يلتقي خلالها ثلاثة عناصر أساسية في هندسة التكنولوجيا الرقمية هي المعلومات، الاتصال والرياضيات، وهذا حسبه يكفي ليؤكد أن المؤسسات المسرحية لا يمكنها الاستغناء عن هذا المستوى من التكنولوجيا حتى يكتمل صنع الجمال والمعنى والفكرة على الخشبة المسرحية وكأنها حتمية ضرورية، مشيرا بأن أسلوب البحث في هندسة الجمال بصريا على الفضاء المسرحي كان قد بدأه جوزيف سفابودة من خلال إدخال الصورة الفوتوغرافية وتشكيل الديكور بشكل خارق للعادة وغير مألوف في منتصف القرن العشرين.

من جهته، دعا الناقد علاوة وهبي إلى  ضرورة تجريب كل التقنيات المستجدة وقال بالخصوص “لا بدا لنا من مواكبة هذه الثورة وهي ثورة بالفعل ونكون لنا تجارب يمكن عند الاستخدام الصحيح والفهم الجيد لها وكيفية توظيفها أن تحدث لنا انقلابا ربما جذريا في المسرح عندنا” مضيفا” نحن في حاجة إلي تدريسها كمادة من المواد التي تدرس في المعاهد والكليات الفنية، بأسسها العلمية الصحيحة”، إن الرقمنة يؤكد المتحدث في العصر الذي نعيشه ستكون صاحبة الكلمة الأولي في كل المجالات.

من جانبها، أشارت الدكتورة ليلى بن عائشة بأهمية هذه الإشكالية  بعد هيمنت الرقمنة وأضحت واقعا لا مناص منه لتشكل سيرورة العرض المعاصر في سياق التجريب برؤى تستجيب لراهن العصر،وتقول الدكتورة “لعل ما يثبت ما نحن مقبلون عليه هو مثل هذه الأزمة التي قوضت كل شيء لصالح ما هو افتراضي رقمي”.

وأشارت في السياق ذاته، أن عدد من المسرحين لم يتقبلوا بعد فكرة الرقمنة وذلك خوفا منهم من خلخلة أي نظام يمكن أن يركن له الفنان لفترة من الزمن وتستقر له مفاهيمه وقوانينه ، إذا من الصعوبة تقول الدكتورة يمكن التخلي عن الثابت لصالح ما هو متحول ومتغير إلا بعد مرور فترة الزمن، داعية في سياق حديثها إلى ضرورة دراسات لهذا الجديد وعدم مجابهته بالرفض بشكل سريع ومباشر بل ينبغي الدخول في جدليته بشكل إيجابي وإذا تم رفضه يكون وفق أسس منطقية مقبولة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى