كتب

“الزيارات” لجلال آل أحمد.. نسخة عربية

في أربعينيات القرن الماضي، بدأ الروائي والمترجم الإيراني جلال آل أحمد (1923 – 1966) بنشر نصوصه القصصية الأولى، التي عكست مواقفه النقدية تجاه المجتمع بحكم انتمائه السياسي إلى اليسار متناولاً العديد من أزماته خاصة تلك التي تعانيها الأرياف ومشاكل الهجرات والاغتراب، كما رصد فيها العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية في بلاده.

نقل صاحب رواية “ناظر المدرسة” العديد من الأعمال الأدبية العالمية انطلاقاً من معرفته بالفرنسية، ومنها “المقامر” لـ فيودور دوستويفسكي، و”الغريب” لـ ألبير كامو، و”الأيدى القذرة” لـ جان بول سارتر، و”العودة من الاتحاد السوفيتي” لـ أندريه جيد، و”وحيد القرن” لـ يوجين يونسكو.

صدرت حديثاً عن “منشورات الربيع” النسخة العربية من مجموعته القصصية “الزيارات” التي ترجمتها الأكاديمية المصرية شيماء صادق عن الفارسية، ويقارب خلالها العديد من القضايا الاجنماعية في إيران الأربعينيات حيث الفقر والجهل والصراع الطبقي.

المجموعة هي فاتحة إصدارات آل أحمد وحملت عنوان “اللقاء والزيارة” بالفارسية وقد تضمّنت عشر قصص قصيرة قبل أن يُضاف إليها نصان آحران في طبعتها السابعة، وتصف مشاهدات وزيارات الشباب الذين يحتفلون بعيد النوروز (المتوارث من الثقافة الزرداشتية احتفالاً ببداية العام ليلة الحادي والعشرين من آذار/ مارس كلّ عام)، ويواجهون أحداثاً مثيرة للاهتمام على طول الطريق.

يتسم الكتاب بسلاسة اللغة وبساطتها التي اعتمدها الكاتب في جميع أعماله مهتماً بالنقد لكثير من التصوّرات والمفاهيم بقدر من السخرية تجتذب القارئ حتى نهاية القصة، موظّفاً إياها في حواراته المباشرة حول قضايا اجتماعية ودينية حسّاسة.

يُذكر أن جلال آل أحمد أصدر العديد من المجموعات القصصية منها “نون والقلم”، و”ثلاث مقالات أخرى”، و”حصيلة السنوات الثلاث”، و”التغريب”، و”رحلة الروس”، و”لحد على قبر”، ولاقة كتابه “غربزكَي” (أو التسمّم بالغرب) شهرة واسعة في إيران، حيث كان يتمّ توزيعه كمنشور سري بين طلبة “جامعة طهران”، باعتباره جزءاً من منظومة الأفكار المضادة لنظام الشاه “التغريبي”، كما أنّ الكتاب كان من أبرز الوثائق الفكريّة التي أسهمت في قيام الثورة عام 1979.

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى