بوشارب يخلفه مؤقتا .. استقالة مفاجئة لولد عباس وتغيير واسع مرتقب في الأفلان
قرر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس الأربعاء الاستقالة من منصب أمين عام هذا الحزب “لأسباب صحية تستلزم عليه قضاء عطلة مرضية مطولة”، حسبما علم من مصدر رسمي. وسيخلفه مؤقتا على رأس الحزب السيد معاذ بوشارب في انتظار أن تقرر هيئات الحزب بشأن استخلافه، حسبما أكده نفس المصدر. وتأتي استقالة زعيم جبهة التحرير الوطني، ضمن تغيير واسع سيمسّ الحزب العتيد، وفق تأكيدات مصادر سياسية.
وأوضح المصدر الذي طلب حجب هُويته أن الأمر يتعلق بشكل خاص بالأمين العام للحزب جمال ولد عباس، وعددٍ من مساعديه في المكتب السياسي. ولاحظ قياديون في الجبهة أن جمال ولد عباس قلّت خرجاته في الآونة الأخيرة، بينما قال مصدر آخر إن طبيب الأمين العام نصحه بأخذ قسطٍ من الراحة وتجنب الإرهاق.
ويعدُ جمال ولد عباس، المولود في 24 فبراير 1934، سياسيًا بارزًا تقلد وظائف سامية، وعين وزيرًا للصحة سنوات الثمانينات ثم التضامن الوطني في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة. ويعتبر ولد عباس من أوائل دفعات الطلاب الجزائريين، الذين أوفدتهم الحكومة المؤقتة (أول حكومات الجزائر المستقلة) في بعثات علمية إلى الخارج وتخرج من ألمانيا سنة 1964. وقاد ولد عباس وفدًا طبيًّا جزائريًا باسم الهلال الأحمر الجزائري (حكومي) إلى العراق أيام الغزو الأمريكي في حرب الخليج الثانية.
وفي 22 أكتوبر 2016، جرى اختياره أمينًا عامًا جديدًا للحزب الحاكم، بعد استقالة مفاجئة ومدوية لسابقه عمار سعداني، والذي توارى بعدها عن الأنظار. ويعتبر الرجل الذي لم تتأكد بعد استقالته بشكل رسمي، من أشد الموالين لرئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، حيث “يفخر” بدعم سياساته الحكومية منذ انتخابه العام 1999.
.. سيناريوهات الخلافة
و نقل موقع ”إرم نيوز” عن مصدر سياسي في قراءته لمستجدات الحزب الحاكم، بتصريحات “معادية” أدلى بها أمينه العام جمال ولد عباس ضد القيادي في الحزب ووزير العدل، الطيب لوح، في خضم حرب التصريحات بين الأخير والوزير الأول أحمد أويحيى.
ويتردد في دوائر ضيقة أن الطيب لوح وهو من رجال بوتفليقة الأوفياء، سيكون أبرز المرشحين لخلافة ولد عباس إن لم يكن المرشح الوحيد لقيادة جبهة التحرير الوطني، ومن المقرر أن يعهد إليه بتسيير ملف انتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها في أفريل 2019. ولا يُستبعد تعيين القيادي أحمد بومهدي، أكبر أعضاء المكتب السياسي في الحزب أمينًا عامًا جديدًا، لكنها تبقى – في نظر مصادر متطابقة- تسريبات تنتظر الفصل من القصر الرئاسي.
م.ج