الأخيرة

من قلب الزنزانة .. “أرتل هذا النشيد”

بقلم الأسير الكاتب : كميل ابوحنيش

سجن ريمون الصهيوني

 

أقاومُ هذا الحصارَ بحلمٍ

و أذويْ كما العاشقينَ حنيناً

أرتِّبُ هذا الخرابَ الجميلَ

و أنثرُ زهراً على نسوةٍ في الفؤادِ

و ألهو بدندنةِ الأغنياتِ

فتغدو القيودُ التي كبَّلَتني وروداً

و يشتدُّ عُودي رويداً ….. رويداً

إذا فاضَ حُلمي، بحُلوِ الأماني

 

* * *

ألوذُ إليكِ إذا ساورتني الليالي

فمُدّي يديكِ منَ الوهمِ كي

ألمسَ البرقَ في مُقلتَيكِ

و أملأ هذا السكونَ بلحنٍ

يسافرُ في الأمسياتِ

و يردمُ هذا الفراغَ المدويَّ

فيُزهرُ وقتي ، و أغدو سعيداً ….. سعيداً

إذا راقصتني قديمُ الأغاني

أعيشكِ حباً جميلاً فلا

ترحلي عن سمائي و نبضي

و أحياكِ جرحاً – بلادي و أنتِ ألا

فانزفيني على ساعديكِ

و أهديكِ قلبي، و أهديكِ شعري ، ألا

فاتركيني على ناظريكِ

ليخضرَّ حُبّي و يغدو نشيداً

إذا داعبَتْني وعودُ الزمانِ

 

* * *

أرتِّلُ هذا النشيدَ بهمسٍ

فتنمو الزُّهورُ على ساعدي

و أبحثُ عن كوةٍ في الجدارِ

أرنو إليكِ طويلاً ….. طويلاً

و أقهرُ هذا الغيابَ بحبٍّ

فينجو الفؤادُ منَ الموتِ صبراً

و يمتدُّ لحني بعيداً …. بعيداً

إذا صافحَتْني رمالُ المكانِ

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى